ليبيا: إيطاليا توقّع اتفاقيّة مُنفصلة حول الهجرة غير الشرعيّة: الدوافع و الأسباب

على هامش الزيارة التي قام بها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج ولقائه الرئيس الايطالي جرى توقيع اتفاقية حول محاربة الهجرة غير النظامية القادمة من سواحل ليبيا ، أثار توقيع هذه الاتفاقية ردود افعال متضاربة وجملة من

الاستفهامات خاصة عن الدوافع والأسباب التي جعلت ايطاليا توقع اتفاقية منفصلة عن الاتحاد الأوروبي ومدى اهلية رئيس المجلس الرئاسي في التوقيع عن اتفاقية من هذا النوع .

دون ادنى شك تعتبر ايطاليا لأكثر اتضررا من تدفق المهاجرين نحو سواحلها وأراضيها كما هو معلوم لما لها من مصالح في ليبيا ، لكن كل ذلك التميز عن باقي دول الاتحاد لا يبرر لها توقيع اتفاقية منفصلة مع ليبيا وقبل ميلاد حكومة الوفاق ومنحها ثقة مجلس النواب المعترف به دوليا .

السؤال الاهم هو ما مصير هذا الاتفاق في حال تم تنفيذ مسودة اعلان مالطا الذي توافق عليه الزعماء الاوروبيون الذين أنهوا اجتماعهم في فاليتا عاصمة مالطا مساء الجمعة ؟
يشار الى أن مسودة مالطا حول الحد من الهجرة غير الشرعية القادمة من ليبيا تنص على تقديم الدعم اللوجستي لخفر السواحل الليبي وتدريب وتأهيل منتسبي الداخلية والدفاع الليبي لحماية الحدود البرية وانشاء مخيمات في كل من ليبيا – تونس والنيجر وتم رصد 200 مليون يورو للمخيمات ، معضلة الهجرة غير النظاميّة عبر ليبيا ليست بظاهرة جديدة ، غير ان ما يفسر تزايد القلق الأوروبي بشكل غير مسبوق إنما سببه بالأساس يعود اولا لحالة اللامن والفوضى في ليبيا وثانيا لإدراك الاوروبيين بان موجات الهجرة سوف تتضاعف مرات ومرات بحلول فصل الربيع. والنقطة الاولى اي غياب اجهزة الدولة الليبية وانفلات الوضع الامني بالحدود الجنوبية هي أكبر مشكل لأوروبا، وقد جربت ايطاليا توقيع اتفاقية مع ليبيا زمن القذافي سنة 2009 ونجحت الإتفاقية في الحد من الهجرة الى أدنى مستوياتها ، لكن الآن الوضع مختلف تماما وذلك ما اعطى و يعطي دولة كايطاليا كي تبادر الى توقيع اتفاقية منفصلة عن الإتحاد الأوروبي مع ليباي فعبء وتكلفة الزحف البشري القادم من سواحل ليبيا هي من تتحمله لوحدها انسانيا وماليا وامنيا .

قتلى وجرحى
في سياق المستجدات الامنية اعلنت «كتيبة فرسان جنزور» حالة النفير بين صفوف مقاتليها ،وطالبت شباب المنطقة بالتوجه الى غرب طرابلس بأسلحتهم على خلفية اندلاع مواجهات مسلحة وصفت بالعنيفة بين «كتيبة فرسان جنزور» ومجوعات مسلحة من ورشفانة بالكوبري 17 على الطريق الساحلي غرب طرابلس .
وكانت مصادر طبية من ورشفانة أكّدت سقوط قتلى وجرحى جراء الاشتباكات دون تحديد الأعداد، فيما اتّهمت شخصيات من ورشفانة كتيبة فرسان جنزور بافتعال خلاف ومشكل من أجل جر ورشفانة الى حرب جديدة .
معلوم أن الطريق الساحلي الرابط بين طرابلس والزاوية مرورا بورشفانة مغلق من ثلاثة أعوام رغم جهود المصالحة بين الزواية وورشفانة لم يتم فتح الطريق .وتحظى كتيبة فرسان جنزور بدعم اغلب مليشيات طرابلس ومصراتة والزاوية في حين تصنف ورشفانة على أتباع النظام السابق وتكاد تخلو من المليشيات المسلحة بسبب تواجد لواء ورشفانة التابع لرئاسة اركان مجلس النواب وتنحصر تحالفات ورشفانة العسكرية مع الزنتان – الرجبان – الصيعان وقاعدة الوطية الجوية التابعة هي الأخرى لرئاسة أركان مجلس النواب طبرق . ويخشى ناشطون بالمجتمع المدني والمنظمات الانسانية في ورشفانة وطرابلس عامة ان تؤدي المواجهات الجديدة الى اندلاع حرب اهلية في الضاحية الشمالية الغربية للعاصمة طرابلس، خاصة بعد تتالي تهديدات حفتر بالزحف على العاصمة و طرد المليشيات.

لكن مراقبون يستبعدون هذا السيناريو فكتيبة فرسان جنزور لم تتعمد تصعيد الموقف لأسباب متعددة بينها علمها بان حلفاءها من مليشيات مصراته وما يعرف بالبنيان المرصوص خرجت لتوها من حرب استنزاف في سرت، وغير جاهزة لحرب جديدة اضافة الى ذلك فمليشيات مصراته تتجمع حاليا في منطقة الجفرة جنوبا تحسبا لاصطدام مباشر مع قوات حفتر. أما مليشيات الزاوية فهي غارقة في انقساماتها و صراعاتها الى درجة تقسيم المدينة بينها . اما ما يتعلق بقوات الكرامة فيقلل المراقبون من صدقية تصريحات وتهديدات المشير حفتر ويرون انها ليست سوى أسلوب مناورة ودعاية لقواته .
فعمليا لا يمكن لحفتر تنفيذ تهديداته والسيطرة على طرابلس لموانع عدة خارجية وداخلية خارجيا لأن المجتمع الدولي لن يمنح الضوء الاخضر لحفتر لفتح جبهة في طرابلس نظرا لرمزيتها السياسية داخليا ، فقوات الكرامة تفتقر للحاضنة الشعبية حتى مع دعم واعتراف قبائل ورشفانة التي تعد حوالي مليون نسمة .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115