إحباط اعتداء إرهابي استهدف متحف «اللوفر»: توتر سياسي وأمني في فرنسا قبيل الانتخابات الرئاسية

 وصفت السلطات الفرنسية حادثة الاعتداء التي نفذها مجهول ضد جندي فرنسي امس امام متحف «اللوفر» الشهير ، بأنها حادثة تحمل دلائل ارهابية، في وقت تعيش فيه البلاد اجواء سياسية مشحونة مع احتدام التنافس بين المرشحين للانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في افريل القادم .

وهاجم رجل دورية عسكرية باستعمال «ساطور» بالقرب من متحف «اللوفر» في باريس، هاتفا «الله أكبر»، قبل ان يصاب بجروح خطيرة عندما اطلق جندي النار عليه، في اعتداء وصفه رئيس الوزراء الفرنسي برنارد كازنوف بـ«الارهابي».
واصيب احد العسكريين بجروح طفيفة في الرأس، بينما اصيب المهاجم «في البطن»، حسبما اوضح قائد شرطة باريس ميشال كادو الذي اضاف انه تم «التحقق من محتوى حقيبتين كانتا بحوزته، وتبين انهما لا تحتويان على متفجرات».
وصرح رئيس الوزراء برنار كازنوف ان الهجوم تم في موقع سياحي شهير في العاصمة الفرنسية «في ما يبدو محاولة اعتداء ارهابي». واضاف خلال زيارة الى غرب فرنسا «علينا توخي الحذر»، مشيرا الى ان هذا العمل ياتي في وقت يبقى «التهديد في مستوى عال جدا».

ويأتي الهجوم الاخير في وقت تعيش فيه فرنسا حراكا سياسيا حثيثا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التي من المقرر ان تجرى جولتها الاولى في 27 افريل المقبل في حين تجرى جولتها الثانية في الـ 7 من ماي القادم . وتحتدم المنافسة بين مرشحي مختلف التيارات السياسية مما خلق مشهدا حارقا في فرنسا تراشق فيه المرشحون بالاتهامات من فضائح فساد . ويرى متابعون ان تواتر الاحداث في فرنسا وآخرها الاعتداء الوشيك الذي كاد يطال معلما سياحيا تاريخيا في فرنسا ، كلها تؤكد انّ مدينة الانوار لازالت تحت وطأة الاستهدافات الامنيّة رغم حالة الطوارئ والاستنفار المستمرة في البلاد بعد ان وافق مجلس الشيوخ الفرنسي بأغلبية كبيرة على مشروع قرار ينص على تمديد حالة الطوارئ في فرنسا، المعلنة، منذ اعتداءات 13 نوفمبر عام 2015، في باريس، حتى 15 جويلية 2017.

استهداف فرنسا
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي المغربي المقيم في فرنسا مصطفى الطوسة لـ«المغرب» انّ الغموض مازال يخيم على الحادثة التي وصفتها فرنسا بأنها ذات طابع «إرهابي» ،مضيفا ان دوافع الاعتداء غير معلومة ،وان كان هذا الشخص قام بهذه الخطوة وفق مخطط خارجي او انه عمل منفرد جاء نتيجة الدعوات الاخيرة التي اطلقها تنظيم «داعش» الإرهابي للمتعاطفين معه بتنفيذ هجمات منفردة وفق تعبيره.

وأضاف الطوسة ان عملية اللوفر تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان فرنسا مازالت ضمن مخططات «داعش» الارهابية ، وهدفا كبيرا لهجمات التنظيم الارهابية.وقال محدّثنا ان الهدف من مثل هذه العمليات حتى وان تم احباطها هو زرع الخوف والهلع ، والمساهمة في فرض وضع من اللاستقرار واللا أمن في ظرفية سياسية انتخابية ملتهبة ومتوترة.

واعتبر الطوسة ان هذه الحادثة ستدخل في الحملات الانتخابية لمترشحي الرئاسية في فرنسا ، مضيفا إذا ثبت أن منفذ هجوم اللوفر من اصول عربية فان الضغط سيمارس بصفة أكبر على العرب والفرنسيين من أصول عربية ،وستوجه اصابع الاتهام الى الجالية العربية بأنها البيئة الحاضنة والراعية للإرهاب وهو ما سيحاول اليمين المتطرف في فرنسا الاستفادة منه لصالحه».

حظوظ اليمين المتطرف
وعن قرارات الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب حول منع دخول مسلمي 6 دول عربية الى الولايات المتحدة الامريكية وتاثيرها على وضع الجالية العربية في اوروبا اجاب محدّثنا ان ماتمّ اتخاذه في امريكا سيساهم في تأجيج المشهد، مشيرا الى انّ التهديد الارهابي الذي يستهدف فرنسا موجود من قبل قرارات ترامب ، لكن الجو العام بدءا بالهزائم التي يُمنى بها داعش مرورا بقرارات الادارة الامريكية كل هذه التطورات من شانها ارساء جو متوتر في اوروبا عامة.
وأشار الطوسة : «التخوف حاليا من ان فرنسا مستهدفة ، والانعكاسات التي يمكن ان تؤثر على المسار الانتخابي الفرنسي في ظل الحقبة المتوترة التي ستجعل كل الخيارات مفتوحة امام اليمين المتطرف لدخول الايليزي».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115