اخرها الموقف البريطاني: تغيّر المواقف الدولية من الأزمة في ليبيا وتأثيرها على الاتفاق السياسي

أكد سفير المملكة المتحدة لدى ليبيا بيتر مليت على هامش زيارته الى طبرق واجتماعه مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح على ضرورة تعديل الاتفاق السياسي ، وأن المجلس الرئاسي قد فشل في فرض نفسه موضحا بأن الاتفاق يبقى دون قيمة ما

لم يضمن بالإعلان الدستوري والتزم السفير البريطاني بالسعي لدى الأمين العام للأمم المتحدة قصد تغيير رئيس البعثة الأممية لدى ليبيا .

فحوى تصريحات بيتر مليت هي ذات مطالب رئاسة مجلس النواب فما الذي تغير محليا ودوليا حتى ينقلب الموقف البريطاني من المتمسّك بتنفيذ بنود الاتّفاق دون احداث اي تعديل ودعم تنظيم الاخوان المسلمين ، إلى متبنّ لمطالب مجلس النواب؟ واي تداعيات متوقعة لمثل هذا التغير في المواقف على المشهد السياسي القادم في ليبيا؟ .وقبل الإجابة عن هذه الاستفهامات حريّ بالاشارة الى ان تغير الموقف البريطاني ليس في معزل عن مواقف اوروبية أخرى من جماعة الأخوان المسلمين وتيار الاسلام السياسي في ليبيا فقد سبقتها فرنسا من خلال مجاهرتها بدعم حفتر عسكريا .

وواضح أن أوروبا التي اكتوت خلال 2015 /2016 بأذى الأعمال الإرهابية وتضاعف مخاطرها بشكل لافت ، بالاضافة الى تزايد قلقها من عودة المتطرفين من بؤر التوتر مثل سوريا والعراق ، كل ذلك معطيات دفعت قادة أوروبا إلى التخلي عن دعم تنظيم الأخوان وتيار الإسلام السياسي وتخلوا عن فكرة توطين الأخوان في ليبيا. ويبدو أن الولايات المتحدة حذت حذو الدول الأوروبية من خلال طرح مشروع قانون على أنظار الكونغرس يعتبر تنظيم الأخوان منظمة إرهابية ،ومن أسباب هذا التحول اللافت فشل أخوان ليبيا وتيار الاسلام السياسي كسب قاعدة شعبية وعجز هؤلاء جميعا عن التعايش مع الآخر ، لقد عمل الغرب الداعم والمراهن على الأخوان والجماعة الليبية المقاتلة طيلة سنوات الازمة الليبية على التغطية على أخطائهم وتجاوزاتهم وقبول انقلابهم على شرعية الانتخابات البرلمانية وغض الطرف عن سيطرتهم بقوة السلاح على طرابلس وطرد حكومة عبد الله الثني ومن هناك جاء سفراء الدول الغربية رفقة الأمم المتحدة بما يعرف بالتسوية السياسية التي كانت على مقاس تيار الاسلام السياسي، وتم السماح لتيار الاسلام السياسي بالسيطرة على الاجسام التي جاء بها الاتفاق السياسي أي المجلس الرئاسي – المجلس الاعلى للدولة ومجلس الأمن القومي.

تصدع المشهد السياسي
من جديد وككل مرة عاد الصراع على الكراسي وعمت الفوضى وتغولت الجماعات الارهابية ومنها «داعش» الارهابي وكان تعليق العضوية لنائبين بالرئاسي واستقالة نائب ثالث وتصدع المجلس الرئاسي من الداخل ، وأصبح الداعمون للاتفاق من الدول الغربية في حرج كبير سيما مع تحقيق قوات حفتر لنجاحات عسكرية اجبرت عواصم غربية واقليمية عديدة على أخذ تلك المستجدات بعين الاعتبار .

هذا داخليا اما خارجيا و مع اقتراب تسلم الرئيس الأمريكي الجديد للسلطة أضحى الكل في سباق مع الزمن فلا احد يتوقع ما سوف تكون عليه سياسة الخارجية لساكن البيت الابيض الجديد، وإمكانية أن .....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115