معتز المجبري الكاتب ورئيس تحرير صحيفة «برنيق» الليبية لـ«المغرب»: «بعد استعادة الهلال النفطي عمليات الجيش ستمتد برّا باتجاه قاعدة الجفرة لتحريرها من المليشيات»

اكّد الكاتب الليبي ورئيس تحرير صحيفة «برنيق» معتز المجبري في حوار لـ’’المغرب’’ انّ سيطرة الجيش على كامل منطقة الهلال النفطي واستعادته السيطرة على مينائي السدرة وراس لانوف قد تليه عملية برية لتحرير قاعدة الجفرة من الميليشيات المسيطرة

عليه . وأضاف المجبري الى انّ المجتمع الدولي بات متأكدا اليوم ان حكومة الوفاق الوطني ليست الحصان الرابح، كونها لم تستطع السيطرة حتى على حي واحد في العاصمة طرابلس ،مشيرا الى انّ العملية السياسية في ليبيا لن تشهد تغيرا ملحوظا رغم عديد المبادرات التي أطلقتها دول الجوار بشكل متواز لحل الازمة.

• لو تقدّمون لنا قراءتكم لآخر التطوّرات التي شهدتها منطقة الهلال النفطي ؟
بالنسبة للوضع منذ امس طبعا وفي خلال ساعات سيطر الجيش الليبي على كامل منطقة الهلال النفطي واسترد مينائي السدرة وراس لانوف التي كان قد خسرها منذ ايام وهو الان يلاحق ما تبقى من مليشيات سرايا الدفاع المتحالفة مع تنظيم القاعدة ،والتي وصل بعضها إلى مخبئهم في قاعدة الجفرة -وهي ايضا شهدت غارات جوية لسلاح الجو الليبي منذ امس وحتى مطلع صباح الأربعاء .
في اعتقادي ان عمليات الجيش في المنطقة لن تتوقف وستمتد العمليات العسكرية البرية إلى قاعدة الجفرة لتحريرها من تلك المليشيات، وذلك لعدة اسباب أولها ان صد أي هجوم الآن للسرايا لن ينفع طالما هم متمركزون في قاعدة الجفرة سيعيدون الكرة عندما تسنح لهم الفرصة ،وهو الأمر الذي حدث فعلا أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية، بالتالي المشير خليفة حفتر يعلم جيدا انه لابد من القضاء عليهم في عقر دارهم اما الامر الثاني وهو ان الجيش يسعى ضمن خططه المستقبلية لتوسيع مناطق نفوذه وتحرير باقي الاراضي الليبية.وذلك سيكون كخطوة ثانية بتحرير الجنوب الليبي والسيطرة عليه وهو ما سيكون سهلا جدا بعد السيطرة على قاعدة الجفرة بهدف قطع الطريق بين قوات مصراته (اكبر المناهضين لقوات الجيش الليبي) وبين الجنوب الليبي وقطع أي إمداد قد يصل إلى مليشيا مناهضة للجيش في الجنوب .

• كيف سيكون الوضع في حال استعاد الجيش الليبي السيطرة على الجفرة ، هل يعني ذلك انتهاء نفوذ مليشيات «سرايا الدفاع»؟
في حال سيطر المشير حفتر على الجفرة فستتمكن حتى أقل طائراته كفاءة لديه وأكثرها قدما من شن غارات جوية على أي منطقة سواء غرب أو شرق أو جنوب البلاد دون أن تضطر للتزود بالوقود أو التوقف كون قاعدة الجفرة تقع في منتصف ليبيا تحديدا أي أنها على قدر كبير جدا من الاهمية ، وتستمد تلك القاعدة أهميتها من أساسين الأول كونها تقع منتصف البلاد بالضبط وثانيها لكون أن معمر القذافي حينما أنشأها فترة حكمه قبل أعوام مضت كان ينوي جعلها مقرا لقيادته الخاصة لذلك تحصلت القاعدة على بنية تحتية قوية جدا تجعلها أكثر الأماكن تحصنا، وهي لن تسقط بسهولة لمجرد ضربها بالطيران وذلك يحتم ان يكون هناك عملية عسكرية برية للسيطرة عليها وهو الامر الذي اظن ان المشير حفتر يفكر فيه حاليا .

