رسائل الانتخابات التشريعية المغربية: حزب اسلامي في الصدارة

كشفت نتائج الانتخابات التشريعية في المغرب عن فوز حزب العدالة والتنمية بـ125 مقعدا (مقابل 107 في 2011) وفاز حزب الاصالة والمعاصرة بمائة ومقعدين (مقابل 47 في 2011) في حين حصل حزب الاستقلال اعرق الاحزاب المغربية على 46 مقعدا ..


لقد حملت الانتخابات التشريعية المغربية عدة رسائل للداخل والخارج عن الوضع داخل المخزن في وقت تشهد فيه المنطقة تغيرات جيواستراتيجية حساسة .

في هذا السياق قال الكاتب والمحلل السياسي محمود معروف في حديثه لـ «المغرب» من الرباط ان الانتخابات التشريعية التي جرت بالمغرب يوم 7 اكتوبر، تحتاج لوقفة تأمل طويلة وقراءة متأنية، لان معركتها لم تبدأ يوم الاعلان عن موعدها النهائي، بعد ان كانت مقررة في جوان 2016، بل بدأت قبل ذلك بكثير، لانها كانت تحمل في طياتها ما حملته رياح الخريف العربي الذي اعقب ربيع 2011.

صعود اسلامي
واعتبر محدثنا ان معركة الانتخابات المغربية اندلعت بعد ان ادرك الفاعلون السياسيون ان حزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الاسلامية، سيعود لصدارة الخارطة الحزبية المغربية، والفوز بالانتخابات القادمة بفارق كبير عن بقية الاحزاب المغربية، وتأكد ذلك بعد الانتخابات المحلية التي فاز بها حزب العدالة والتنمية بكل المدن الكبرى. ويتابع بالقول :«لذلك، وبعد حسم مسالة العتبة وتنزيلها من 6 الى 3 في المائة، بهدف تقليص حجم فوز العدالة والتنمية، باتت الحرب عليه وعلى حكومته جزءا من المشهد السياسي المغربي، وان كانت، رغم الحشود الاعلامية وتنوع الادوات والوسائل، لم تؤت ثمارا مرجوة لخصومه، لانه من جهته واسلوب زعيمه عبد الاله بن كيران، رئيس الحكومة، ابدع في طريقة تواصله مع المواطنين».

ويرى معروف انه قبيل الانتخابات وفي ظل احتدام الحرب ضد حزب العدالة والتنمية وزعيمه وحكومته، نجح مناهضوه بادخال القصر الملكي في حملتهم ضده، ان كان من خلال تسريب انباء عن غضبة الملك محمد السادس على عبد الاله بن كيران ثم بلاغ القصر الملكي ضد نبيل بن عبد الله زعيم حزب التقدم الاشتراكية ووزير السكنى والحليف الوفي لبن كيران.
في هذه الاجواء اجريت تشريعيات 7 اكتوبر، دون ان تتبدل تقديرات المراقبين المحايدين بفوز حزب العدالة مرة اخرى، لان بعد الحملة الانتخابية، بغض النظر عما سبقها او جرى خلالها، وفي ظل التزام الدولة بالحياد، فان الكلمة تكون لصندوق الاقتراع.

اية رسائل؟
يقول المحلل والكاتب السياسي الفلسطيني المقيم في الرباط ان ما اعلنه وزير الداخلية المغربي محمد حصاد من نتائج يوم السبت هو ما اعطته صناديق الاقتراع وما ادلى به الناخبون من اصوات، فلقد انتهى بالمغرب العهد الذي كانت فيه وزارة الداخلية تعلن النتائج كما يتوافق مع ارادة الدولة السياسية، ولاحظي معي انه ما من حزب سياسي مغربي شارك بالعملية الانتخابية الا واستبعد تدخل الدولة في النتائج، طبعا دون ان يعني ذلك عدم توجيه الاتهامات لبعض من رجال السلطة بالتدخل لصالح.....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115