المعارض والكاتب السوري لؤي صافي لـ « المغرب»: مطلبنا الأساسي هو الدخول في حل سياسي حقيقي وفق خطة جنيف والتفاوض حول هيئة حكم انتقالي

اكد الكاتب والمعارض السوري ان مؤتمر جنيف الرابع يسعى إلى تحقيق هدوء عسكري لا حل سياسي مشيرا الى ان ما يحدث يكرس حالة الاستبداد والفوضى والتطهير الطائفي في سوريا، وقال عضو المجلس الوطني السوري لـ « المغرب» ان مساعي جنيف

إذا استمرت وفق الاجراءات الحالية ستؤدي إلى تكريس حالة الصراع والانقسامات الحادة داخل المجتمع السوري على المدى المنظور. يشار الى ان الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف قد انطلقت امس برعاية الامم المتحدة وحضور وفود الحكومة والمعارضة السوريتين.

• تأتي الجولة الجديدة من المفاوضات وسط تطورات ابرزها التقارب الجديد بين تركيا وروسيا ، فضلا عن وصول الجمهوري دونالد ترامب الى سدة الحكم في واشنطن فماذا اعددتم لهذه الجولة في خضم كل هذه المتغيرات ؟
المعارضة السورية تواجه تحديا حقيقيا وكبيرا بعدما وضعت روسيا ثقلها السياسي والعسكري خلف نظام الأسد والميليشيات الإيرانية المتحالفة معه. روسيا استخدمت مزيجا من العمليات العسكرية المدمرة في حلب وأدلب، واستهدف بشكل خاص الفصائل العسكرية المعتدلة، وحاضنتهم الاجتماعية، لقلب التوازانات العسكرية التي تمكن سكان المناطق المحررة من تحقيقها في نهاية 2015. في الوقت نفسه دعمت روسيا منصات منافسة للهيئة العليا للتفاوض لإضعاف تأثير الطيف الواسع من المعارضة، كما وظفت انتصاراتها العسكرية في الشمال وتحالفها مع تركيا لتجاوز الهيئة العليا وتحقيق تفاهمات سياسية وعسكرية خلال مؤتمر الاستانة الأخير.
هذه التطورات أضعفت كثيرا من تأثير الهيئة العليا للتفاوض التي شكلها الطيف الأوسع من قوى الثورة والمعارضة في الرياض العام الماضي. لذلك نرى اليوم المبعوث الدولي يرسل دعوات لعدد من المنصات السياسية، بما فيها منصتا موسكو والقاهرة المنافسة للهيئة العليا، للحضور إلى جنيف. إضافة منصتي موسكو والقاهرة ضعيفتي التأثير ومحدوديتي التمثيل سيؤدي إلى حدوث خلل كبير في تمثيل قوى المعارضة. هذا الحشد لقوى سياسية معارضة غير منسجمة وغير متكافئة على مستوى التمثيل سيعطي النظام تفوقا واضحا في المفاوضات. تجاهل دي مستورا لدور الهيئة العليا للتفاوض سيضعف فريق المعارضة المفاوض، وسيسمح للروس والنظام من توظيف أية خلافات أو طموحات شخصية لقادة المنصات المختلفة لتحقيق تفاهمات شبيهة بالمصالحات التي جرت في المناطق المحررة، والتي انتهى معظمها إلى فشل ذريع.

• لو تحدد لنا ابرز مطالب وفد المعارضة ؟
مطالب السوريين الذين انتفضوا احتجاجا على استمرار النظام في قمع كل صوت وطني حر، واستنكارا لاستشراء الفساد وتحويل الدولة والمؤسسات العامة إلى مطية للمقربين من مراكز القوى الأمنية في البلاد، كانت منذ البداية مطالب بوقف الاعتقالات السياسية وإصلاح الجهاز القضائي الذي أفسدته المحسوبيات والرشوات والتدخلات الأمنية، وإنهاء تحكم الأجهزة الامنية بالانتخابات النيابية. نظام الأسد واجه هذه المطالب بعنف شديد أدى إلى مقتل آلاف المتظاهرين السلميين قبل «عسكرة الثورة»، ثم إلى مقتل مئات الآلاف بعد دخول الجيش في الصراع وانقسامه إلى جيش نظام وجيش حر.
المطلب الأساسي اليوم لقوى المعارضة التي تمثل الطيف الأوسع من السوريين هو الدخول في حل سياسي حقيقي وفق خطة جنيف، والتفاوض حول هيئة حكم انتقالي تتولى المرحلة الانتقالية، وصولا إلى دولة القانون وإلى مشاركة سياسية ديمقراطية.

• وهل هناك آفاق للتسوية قد نراها قريبا ام ان هذه الجولة سيكون مصيرها كما سابقاتها؟
مؤتمر جنيف الرابع يسعى إلى تحقيق هدوء عسكري لا حل سياسي. الاستعدادات لمؤتمر جنيف لا تبشر بوجود إرادة دولية تسعى إلى الوصول إلى حل سياسي يحقق مطالب السوريين. كل المؤشرات تدل على أن المقصود هو تقديم مسرحية تهدف إلى تمكين نظام الأسد وإضفاء شرعية سياسية على مفاوضات وهمية.
فعلى سبيل المثال، الروس لم يلتزموا باتفاق وقف اطلاق النار الذي أعلن من الأستانة، وسمحوا للنظام بإفشال الهدنة واستخدام العنف لطرد مقاتلي وادي بردى وسكانه الأصليين الذين دافعوا عنه من اعتداءات الميليشيات الطائفية. النظام يُتابع هجومه على دوما والقابون ومناطق أخرى في الغوطة للقضاء على معارضيه بمساعدة سلاح الجوّ الروسي.
الهدوء العسكري الذي يسعى إليه الروس وديمستورا ليس حلا سياسيا، بل تكريسا لحالة الاستبداد والفوضى والتطهير الطائفي في سوريا، ومساعي جنيف إذا استمرت وفق الاجراءات الحالية ستؤدي إلى تكريس حالة الصراع والانقسامات الحادة داخل المجتمع السوري على المدى المنظور.
لا أرى شخصيا امكانية حصول تسوية سياسية وفق الاجراءات التي تقودها روسيا اليوم. ومن الواضح أن دي مستورا ماض في تطبيق الخطة الروسية ضمن صمت دولي كامل وموافقة ضمنية على تلك الاجراءات. هذا التوجه لن يصب في مصلحة تحقيق مصالحة سورية بين جميع ابنائها وإيقاف الاضطرابات في سوريا، ومنطقة المشرق.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115