ماذا بعد إرسال 100 جندي إيطالي إلى مصراتة؟

قررت الحكومة الإيطالية إرسال 350 عونا إلى مصراتة في عملية إرساء و حماية مستشفى عسكري في المدينة الساحلية الليبية. و حسب ما صرحت به روبيرتا بينوتي وزيرة الدفاع الإيطالية، من بين الموظفين الحكوميين 65 عونا صحيا و 100 جندي لحراسة المبنى و 135 عونا

يهتمون بالجانب اللوجستي مما، يمكن-حسب الصحافة الإيطالية- من أن يرفع عدد الجنود إلى 200 يرسلون تحت غطاء لوجستي.

تزامن إرسال الجنود الإيطاليين مع الإجتماع الدولي حول ليبيا الذي انعقد على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيو يورك و الذي ترأسته الولايات المتحدة و إيطاليا. وتم الخوض فيه في الإجراءات العسكرية و السياسية اللازم اتخاذها من قبل الدول الداعمة لليبيا في إطار الخطة الأممية التي أتت بحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج. وسوف تتواصل المشاورات السياسية في باريس الأسبوع القادم في قمة أخرى دعا اليها وزير خارجية فرنسا جون مارك آيرو وتضم مصر وتركيا وقطر ودول الخليج لحل مشكلة الاستيلاء على آبار النفط من قبل جيش الماريشال حفتر والبحث في توسيع الحوار لتشكيل حكومة ليبية جديدة تشمل كل الأطراف.

في هذه الظروف تعزيز القدرات العسكرية للدول المشاركة في التحالف من أجل ليبيا وفي مقدمتها إيطاليا يدخل في إطار التحضير للضغط ميدانيا على المجموعات المتقاتلة والفصائل السياسية المنقسمة بين برلمانين. وردت إيطاليا، في هذا الإطار، على طلب رسمي تقدمت به حكومة فايز السراج في شهر أوت الماضي بتركيز مستشفى عسكري يتولى معالجة المصابين في العمليات الميدانية في سرت ضد تنظيم داعش الارهابي. وقد سجلت المعارك مقتل 530 جنديا في صفوف القوات الموالية لحكومة السراج و 2500 جريح نقل بعضهم إلى

إيطاليا للعلاج. وهي عملية معقدة و مكلفة.

ملف خليفة حفتر
التواجد العسكري الإيطالي في ليبيا تناولته الصحف الإيطالية منذ مدة و أشارت إلى تواجد 50 جنديا من القوات الخاصة لتدريب مقاتلي الحكومة ونزع الألغام التي زرعها تنظيم داعش الارهابي في مدينة سرت. لكن بالرغم من نفي الحكومة ذلك لا يعتقد أحد في روما أن حماية 65 عونا صحيا تتطلب تجنيد 100 أو 200 من الجنود و القوات الخاصة. تواجد 200 جندي إيطالي بطلب من الحكومة الليبية يعتبر شرعيا ولا يتطلب موافقة البرلمان الإيطالي. ذلك يشكل ،حسب المحللين السياسيين في روما، طريقة تهدف إلى تعزيز القدرات الميدانية العسكرية لإيطاليا في إطار تحضير ما بعد الحرب الأهلية خاصة الحصول على نسبة من الطاقة النفطية للبلاد. لكن التواجد العسكري يعتبر أيضا ردا على «تحرير» منطقة الهلال النفطي الليبي الذي تولت قوات خليفة حفتر استرجاعه و تسليم إدارته لبرلمان طبرق. و جاءت تصريحات وزيرة الدفاع الإيطالية لتؤكد تلك المخاوف عندما أشارت إلى تركيز طائرة نقل حربية إيطالية في مطار مصراطة وباخرة حربية في سواحل المدينة.

المحور المصري السعودي
في نفس الوقت الذي تتحرك فيه إيطاليا و الولايات المتحدة و فرنسا لضرب تنظيم داعش الارهابي في سرت و استرجاع المدينة منه تحركت مصر والتشاد لمساندة خليفة حفتر حتى يتمكن من استرجاع آبار البترول ليشكل ذلك ورقة ضغط على دول التحالف التي تريد فرض مشاركة تنظيم فجر ليبيا التابع لحركة الإخوان المسلمين. في حين ترفض مصر والمملكة العربية السعودية مشاركته في الحكومة الليبية.

تدخل فرنسا باستدعاء الفرقاء على المستوى الإقليمي لاجتماع باريس الهدف منه استغلال العلاقات الجيدة مع كل من قطر و السعودية للتوصل إلى حل سياسي يبعد شبح «الحرب الأهلية» التي أشار إليها وزير خارجية فرنسا في حديث لإحدى الإذاعات الباريسية. لكن توتر العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية و المملكة العربية السعودية بسبب قانون ملاحقة الدول الداعمة للإرهاب بإمكانه أن يعقد عملية التقارب بين الفصائل المتنازعة في ليبيا المدعومة من دول أجنبية متباينة النظرة في خصوص التوازنات الإقليمية. يبقى سيناريو الحسم العسكري بين شرق و غرب ليبيا متوقفا على قدرة القوى العظمى في بلورة حل سياسي يرضي الجميع.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115