Print this page

اكتشاف وكالة ناسا ... والبحث عن حياة جديدة!

أزاحت وكالة ناسا الفضائية امس الاول الستار عن اكتشافها التاريخي لكواكب يمكن العيش على سطحها ..هي سبعة كواكب مشابهة لكوكب الارض بحسب ما اعلنت عنه الوكالة في مؤتمر صحفي، مؤكدة ان النظام الشمسي المكتشَف حديثاً يبعد عن

الأرض بـ40 سنة ضوئية ويحتوى على سبعة من الكواكب الصخرية...هذا الاكتشاف يجعل فرضية وجود حياة اخرى في هذا العالم اقرب الى الحقيقة..

ستون عاما من البحث العلمي منذ تاريخ اطلاق اول قمر صناعي مصنوع بيد الانسان على يد الاتحاد السوفياتي سنة 1957 ثم دخول الولايات المتحدة مضمار الابحاث الفضائية، وشروع الرئيس الأمريكي السابق دوايت أيزنهاور في تأسيس وكالة ناسا الفضائية سنة 1958، لكي تكون وكالة مدنية وليست عسكرية للنهوض بالبحث العلمي السلمي ..وعلى مدى كل هذه الاعوام كان السؤال الاوحد الذي حاول علماء الفضاء البحث عن اجابة له هو ..هل هناك حياة اخرى في الفضاء؟

يقول اموري تريو: أحد معدي الدراسة، «أصبح لدينا الآن هدف جيد لتركيز دراستنا عليه، بحثاً عن حياة محتملة على كواكب خارج المجموعة الشمسية؟..وما يلفت في هذا الاكتشاف -الذي وصف بالتاريخي وبأنه سيحدث نقلة نوعية في ما يسمى بعلوم الفضاء-، هو قدرة الانسان الذي لو سخر طاقاته وذكاءه فانه يستطيع اكتشاف عديد الحقائق والأسرار الكونية ...

وصل هؤلاء الباحثون الى الفضاء ولم يكتفوا بذلك...بل بدؤوا بحثا دؤوبا لمزيد الاكتشافات العلمية ..وفي الوقت الذي يزاح فيه الستار عن هذا الاكتشاف الخارق ..لا تزال هناك عديد بؤر الدمار والموت في هذا العالم ..و الحروب تأكل البشرية ..وتحول في خضمها العالم العربي الى بركان متفجر لا يتوقف ..وضاع مستقبل اجيال كاملة بسبب النزوح عدا عما سلم روحه في رحلة الموت عبر المتوسط بحثا عن حلم اوروبي دافئ يدغدغ عقول ملايين اللاجئين من سوريا والعراق واليمن وغيرها من دول الحروب والأزمات ...

تتحدث آخر التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة عن وجود سبعة ملايين يمني أصبحوا أقرب إلى المجاعة من أي وقت مضى، وهم من بين 17 مليون شخص غير قادرين على إطعام أنفسهم بشكل كاف. اذ يدفع المدنيون وخاصة النساء والاطفال كلفة باهظة جراء هذه الحروب في المنطقة..فيما يضرب التطرف والارهاب عقول اجيال كاملة ...

هناك ..في اعلى نقطة في الفضاء يمكن للإنسان الوصول اليها..يصنع العلماء – وجلهم من الغربيين- الوانا جديدة ..يصنعون احلاما ملونة عن كواكب جديدة ...عن حياة اخرى ..يفتحون الافق .ينطلقون ابعد من الشموس والأقمار ...يتحدون حكايا القمر والغزل والحب ..بحثا عن حياة او عن ارواح اخرى ..

وهنا لا تزال النسوة يبحثن عن كفاف يومهن ..عن الخبز ..عن السرير الدافئ وبعض الذكريات التي احترقت مع حروب لا تتوقف ..ولعل المفارقة ان الدول الكبرى نفسها التي تخصص سنويا ميزانيات هائلة في الابحاث الفضائية لاكتشاف حيوات جديدة او مخلوقات فضائية ... تنخرط في مخططات وتقسيمات وحروب باردة جديدة من اجل اعادة تقسيم المقسم وتجزيء المجزأ ، في معادلات للقوة والنفوذ والمصالح ، لم تحمل لهذا الشرق الجديد ، سوى المزيد من الدمار والويلات..

المشاركة في هذا المقال