ليبيا: المتغيرات والتّحولات الدولية تقرّب انفراج الأزمة السياسية

اعلن وزير خارجية ايطاليا جينتلوني الفانو عن انطلاق حوار ايطالي روسي حول الازمة الليبية قريبا من خلال لقاء يجمعه مع نظيره الروسي سرغي لافروف في موسكو . وكانت مفوضة العلاقات الخارجية و الامن بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني من جانبها رحبت بتعاون اوروبي – روسي

فيما يتعلق بحل الأزمة السياسية كما دعت موغريني الاتحاد الأوروبي الى الحوار مع موسكو لإنهاء التوتر في شرق اوكرانيا .

تزايد الاهتمام الروسي بالملف الليبي اجج تخوفات من تحول الساحة الليبية الى حلبة صراع دولي و حذر شق من المراقبين من مخاطر سعي الكرملين للهيمنة على ليبيا وايجاد موطئ قدم هناك ، غير أن خبراء استراتيجيين قللوا من تلك المخاوف مؤكدين بان ليبيا و شمال افريقيا من المحيط الأطلسي و حتى البحر المتوسط لحلف شمال الاطلسي و الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي و إن دوافع وسبب الاهتمام الروسي بالملف الليبي هي التحولات و المتغيرات الدولية وبالتحديد صعود الجمهوري دونالد ترامب للحكم و ما أظهره الاخير من انفتاح تجاه روسيا بشرط مساهمتها في الحرب على الارهاب في ليبيا و غيرها من مناطق التوتر.

مساهمة روسيا لن تكون مجانية لكن مقابل الغاء العقوبات المفروضة عليها و انهاء ازمة شرق اوكرانيا عبر الحوار مع روسيا .

تحولات دولية اجبرت الجميع على الانخراط جديا في التسريع بحل الازمة الليبية بجمع الفرقاء على اختلاف توجهاتهم. ويأتي في هذا الاطار الاجتماع الثلاثي الذي جمع امس الخميس في انقرة رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج – عبد الحكيم بالحاج رئيس حزب الوطن و زعيم الجماعة الليبية المقاتلة – راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية وذلك برعاية تركية – عودة تركيا للواجهة في الملف الليبي و من خلال رعاية هكذا لقاء و اجتماع ربما أسهمت في تقريب وجهات النظر بين فايز السراج و احد اهم قيادات تيار الاسلام السياسي باعتبار قرب انقرة من هذا التيار و مما يدعم جهود تركيا حضور و تواجد الغنوشي الذي قاد منذ اسابيع مسار الحوار بين الفرقاء الليبيين بدعم جزائري – تونسي . الواضح ان التحولات في السياسة الخارجية الامريكية وتوقع تصويت الكونغرس ، الاسبوع القادم على وضع تنظيم الأخوان العالمي على لائحة الارهاب و التسريبات التي تؤكد وجود اسم تنظيم فجر ليبيا و الجماعة المقاتلة ضمن مقترح المشروع المعروض على الكونغرس كلها عوامل من شأنها اجبار تيار الاسلام السياسي الليبي و ضمنه بالحاج و محمد صوان و غيرهم على تعديل مواقفهم والرضوخ لمشيئة المجتمع الدولي والموافقة على التسوية السياسية المطروحة . فتيار الاسلام السياسي مجسد في اذرعه العسكرية المسلحة محليا فقد الكثير من الجغرافيا الليبية لصالح قوات حفتر و دوليا خاصة بمجيء ترامب للسلطة و قرب وضع تنظيم الأخوان و مشتقاته على لائحة الارهاب يدرك هذا التيار بأن الغطاء الدولي لم يعد متوفرا له و ما على الجماعات الاسلامية سوى التكيف مع هكذا وضع جديد و مفاجئ بالنسبة اليهم .

دعم بريطاني – ايطالي لحفتر
على صلة قوية بتلك التحولات أكد وزير الخارجية البريطاني بوريس بأن المشير خليفة حفتر يمكن ان يكون الرجل القوي في ليبيا مشيدا بانجازات قواته في محاربة الارهاب. فيما زار سفير ايطاليا مجلس النواب طبرق مبديا نفس الموقف المساند للقائد العام للجيش متعهدا بتطوير التعاون بين سلطات طبرق و ايطاليا و معالجة جرحى عملية الكرامة . و كان قبل ذلك الاتحاد الأوروبي اعلن الاستعداد لتقريب وجهات النظر بين سراج و حفتر لحل الازمة السياسية المتعثرة منذ توقيع الاتفاق السياسي ديسمبر 2015 دون احراز اي تقدم في تنفيذ بنود الاتفاق الهش بشهادة الأمم المتحدة نفسها .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115