ليبيا: السيناريوهات الممكنة والمستبعدة للأزمة الراهنة

تطرح في الواجهة اليوم عدة سيناريوهات لحل الازمة السياسية والامنية في ليبيا ، ولعل أول السيناريوهات هو الحاصل حوله اجماع دولي وهو ما تنص عليه مبادرة تونس بمشاركة مصر والجزائر والذي يقتضي جمع الفرقاء واشتراك الاسلام السياسي في حكم المرحلة القادمة

وقد قطعت المشاورات مراحل متقدمة ،وتبقى أكبر اشكالية هي توحيد المؤسسة العسكرية وضمان دور للمشير خليفة حفتر.

اضافة الى تلك العقبة يبدو ان التوافق بين الليبيين مازال بعيد المنال بسبب تصميم بعض الأطراف على عنصر الحسم العسكري ، الجميع في ليبيا يرفض التنازل وتقديم المصلحة الوطنية على المصالح الذاتية .ويرى متابعون ان المجتمع الدولي والأمم المتحدة في النهاية سوف تجبر الفرقاء الليبيين على اقتسام السلطة حتى مع يقين المجتمع الدولي بان هذا الحل وقتي و ظرفي ولن يعمر طويلا ،وان مرحلة ما بعد مرحلة الاشتراك في الحكم هو تقسيم البلاد الى دولتين واحدة في طرابلس وثانية في طبرق .فحتى النظام الفيدرالي اعتماده في الحالة الليبية معدوم لأنه يتطلب وجود حكومة مركزية ،وعندها سيطفو الخلاف والانقسام بين الفرقاء وتطالب كل من طرابلس وطبرق بأحقية كل واحدة منهما باحتضان مقر الحكومة المركزية .

ثاني السيناريوهات وهو الذي تتخوف منه دول الجوار كان تتعقد الأزمة اكثر فأكثر وهو التدخل العسكري الاجنبي و بما ان روسيا دخلت على خط الأزمة الليبية فمعنى ذلك ان ليبيا سوف تكون ساحة نزاع وصراع مسلح بين الاطراف الدولية في صورة تشابه الى حد كبير ما يحدث في سوريا .فدول مثل ايطاليا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا من جهة اخرى لن تتأخر في التدخل العسكري مباشرة إذا حصل تهديد لمصالحها الحيوية، وتدرك دول الجوار العربية تونس الجزائر مصر وبدرجة اقل السودان ان اقرار التدخل العسكري الأجنبي سوف تكون له تداعيات امنية واقتصادية وإنسانية وخيمة عليها .

دور حفتر في المشهد
ثالث السيناريوهات المتوقعة سعي القائد العام للجيش خليفة حفتر الى الزحف نحو طرابلس وفرض امر واقع جديد. فإما ينصب نفسه حاكما عسكريا لفترة انتقالية او اجبار المجتمع الدولي على التفاوض معه رأسا باعتبارها الجهة المسيطرة على البلاد .
ويراهن حفتر لانجاز هذا السيناريو الذي تحدث عنه هو شخصيا في الايام الاخيرة اولا على دور عقيلة صالح ليس بصفته كرئيس للبرلمان ولكن لكونه أحد اهم مشايخ قبائل المنطقة الشرقية وله علاقات كبيرة وتواصل مع جميع قبائل ليبيا .ثانيا يعول حفتر على منتسبي المؤسسة العسكرية السابقة لدعم عملية السيطرة على طرابلس .

هذا السيناريو مطروح بقوة باعتبار توسع الدعم الدولي للمشير خليفة حفتر الذي تزايد بشكل كبير بعد السيطرة على النفط انتاجا وتصديرا ،وقرب الإعلان النهائي بتحرير بنغازي من الجماعات الارهابية ومما يؤكّد طموح حفتر حكم ليبيا رفضه اي نوع من الحوار مع الأجسام التي أفرزها الاتفاق السياسي حيث أبلغ المعني الدول الحليفة له عزمه على السيطرة على كامل ليبيا والقضاء على المليشيات المسلحة .

فرضيات مستبعدة
هذه جملة السيناريوهات الممكنة في قادم الايام بحسب عدد من المتابعين والمراقبين للمنزلق الذي تردت فيه الازمة الليبية غير أن السيناريو المستبعد لعدة اسباب ان تبادر الأمم المتحدة بوضع ليبيا تحت الوصاية الدولية ، او ان يتم ارسال قوّات حفظ السلام في ليبيا بالتزامن مع اصدار قرار وقف اطلاق النار سيناريو غير متوقع بالمرة خاصة وان المنظمة الاممية ليس لديها قوات عسكرية .وإنما تكلف قوات حفظ سلام تابعة لمنظمات اقليمية كالإتحاد الافريقي ودول اخرى لضبط الامن على غرار اقليم دارفور جنوب السودان شمال مالي افغانستان كما تعاني الأمم المتحدة من شح الموارد المالية و تخلف بعض الدول على تسديد مناباتها، ذلك ما كشف عنه الامين العام الجديد للأمم المتحدة على خلفية مشاركته في اشغال القمة الافريقية .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115