النقابات تؤجل الإضرابات: حكمة قيادة ظرفية أم مسار جديد للتفاوض ؟

أكد الأمين العام المساعد مسؤول النظام الداخلي بالاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي على أهمية إلغاء الوقفات الاحتجاجية للآلاف من أعوان الصحة وكذلك دعا الأمين العام لاتحاد عمال تونس إسماعيل السحباني إلى تأجيل إضراب الضباط البحريين وكذلك إلغاء إضراب الشركة التونسية للنقل

بين المدن فهل أن هذا التأجيل أو الإلغاء لعدد من الإضرابات كان وليد حكمة القيادة ضمن مسار تفاوض جديد أم من أجل امتصاص تداعيات المواجهة في بن قردان.
أمضى الأمين العام المساعد مسؤول النظام الداخلي نور الدين الطبوبي وهو الذي أصبح الممسك الفعلي بدواليب الاتحاد العام التونسي للشغل في غياب الرجل الأول حسين العباسي على بيان يؤجل الوقفة الاحتجاجية للأعوان والعملة والإطارات شبه الطبية في كافة المستشفيات.

دعم الجيش والأمن
البيان الصادر عن قسم النظام الداخلي بالاتحاد العام التونسي للشغل والجامعة العامة للصحة أكد على مسألة تقديم المواجهة الميدانية ودعم قوات الأمن والجيش على المطالب النقابية العالقة مع الوزير سعيد العايدي.
قد ينظر الآن عدد من المراقبين للمسار الاجتماعي في تونس وفي العلاقة المتوترة بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل إلى أن المسألة تعود إلى حكمة القيادة ولكن هذه الحكمة تقتضي القطع مع الإضرابات في هذا الظرف والدعوة إلى التفاوض الجدي لا إلى التأجيل.

مسك العصا من الوسط
يمسك الأمين العام المساعد مسؤول النظام الداخلي بالاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي وهو المرشح إلى قيادة المنظمة الشغيلة في مرحلة غياب العباسي بالعصا من الوسط فهو لم يلغ الإضرابات ولم يدعو الحكومة إلى التفاوض وترك الباب مفتوحا على كل الاحتمالات.
ومن هذه الاحتمالات العودة إلى الإضرابات والإضرابات لا تهم ميدان الصحة على حساسية بل تهم البنوك وفي هذا القطاع الذي ينعم بالامتيازات على حد قول أحد مديري البنوك فإن التصعيد وارد بين بنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة والبنك التونسي الفرنسي.
ومن جهة أخرى دعا الأمين العام لاتحاد عمال تونس إسماعيل السحباني إلى إلغاء إضراب أعوان وسوّاق الشركة الوطنية للنقل بين المدن وهو الإضراب الذي كان مبرمجا ليوم 10 مارس.
وفي السياق ذاته فإن المكتب التنفيذي لاتحاد عمال تونس قد دعا ونظر إلى الظرف الحساس إلى تأجيل إضراب نقابة الضباط البحريين والمبرمج لأيام 11 و12 و13 مارس. وهذا ما يفتح الباب حسب صابر المناعي الأمين العام المساعد لاتحاد عمال تونس إلى التفاوض مع الإدارة العامة للشركة التونسية للملاحة.

الإضراب غاية ووسيلة
وأوضح الأمين العام المساعد مسؤول الدواوين والمنشآت باتحاد عمال تونس صابر المناعي أن الظرف الحالي هو ظرف استثنائي ويدعو إلى الوحدة خاصة وأن الإضرابات لم تكن غاية في حد ذاتها بل وسيلة للتفاوض والآن الوطن مقدّم على المسائل المطلبية.
هذه المسائل المطلبية ذات العلاقة بالامتيازات والمنح الاستثنائية وفي هذا الظرف قد تكون محل حوار مؤجل بين الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد عمال تونس من جهة والحكومة من جهة أخرى ولكن من يفض إشكال الإضرابات نهائيا؟ خاصة وأن الحكومة وقوى المجتمع الاقتصادي تطالب بهدنة دائمة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115