ليبيا: المشروع الفيدرالي يطفو على السّطح وقبائل برقة تنحاز لصفّ الكرامة

احتضنت منطقة سيدي خليفة احدى ضواحي بنغازي ملتقى وتجمع أعيان ومشايخ قبائل اقليم برقة، تلبية لدعوة من منظمات المجتمع المدني بالشرق الليبي من اجل اتخاذ موقف حازم وموحد على خلفية هجوم وسيطرة ما يسمى بسرايا الدفاع عن بنغازي على جزء من الهلال النفطي

وتعيين المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المرفوضة لآمر جديد لحرس المنشآت النفطية بالمنطقة الوسطى .

اجتماع مشايخ واعيان اقليم برقة انعقد وسط حضور جماهيري وبمشاركة جميع مناطق اقليم برقة، أكد على ضرورة دعم ومساندة قوات الكرامة، وفتح باب التطوع لأبناء القبائل والاستعداد للمعركة الكبرى لتحرير الهلال النفطي وحسن تأمينه حتى لا تتكرر غزوات الجماعات المتطرفة .وندد الاعيان بشدة بتواطؤ بعض الأطراف الخارجية ودعمها لسرايا الدفاع عن بنغازي وصمت المجتمع الدولي وعدم شجبه لما قامت به السرايا بمشاركة تنظيم القاعدة الارهابي.

و اتهم مشايخ اقليم برقة الغرب بالانحياز لقوى الظلام والتطرف و يستدل اعيان برقة في ذلك بما صدر عن الدول الغربية عندما سيطر الجيش على الهلال النفطي من تحذيرات وتهديدات لقيادة الجيش ،واشتراطها تسليم الموانئ النفطية بأقصى سرعة ممكنة ليس ذلك فحسب بل اشترطت تلك الدول الغربية ابتعاد الجيش عن الهلال النفطي ،وذلك ما استجابت له القيادة العامة للجيش ، وفي صورة الحال اردف مشايخ برقة نرى الدول الغربية بريطانيا – ايطاليا والولايات المتحدة تلتزم الصمت في البداية ثم ترحب بتسليم الهلال النفطي للرئاسي وهي تدرك تمام الادراك بأن الرئاسي عاجز حتى عن تأمين مقره في طرابلس.

وكان ملتقى قبائل شرق ليبيا المنعقد في سيدي خليفة بنغازي اصدر بيانا حول مجمل النقاط السالفة الذكر ،وجدد رفض اهالي برقة التفريط في الموانئ النفطية لأي جهة كانت وأكد البيان على انطلاق التعبئة الشاملة لخوض المعركة الكبرى لاستعادة راس لانوف والسدرة في اسرع وقت ممكن .

ملامح التقسيم
على ضوء التطورات الحاصلة عسكريا وسياسيا التي تجسدها بدء المعركة في موانئ النفط واعلان مجلس النواب سحب الاعتراف بالاتفاق السياسي والدعوة لانتخابات برلمانية ورئاسية ثم تراجعه عن سحب الاعتراف بالاتفاق السياسي، وتخليه فقط عن عدم الاعتراف بالمجلس الرئاسي والمادة الثامنة من الأحكام الإضافية ، على ضوء تلك المستجدات طفت على السطح بقوة فكرة مشروع الفيدرالية . حيث اعتبر ضابط أمريكي متقاعد بأن الليبيين عليهم الاستعداد للتعايش تحت النظام الفيدرالي والاتفاق على آلية وصيغة محددة لاقتسام ايرادات النفط .

ويرى مراقبون بان وعي قبائل ليبيا بعواقب الحرب الأهلية وخيمة وأن السواد الاعظم من الشعب يرفض اندلاع الحرب الأهلية بسبب النفط او غيره ،وبعد 6 سنوات من الصراع المسلح وسفك الدماء، أصبح الليبيون على استعداد لقبول اية آلية حكم توفر الأمن والاستقرار، واحدى تلك الاليات النظام الفيدرالي، وفي هكذا حال يجمع المراقبون على انّ الهلال النفطي لن يكون ساحة اقتتال جديدة لأبناء الشعب الليبي وإنما سوف تحضر الحكمة لإيجاد مخرج سلمي للأزمة الراهنة .
معلوم ان قبائل غرب ليبيا التزمت الصمت تجاه ما يحدث في الهلال النفطي ولم يشارك ابناؤها سرايا الدفاع عن بنغازي لهجومها المسلح على الهلال ،وبذلك تكون تلك القبائل قد حالت دون اندلاع حرب اهلية في الهلال .

ومن اسباب ابعاد الحرب الأهلية يقين قيادات الغرب الليبي وضمنهم مصراته اختلال موازين القوى بينهم و قوات الكرامة في ليبيا عموما فعلى الرغم من نجاح سرايا الدفاع عن بنغازي في السيطرة على راس لانوف والسدرة بتلك السرعة المذهلة ودون قتال ولا فتح خطوط نار ،فإن الواقع لا يحجب حجم قوات المشير حفتر وسيطرتها على مساحة كبيرة من الجغرافيا الليبية و في الغرب الليبي تسيطر الكرامة بالكامل على الطريق الرابط بين الزنتان والعزيزية على ابواب طرابلس .

تطوّرات تغذّي التقسيم
الى ذلك اعلنت رئاسة اركان الجيش التابعة لحكومة الوفاق امس تبنيها رسميا لما يسمى بسرايا الدفاع عن بنغازي المسيطرة حاليا على جزء من الموانئ النفطية بعدما كانت السرايا عبرت عن استعدادها تسليم الموانئ لحكومة الوفاق، ومن ثمة قام الرئاسي بتعيين العقيد ادريس بو خمادة آمرا لحرس المنشآت النفطية بالمنطقة الوسطى.

ويرى متابعون بأن النفط سوف يقع اقتسامه بين طرابلس وطبرق وفق هذا التمشي واجبار قوات الكرامة على فك حصارها للسرايا والاعتراف بوقف اطلاق النار الذي يتم التحضير له حاليا ،ويتوقع المتابعون بأن يتم بعد تسلم الرئاسي للموانئ النفطية حسب مسألة حقول النفط الواقع اغلبها في جنوب البلاد وشرقها و جنوبها ووسطها . اللافت في تبني اركان طرابلس للسرايا ان حكومة الوفاق غير قادرة على ارسال قوات فالحرس الرئاسي جسم ناشئ و لم يتكون بعد و يفتقر للتدريب والتسليح لذلك كان لابد له من ايجاد البديل ، وهذا البديل منحصر بالنسبة للرئاسي ما بين السرايا والبنيان المرصوص وطالما أن الرئاسي لا يثق في البنيان المرصوص حيث يسود الغضب صفوف مقاتلي البنيان تجاه الرئاسي بسبب عدم صرف الرواتب .

الواضح ان التطورات العسكرية الأخيرة المتسارعة خلطت الأوراق وبعثرتها إذ تقلصت احلام المشير حفتر بحكم ليبيا وفرض امر واقع على المجتمع الدولي بعد نجاح ما يسمى بسرايا الدفاع عن بنغازي المدعومة بصفة مباشرة من طرف جماعات تابعة لتنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي، والسؤال المطروح كيف سيتعامل حفتر مع هذه التغيرات الميدانية العسكرية والى اي مدى يمكنه توظيف واستغلال اصطفاف قبائل الجيش الليبي معه ؟.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115