ليبيا: حراك ديبلوماسي مصري لانقاد مسار التسوية السياسية

يرى متابعون للشأن الليبي في جانبه السياسي بأن التصعيد العسكري الأخير بالهلال النفطي ، يعتبر تهديدا حقيقيا لمسار التسوية السياسية الذي سجل بعض التقدم خلال الأسابيع الفارطة . ويؤكد المتابعون بأن الأخطر في التصعيد العسكري المسجل في الهلال النفطي هو الخطوة المفاجئة

التي اتخذها مجلس النواب وسحبه الاعتراف بالاتفاق السياسي وتعليق الحوار السياسي ودعوة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح رئيس مفوضية الانتخابات البرلمانية والرئاسية قبل فيفري القادم.

تطورات ومستجدات عسكرية وسياسية خطيرة جعلت الجارة الكبرى مصر تسارع الخطى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل حدوث تطورات اخطر، في هذا السياق جاءت اتصالات سامح شكري وزير الخارجية المصري مع نظرائه بالولايات المتحدة – ألمانيا – فرنسا – موسكو وتونس وكذلك مع سكرتير حلف الناتو . وأكد شكري لمخاطبيه مجددا تمسك مصر بتنفيذ الاتفاق السياسي ودعمها للمجلس الرئاسي ورئسه فايز السراج.

لكن مصر ومع دعمها للسراج تنتقد الهجوم على الهلال النفطي وتقف إلى جانب الجيش وتدعمه، ومع كل ذلك لا يمكن لمصر أن تغفل عن إمكانية تهديد أمنها القومي في حال تراجع الجيش وتقدمت الجماعات المهاجمة للهلال والتي تعتبرها القاهرة جماعات إرهابية .والسؤال المطروح ماذا لو انتصرت سرايا الدفاع عن بنغازي وبسطت نفوذها على الهلال بأكمله، وقتها هل تقدم مصر على التدخل العسكري لترجيح كفة الصراع المسلح لفائدة قوات الكرامة ؟

وللإجابة نشير إلى أن الجارة مصر ولئن وقفت بقوة مع حفتر ومجلس النواب فإنها مقابل ذلك نجحت في التواصل مع طرابلس وتدعم السراج غير أن هذا الدعم للسراج ليس إلى ما لا نهاية له، فهو يقف عندما تشعر مصر بأن أمنها القومي مهدد والأحداث الأخيرة بالهلال النفطي تهدد امن مصر وفي مثل هذا الوضع فانه من غير المستبعد وجود تدخل عسكري مصري يبقى رهين تفهم الأطراف الخارجية واستيعابها الموقف المصري ومبرراته المنطقية.

الموانئ النفطية
ميدانيا تتقاسم قوات الجيش وسرايا الدفاع عن بنغازي النفوذ على الهلال النفطي بعد نجاح السرايا وحلفائها في الجمعة الفارط السيطرة على رأس لانوف والسدرة بطريقة مفاجئة ،في حين تسيطر قوات الجيش على موانئ البريقة والروتينية النفطية وقد وجدت قوات الجيش صعوبات تقنية لاستعادة رأس لانوف والسدرة لأسباب كشفتها القيادة العامة للكرامة ومنها امتلاك السرايا لمنظومة صواريخ مضادة للطيران.

حيث أشارت القيادة إلى أن سلاح الجو التابع لكرامة يحلق على مستويات مرتفعة لتحاشي تلك الصورايخ المضادة والمتطورة ،غير أن ذلك العائق تؤكد القيادة العامة لم يمنع طائرات الميغ 23 و21 من قصف أهداف معادية بدقة ،الشيء الذي أسفر عن تدمير أهداف وإصابات بشرية تتكتم سرايا الدفاع عن بنغازي عن الكشف عنها لغايات معلومة.

وكانت قوات الأمن والجيش وجهاز مكافحة الإرهاب قامت بجملة مداهمات واعتقالات واسعة استهدفت الخلايا النائمة في اجدابيا وبنغازي متعاونة مع سرايا الدفاع عن بنغازي وتحاشيا لأية ردود أفعال غاضبة من طرف ذوي عناصر تلك الخلايا الإرهابية جرى الاستنجاد بشيخ قبائل المغاربة ليقطع رحلته الخارجية ويعود الى بنغازي لتامين الجبهة الداخلية ووحدة الصف والنسيج الاجتماعي مشكلة ثانية تواجه القوات المسلحة والمؤسسة الأمنية وهي إحجام عدد من منتسبي الجيش والأمن عن مباشرة أعمالهم وتقاعسهم مما دفع بالقيادة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم.

إلى ذلك كشفت مصادر أمنية رفيعة وعسكرية أيضا بان سيطرة سرايا الدفاع عن بنغازي ما كان لها أن تجري بتلك الصورة المفاجئة والسريعة لولا الخيانة التي تأكد وقوعها من بعض الشخصيات المعروفة وأفادت ذات المصادر بان كشف تلك الأسماء والتفاصيل سوف يجري في الوقت المناسب.

ولم تخف تلك المصادر آن يكون إبراهيم الجظران وشقيقه أسامة وهما أصيلا اجدابيا وراء مساعي عدد من العسكريين من المدينة مباشرة أعمالهم والالتحاق بمواقع الجيش وغرفة العمليات.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115