ليبيا: معركة النفط في طريقها إلى التدويل

ميدانيا و عسكريا لم تحدث مستجدات تذكر سواء من جانب قوات الكرامة او ما يسمى بسرايا الدفاع عن بنغازي و ما جرى مؤخرا هو حشد قوات المشير حفتر لقواتها انطلاقا من أجدابيا و بنغازي والمرج و أيضا تأمين المدن المتاخمة للهلال النفطي. من جهتها نشرت مليشيات السرايا

عناصر و الياتها في مواقع بعيدة عن المنشآت النفطية بعد ضغوطات من أطراف خارجية ، ضغوطات يبدو انها وقعت على القيادة العامة للجيش أيضا والغاية هي حماية المنشآت النفطية و أبعاد الصراع المسلح عنها.
و عن الوضع الأمني داخل راس لانوف و السدرة نقل شهود عيان تمكنوا من المغادرة بان السرايا قامت بعمليات اعتقالات واسعة في صفوف الشباب و مشايخ و اعيان القبائل. و بعيدا عن راس لانوف اكدت مصادر امنية رفع رايات تنظيم القاعدة الارهابي فوق بناءات بمنطقة النوفلية ما بين بن جواد و سرت . يشار الى ان القيادة العامة للجيش أعلنت المنطقة المحاذية للهلال النفطي منطقة عسكرية يمنع فيها تحرك أي سيارة او اشخاص دون ترخيص مباشر من غرفة عمليات سرت التابعة للقيادة العامة .

تطورات خطيرة و التدخل العسكري و شيك
معلوم ان الدول الكبرى الست المانيا – فرنسا- اسبانيا – الولايات المتحدة – ايطاليا و بريطانيا اجتمعت و أصدرت بيانا أكدت فيه التمسك بالاتفاق السياسي و إعلان وقف اطلاق النار بين المجموعات المسلحة في الهلال النفطي فيما صدر بيان ثان مشترك بريطانيا و الولايات المتحدة . و حول ازمة النفط مرة أخرى تم الحديث فيه عن اقرار خط فاصل بين القوتين اي قوات الجيش و سرايا الدفاع عن بنغازي و ما يمكن وصفه بتثبيت تلك القوات في مواقعها الحالية و نشر قوات دولية بين الطرفين .

و يرى مراقبون بان معركة النفط في طريقها للتدويل و دخول القوى الكبرى على الخط بمثل هذه السرعة ، سيناريو التدخل أضحى واضح المعالم مثلما يشير هؤلاء المراقبون و المتابعون للملف الليبي بعد فشل تنفيذ الاتفاق السياسي الناتج عن هنات و ضعف و هشاشة تأكد وجودها في مخرجات الحوار السياسي و التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي و زرع الفرقة و الشقاق بين الفرقاء بدل تقريب المواقف و الجدية في تنفيذ العقوبات على المعوقيين للتسوية.

من التطورات السياسية إعلان البنيان المرصوص على لسان الغصري الناطق باسمه بقاء البنيان المرصوص على الحياد من معركة النفط ، في نفس الوقت سبق للمجلس الرئاسي أن أعلن هو الآخر وقوفه بعيدا عن معركة النفط و لو ان عضوي الرئاسي كاجمان و لعماري اعلنا دعمهما لسرايا الدفاع عن بنغازي و هذا مهم لكن الأهم منه اصطفاف كل من المجلس الرئاسي و البنيان المرصوص في صف واحد وهو الحياد المزعوم بمعنى أوضح ان كليهما يريد الظهور للمجتمع الدولي بأنه طرف ثالث يمكن الوثوق به و دعمه مع أن الحقائق تؤكد مشاركة كتائب من البنيان المرصوص في الهجوم الحالي على الموانئ حيث أكدت كتيبة صلاح البركي مقتل أحد عناصرها هناك و هذه الكتيبة تابعة للبنيان المرصوص و منضوية تحت غطاء وزارة دفاع الوفاق.

و يجمع نشطاء بالمجتمع المدني في شرق و غرب و جنوب ليبيا بأن الفرصة مازالت قائمة لليبيين لقطع الطريق أمام التدخل الغربي في بلادهم و نسف التسوية السياسية من اساسها وتتمثل الفرصة في اقناع سرايا الدفاع بالانسحاب من الهلال النفطي مثلما حدث و جرى عندما تدخل مشايخ قبائل اجدابيا و اقنعوا مليشيات الجضران بالانسحاب و فتح المجال للجيش للسيطرة على الموانئ النفطية و الذي بدوره سلمها الى المؤسسة الوطنية للنفط في ظرف 24 ساعة ، و يضيف الناشطون من اقليم برقة بان برقة قبلت ووافقت على ان يكون نصيبها من عائدات النفط 11 % والبقية لصالح طرابلس و لكن رغم ذلك تمت مهاجمة الهلال النفطي الشيء الذي يؤكد وجود مخطط للتدخل العسكري الغربي في ليبيا

الحرب الأهلية ، سيناريو مستبعد
على خلفية التطورات المتسارعة في الهلال النفطي طفت على السطح مخاوف من اندلاع حرب اهلية بين اقليم طرابلس و برقة من أجل السيطرة على الموانئ النفطية ، لكن الواقع يبعد شبح هذه الحرب و الدليل على ذلك ان المليشيات التي تهاجم الموانئ الآن تتكون في أغلبها من ابناء برقة ممن يعارضون القائد العام للجيش و على راس هؤلاء ضباط كبار في الرتب مثل مصطفى الشركسي و غيره و مما يؤكد عدم سعي قبائل الغرب الليبي بالاندفاع نحو معركة النفط قبول تواجد قوات موالية لحفتر داخل المناطق الغربية – قاعدة الوطية لواء ورشفانة – الزنتان بئر الغنم .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115