• كيف ترون ابعاد هذه العمليات العسكرية الاخيرة وتأثيرها على المشهد السياسي الليبي؟
سياسيا الجيش الليبي سيستغل هجوم السرايا على الهلال النفطي ذريعة للتقدم إلى الجفرة أو أي منطقة أخرى يهمه السيطرة عليها دون أن يتسبب ذلك في موجة استنكار كما كانت في المرات السابقة على الأقل من قبل أهالي الجفرة الذين سيحتاج الجيش الى ولائهم بعد السيطرة على القاعدة لتكون قواته في مأمن من الغدر هناك .
أما ما يخص الوضع العام ومستقبل الحوار فأظن ان مطلع عام 2017 لن يختلف عن كامل العام المنصرم فيما يخص الوضع الليبي وذلك رغم عديد المبادرات التي أطلقتها دول الجوار بشكل متوازي مثل المبادرة المصرية والجزائرية والتونسية التي تحاول جميعا كسر الجمود السياسي الليبي للوصول إلى حل لإنهاء الأزمة الحاصلة في البلاد ..ولكن ثقتي أن هذا العام لن يختلف كثيرا عن سابقه مصدرها تغير موازين القوة على الأرض فمن راهن على حكومة الوفاق الوطني بات يعرف جيدا أنها ليست الحصان الرابح، كونها لم تستطع رغم مرور أكثر من عام على تشكيلها لم تستطع السيطرة حتى على حي واحد في العاصمة طرابلس ناهيك عن كامل ليبيا . بالتالي اثبتت تلك الحكومة وذلك المجلس الرئاسي انه غير قادر على قيادة المرحلة، وفي المقابل هناك المشير خليفة حفتر قائد عام القوات المسلحة العربية الليبية الذي تمكن من إنشاء جيش نظامي حقيقي وتمكن من اقتلاع الإرهاب من شرق البلاد . المشير الآن يسيطر على كامل إقليم شرق ليبيا عدا مدينة درنة ومنطقتين فقط في بنغازي وهي جميعا يحاصرها الجيش إضافة لسيطرته على مدن ومواقع جديدة جنوب البلاد أهمها قواعد جوية هامة مثل الوطية، إضافة لسيطرته حاليا على مصدر القوة في ليبيا وهو الهلال النفطي الذي يضم أربع اكبر واهم موانئ تصدير النفط إضافة للحقول المغذية لتلك المواني في حوض زلة ناهيك عن مدن غرب البلاد وهي ورشفانه و الزنتان وبعض مدن الغرب ناهيك عن التأييد الشعبي الذي خرج مطالبا بنجدة المشير في جنوب البلاد خلال الاشهر الماضية إضافة أيضا لنسبة الأمن الكبيرة وتحسن المعيشة بشكل ملحوظ في الشرق الليبي في ظل سيطرة الجيش عكس ما هو غرب البلاد من انفلات امني كبير وحالات خطف واغتيال واغتصاب في ظل سيطرة المليشيات، وأضف إلى ذلك ايضا دعم اطراف فاعلة وقوية للجيش الليبي عربيا مثل مصر والسعودية والامارات والأردن ودوليا مثل روسيا .

• هل تعني سيطرة قوات الجيش الليبي على اغلب المناطق التي كانت تحت سيطرة الميليشيات تفكك هذه الاخيرة؟
نعم القوة المضادة للمشير حفتر والجيش الليبي ضعفت وهذه القوة تتمثل في كتائب مدينة مصراته وكتائب تيار الاسلام السياسي غرب البلاد والتي خرجا توا من حرب استنزاف في سرت ضد «داعش» ،وتفككها داخليا في الغرب ضمن صراع بين مكونات مسلحي فجر ليبيا الذي كان يضم جميع تلك الكتائب والمليشيات التي باتت اليوم تتقاتل في طرابلس ضمن صراع البقاء والنفوذ.
وكان اخر تلك الصراعات ما تشهده العاصمة منذ الاثنين من حرب توسعت ين مليشيات متعددة .. الخلاصة ان كل تلك المعطيات وكل ذلك التغيير في موازين القوه على الارض والذي يصب في صالح الجيش الليبي وقيادته المتمثلة في المشير حفتر ستجعل كل الدول لا سيما الغربية منها تعيد حساباتها تجاه الازمة الليبية وتعيد أماكن تموقعها وذلك يحتاج إلى وقت ليس بقليل فليس من السهل تغير بوصلة بعض الدول خاصة الفاعلة منها في خلال شهر او شهرين بل سيستغرق ذلك بعض الوقت كما ان تلك الدول وعلى سبيل المثال إيطاليا و كذلك بريطانيا قد أعادت فعليا حساباتها مؤخرا وتمثل ذلك في وصف قوات المشير حفتر بالجيش الوطني الليبي صراحة من قبل مبعوثين دوليين كانوا يرفضون الاعتراف بشرعية الجيش الليبي ويساندون مليشيات حكومة الوفاق .

• ماذا بخصوص مايتم تداوله عن التوجه لإقامة انتخابات مبكرة ؟
بالنسبة لما يتم تداوله بشأن عقد اتفاق في القاهرة حول انتخابات مبكرة ستشهدها البلاد هو كلام غير صحيح ،وجاء الاعلان عنه من قبل لجنة الازمة المصرية الخاصة بليبيا لحفظ ماء وجه تلك اللجنة كونها من اطلق المبادرة لجمع السراج والمشير حفتر على طاولة واحدة، وبعد فشل تلك الجهود كان لابد من خروج بيان لحفظ ماء الوجه تضمن نقاط عامة لا يختلف فيها اثنان اصلا وهي نقاط مكررة لا تغني ولا تسمن من جوع ..وذلك للأسباب التالية ..اولا المشير رفض خلال تواجده في مصر ضمن تلك المبادرة مقابلة السراج وهو امر اعلن عنه بشكل رسمي من قبل المتحدث باسم الجيش العقيد احمد المسماري ،وكذلك من قبل مكتب الاعلام بالقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية أي انه لم ولن يتم أي توافق او اتفاق والرفض كفيل بفهم ذلك ..ثانيا المشير خليفة حفتر صرح في اكثر من مره انه رجل عسكري ومهمته امنية ولن يتدخل في السياسة وانا اتفق مع السراج على النقاط المذكورة في البيان المصري التي تتضمن اجراء انتخابات العام المقبل فبذلك يكون قد الغى البرلمان الليبي صاحب شرعية التفاوض في مثل هذه الامور السياسية و المشير لن يقع في مثل هذا الخطأ الكبير طبعا ..
الامر الاخر انزعاج فائز السراج الذي تمثل في تصريحات له فور رجوعه من القاهرة ،وكذلك البيان اللاحق له جميعا تدل انه لم يتم أي اتفاق بين الرجلين في القاهرة بالتالي الحديث عن توافقات واتفاقات في الوقت الحالي لا أظن انها ستحقق شيئا ملموسا او تغييرا في الواقع.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115