ليبيا: حكومة السراج تباشر عملها من طرابلس خلال الأيام القليلة القادمة رغم استمرار الخلافات

أكد المبعوث الدولي إلى ليبيا أن حكومة الوفاق سوف تنطلق في عملها من العاصمة طرابلس حتى دون مصادقة مجلس النواب وكان وزير الخارجية الفرنسي بدوره ذكر هو الآخر أنه يجب الإسراع في تشكيل حكومة الوفاق وتمكينها من العمل . وكانت لجنة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي

اجتمعت في بروكسيل وتدارست آخر التطورات في ليبيا ومخاطر تمدد داعش الإرهابي وتهديده لدول الجوار، مستغلا حالة الفراغ السياسي الحاصلة في ليبيا وأكدت اللجنة استعداد الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على الأفراد والجهات التي تقف ضد تنفيذ الاتفاق السياسي ومنح الثقة للحكومة.

إلى ذلك صرّح أشرف الشح أحد الموقعين على الاتفاق السياسي بأن اللجنة الأمنية التي شكلها المجلس الرئاسي لبحث الترتيبات الأمنية لتأمين العاصمة وباقي المدن قد أكملت الاستعداد لقدوم الحكومة إلى طرابلس ومباشرة عملها. مؤكدا بأنه تم اختيار مقر عمل الحكومة والاتفاق على أدق تفاصيل حمايتها وأن جميع الفصائل المسلحة في طرابلس سوف ترحب بذلك وقد تحفظ أشرف الشح عن سرد مزيد من تفاصيل عمل اللجنة الأمنية لأسباب ودواع أمنية تلزم الجميع بعدم البوح بكل التفاصيل.

يشار إلى أن لجنة الحوار السياسي التي اجتمعت في تونس مؤخرا واستمرت في حالة انعقاد دائم أصدرت بيانا دعت فيه إلى ضرورة مباشرة حكومة السراج لعملها من طرابلس والاعتماد على توقيعات الـــ 101 عضو من مجلس النواب لتحل محل موافقة أعضاء البرلمان تحت قبة مجلس النواب طبرق. ويبدو أن بعثة الأمم المتحدة للدعم قد بنت مطالبتها بانطلاق عمل الحكومة في أسرع وقت على بيان لجنة الحوار السياسي والبيان الصادر عن اجتماع تونس.

اتجاه المجتمع الدولي من خلال بعثة الأمم المتحدة باعتماد وثيقة توقيعات 101 برلماني خارج قبة مجلس النواب أثارت خشية وقلق القانونيين ونشطاء سياسيين من تتالي عمليات القفز على القانون الذي أضحى ظاهرة طبعت المشهد السياسي المحلي. حيث بدأ القفز على القانون بالصراع بين المؤتمر الوطني العام بعد انتهاء عهدته ومجلس النواب إذ صدر حكم من الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا بحل مقترحات لجنة 17 فبراير وبالتالي عدم شرعية البرلمان المنتخب فرد الطرف المقابل أي البرلمان عبر إصدار محكمة البيضاء الإدارية العليا ببطلان حكم الدائرة الدستورية. ثم تكرر القفز على القانون مع حكومة الكيب ثم عند تزكية حكومة الثني بـــ 52 عضوا فقط.

غير أن المدافعين عن اعتماد حكومة الوفاق دون مصادقة البرلمان إنما هم يدافعون عن موقفهم ويرون أن المائة وواحد من البرلمان الذين وافقوا على الحكومة يكفون وزيادة لأنهم يمثلون الأغلبية وحتى الشعب الليبي يرحب بسرعة تشكيل الحكومة.

داعش يضرب جنوبا
بعيدا عن الشأن السياسي أعلنت مصادر أمنية بأن تنظيم «داعش» الإرهابي هاجم مجمع السرير النفطي جنوب شرق البلاد مع تسريبات تتعلق بتمكّن الدواعش من اقتحام مجمع السرير النفطي. وكانت تقارير سابقة استخباراتية أكدت تواجد داعش وامتلاكه لمعسكرات تدريب بمناطق مختلفة من الجنوب الأوسط والشرقي لليبيا من سبها ومناطق قريبة من القطرون ومرزق. ومعلوم أن فرنسا أيضا لها قوات برية بالمنطقة كثيرا ما كانت تقوم بدوريات عسكرية والسؤال المطروح لماذا تتقدم داعش الآن نحو المؤسسات النفطية جنوب البلاد وحكومة الوفاق تستعد لدخول طرابلس؟

السؤال الأخطر هو ما الذي يحاك ضد جنوب ليبيا؟ وما يعرف بإقليم فزان المستعمرة الفرنسية السابقة وما حقيقة ومصداقية ما يذهب إليه البعض من أن فرنسا تسعى إلى إيجاد موطئ قدم هناك سيما وأنها تحتفظ بقواعد عسكرية بشمال النيجر حيث تتمركز شركة فرنسية لاستغلال الأورانيوم وأيضا تتواجد قوات فرنسية شمال شرق تشاد على حدود ليبيا وعين فرنسا كانت باستمرار على إقليم فزان الغني بثروات النفط والغاز والذهب؟. وتعلم فرنسا وسواها من الدول الغربية أن الجماعات الإرهابية وداعش على وجه التحديد لو سيطر على المنطقة لن يكون من السهل والهيّن محاربته فالمنطقة تشكّل اكبر الصحاري في القارة الإفريقية والباحث عن أي هدف في جبالها الرملية كمن يبحث عن إبرة في كوم تبن كما يقال. وربما لهذا السبب تم الدفع بطائرات دون طيار إلى سماء إقليم فزان مما يجعل من الصعب وحتى المستحيل تصديق أن فرنسا لم ترصد مجموعة داعش التي هاجمت حقل السرير جنوب ليبيا لكن الأقرب أنها تريد استغلال وتوظيف ذلك لتبرير التدخل العسكري في الإقليم تحت غطاء حماية المنشآت النفطية هناك.

غارات جوية لطائرات مجهولة
ذكرت مصادر متطابقة من داخل سرت الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي أن طائرات حربية مجهولة أغارت على مواقع لداعش جنوب قاعدة القرضابية وموقعا ثانيا غرب سرت وأضافت ذات المصادر أن دخانا كثيفا تصاعد عقب تلك الغارات من المواقع المستهدفة مرجحة أن تكون خسائر الدواعش كبيرة.

معلوم أن الغارات الجوية المجهولة تكررت بشكل متصاعد خاصة بعد الغارة الأمريكية على صبراطة غرب طرابلس وقد فاقت 9 غارات على سرت دون ان يتبنى أي طرف تلك الغارات سواء من رئاسة أركان المؤتمر الوطني أو رئاسة أركان برلمان طبرق ولا أي طرف خارجي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115