«إقصاء» من لجنة الاصلاح وتمديد بشهرين في تربصات الأطباء الداخليين: منظمة الأطباء الشبان تعتبر أن التوجه العقابي الجماعي بسبب الإضراب متواصل

تؤكد المنظمة التونسية للأطباء الشبان ان التوجه العقابي الذي لحق الأطباء

الشبان بعد الإضراب الذي نفذوه متواصل، وأحدث تمظهراته إقرار التمديد بشهرين في تربصات الاطباء الداخليين مما سينتج عنه إضاعة سنة كاملة بالإضافة الى إقصاء المنظمة من تركيبة لجنة إصلاح منظومة الدراسات الطبية.
لا يبدو ان تبعات الإضراب الذي نفّذه الاطباء الشبان ستنتهي، فبعد تجاوز إشكالية إقتطاع ايام الإضراب من اجور الاطباء الداخليين والمقيمين ظهرت إشكالية ما تعتبره المنظمة التونسية للاطباء الشبان إقصاءها بصفة متعمّدة وإنتقامية من لجنة اصلاح منظومة الدراسات الطبية وكذلك طريقة تعويض فترة الإضراب بالنسبة لتربّصات الأطباء الداخليين التي أقرها عمداء كليات الطبّ.

حيث أصدر عمداء كليات الطبّ الأربعة بسوسة وصفاقس وتونس والمنستير قرارا يقضي بالتمديد في فترة التربّص الحالية، المفترض ان تنتهي في أفريل الماضي، بشهرين ليصبح موفى جوان تاريخ إنهاء فترة التربّص الاول للاطباء الداخليين. مع العلم ان الاطباء الداخليين يقومون طيلة السنة بـ3 تربصات تمتد فترة كل تربّص على 4 أشهر.
نائب رئيس المنظمة التونسية للاطباء الشبان ايمن بالطيب إعتبر في تصريح لـ«المغرب» ان قرار عمداء كليات الطبّ بالتمديد بشهرين في فترة التربّص الاولى للاطباء الداخليين بالنظر لإنعكاساته لا يمكن الا ان تكون مواصلة للتوجّه العقابي الجماعي الذي لحق الأطباء الشبان بعد الإضراب بأكثر من 40 يوما الذين نفّذوه خلال شهري فيفري ومارس الماضي.

إنعكاس التمديد

إذ ان إنعكاس التمديد بشهرين في فترة التربّص الاولى لطلبة السنة الرابعة من المرحلة الثانية من الدراسات الطبية ا(لأطباء الداخليين) سيجعل السنة الدراسية تنتهي في فيفري 2019 عوض ديسمبر 2018، ومنه لن يكون للاطباء الداخليين في حالة نجاحهم امكانية المرور الى مرحلة الإقامة وإختيار الإختصاص بإعتبار ان الفصل 34 من القانون المنظم للدراسات الطبية ينصّ على ان الاطباء الداخليين الناجحين وممن لم ينهوا تربصاتهم او لم تقع المصادقة عليها في نهاية السنة لا يمكنهم إستلام وظائفهم الا في جانفي من سنة السنة الموالية.

مما يعني ان الأطباء الداخليين وفي حال تم الذهاب في التمديد بشهرين سيكونون في جانفي 2019 لم ينهوا بعد فترة التربّص الأخيرة مما لا يمكنهم من إختيار الإختصاص وتسلم وظائفهم الا في جانفي من السنة الدراسية الموالية أي جانفي 2020، وهو ما يرى فيه نائب رئيس المنظمة التونسية للاطباء الشبان ايمن بالطيب إضاعة لسنة كاملة في مواصلة لذات التوجه العقابي ضدّ الأطباء الشبان، وهو ما جوبه بتنفيذ إضراب يوم 2 ماي الجاري.

مقترح المنظمة
لكن لم يتم المواصلة في تنفيذ الإمتناع عن الإلتحاق بمواقع التربّصات بالنسبة للأطباء الداخليين بعد إصدار وزارة الصحة قرارا يقضي فقط بالتمديد في فترة التربّص دون تحديد مدة التمديد، وهو ما جعل إمكانية إعتماد مقترح المنظمة تجاوز الإشكالية قائمة والمقترح يتلخّص في التمديد في فترة التربّص الحالية الى نهاية ماي الجاري ومن ثم إعتماد فترة 3 أشهر ونصف للتربّصين المتبقيين ليتمكن الناجحون من تسلم وظائفهم كأطباء مقيمين في جانفي 2019.

وقد أكد نائب رئيس المنظمة التونسية للاطباء الشبان ايمن بالطيب انه في حال لم يتم الحسم في الإشكالية قبل يوم 20 ماي الجاري لتفادي إضاعة الأطباء الداخليين لسنة كاملة، فإن المنظمة ستضطر للدفاع عن منظوريها والدخول في سلسلة من التحركات الإحتجاجية وحتى اللجوء للمحكمة الإدارية للطعن في قرار التمديد بشهرين الذي أقره عمداء كليات الطبّ.

إقصاء متعمد من اللجنة
ما يجعل المنظمة التونسية للاطباء الشبان تجزم ان التمديد هو بمثابة أحد مظاهر العقاب الجماعي للاطباء الشبان على خلفية إضرابهم، هو وجود مؤشرات اخرى علّ أبرزها ما أسماء نائب رئيس المنظمة ايمن بالطيب إقصاء المنظمة من لجنة إصلاح منظومة الدراسات الطبية رغم انها الطرف الذي أمضى على الإتفاق المحدث لها.
حيث إقتصرت تركيبتها على عمداء كليات الطبّ الأربع وممثلين عن الأساتذة في المجالس العلمية وممثلين عن الطلبة المنتخبين في المجالس العلمية، ووفق نائب رئيس المنظمة التونسية للاطباء الشبان فقد تم تجاوز الإشكال بإعتبار ان ممثلي الطلبة في المجالس العلمية هم من منظوري المنظمة في نهاية الامر مما يعني انها ستكون ممثلة في اللجنة بصفة غير مباشرة فمثلا نائب رئيس المنظمة هو كذلك ممثل عن الطلبة في المجلس العلمي لكلية الطب بسوسة مرحلة ثالثة وقد تم إقتراحه في لائحة الـ8 ممثلين عن الطلبة باللجنة.

وان تم القبول بالـ7 طلبة الموجودين في اللائحة المقترحة فقد تم رفض تواجد نائب رئيس المنظمة التونسية للاطباء الشبان في لجنة إصلاح منظومة الدراسات الطبية التي إنطلقت في أشغالها منذ الإربعاء الماضي، وفق ما أكده لـ«المغرب».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115