على غرار إعلان مشاركته في مسيرة اليوم: مجلس النواب يوجه لائحة ضد قرار «ترامب» إلى الكونغرس الأمريكي وللبرلمانات الدولية

توجه مجلس نواب الشعب بلائحة ضد قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، للكونغرس الأمريكي

وللبرلمانات الدولية من أجل التصدي لمحاولات طمس الهوية الفلسطينية. نواب الشعب بدورهم صعّدوا المسألة من خلال اللجوء إلى الشارع والمطالبة بتفعيل الدبلوماسية التونسية خصوصا مع الولايات المتحدة الأمريكية.

قرر مجلس نواب الشعب إرجاء النظر في مشروع قانون المالية لسنة 2018، خلال الجلسة الصباحية وبرمجة جلسة عامة ممتازة لتقديم لائحة حول موقف تونس من قضية القدس كعاصمة لـفلسطين. تخصيص جلسة عامة لإصدار موقف رسمي باسم المجلس ردا على اعتراف رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب القدس كعاصمة لإسرائيل، جاء بعد اجتماع مكتب المجلس و رؤساء الكتل. واعتبر المكتب أن قرار الرئيس الأمريكي لم يأخذ بعين الاعتبار موقف أمريكا السابق من القضية، كما لم يأخذ بعين الاعتبار الشرعية الدولية وتحفّز المنطقة إلى صدام.

ايقاف التعامل مع أمريكا
الجلسة العامة انطلقت برفع نواب الشعب لأعلام فلسطين وصور مدينة القدس كتب عليها «القدس لنا»، مرددين في ذلك شعارات تناصر القضية الفلسطينية وتدين الكيان الصهيوني، وتم على إثرها إعلان تنظيم مسيرة نحو ساحة باردو تضامنا ومساندة لقضية القدس عاصمة فلسطين، على أن يتم تنظيم مسيرة وطنية اليوم بشارع الحبيب بورقيبة بمشاركة نواب الشعب. النقاش العام كان فرصة لممثلي الكتل البرلمانية من أجل التعبير عن موقفهم من قرار الرئيس الأمريكي، حتى أن البعض طالب بايقاف التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية.

مواقف نواب الشعب هذه المرة لم تقتصر على التنديد فقط، بل تم اقتراح عديد المقترحات من بينها إعادة طرح مشروع القانون المتعلق بتجريم التطبيع مع إسرائيل. وقال النائب عن الجبهة الشعبية زياد الأخضر بعد إدانته للقرار، أن ما حصل يطلق يد الكيان الغاصب للتنكيل بالشعب الفلسطيني، حيث أعطى ترامب عاصمة لعصابات لا وطن لها، مشددا على أن الدور هذه المرة لا يجب أن يقتصر على الشعارات، بل يجب التصعيد من خلال تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني وإيقاف التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وتطرق عدد من النواب إلى تداعيات إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، والحلول الضرورية من أجل التصدي له، حيث اعتبر رئيس الكتلة الديمقراطية سالم الأبيض أن هذا الاعتراف يعتبر سقوط التفاوض ليكون الحلّ الوحيد في المقاومة. في حين اعتبر النائب عن آفاق تونس كريم الهلالي أن إدارة ترامب لن تنجح في تفعيل القرار الغاشم، إلى جانب عدم تمكنها من مصادرة القدس كعاصمة العرب والمسلمين والمسيحيين. من جانبه أرجع رئيس كتلة حركة نداء تونس سفيان طوبال إعلان ترامب نتيجة ضعف البلدان العربية وانعدام وحدتها، مشددا في ذلك على أن لا تقتصر المساندة على الخطابات والشعارات.

التصويت على لائحة ضد القرار
ومع نهاية النقاش العام الذي حمل نفس المطالب بين مختلف الكتل، تم تضمينها في اللائحة المصادق عليها بـ 121 صوتا واعتراض 2 نواب واحتفاظ 2 نواب. هذه اللائحة سيتم توجيهها للكونغرس الأمريكي وللبرلمانات الدولية للتنديد بالقرار الأمريكي بنقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس. وقد أكدت اللائحة على رفض مجلس نواب الشعب لهذا القرار الذي يمثّل اعتداء على كلّ القيم الإنسانية وانتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية ومساسا بحقّ الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتهديدا مباشرا للسلم والأمن الدوليّيْن.

كما نصت على أنّ هذا القرار يمثّل سابقة خطيرة واستخفافا بحقوق الشعب الفلسطيني واستفزازا لمشاعر العرب والمسلمين وكلّ أحرار العالم، مع تجديد مساندته اللامشروطة ووقوفه الدائم إلى جانب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ولا سيما حق عودة اللاجئين وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ويحيي صموده. وحمل المجلس الكنغرس الأمريكي مسؤولية القرار الجائر والأحادي داعيا إياه إلى المسارعة باتخاذ كل ما يلزم لمراجعته، بالإضافة إلى دعوة البرلمان الأوروبي لاتخاذ موقف صارم للتصدّي لهذا القرار الظالم، ودعوة البرلمان العربي للانعقاد فورا وإصدار موقف يرتقي الى مستوى الحدث، على غرار مطالبة البرلمان الإفريقي بتأكيد الموقف الإفريقي المساند للقضية الفلسطينية والرافض للسياسة الصهيونية.

اللائحة تميزت بحدة اللهجة الموجهة لكافة الهياكل الدولية، حيث حملت أيضا الأنظمة العربية والإسلامية مسؤوليتها التاريخية ودعتها إلى للتحرّك الفوري والقويّ للحيلولة دون تفعيل هذا القرار، بالتزامن مع مطالبة الحكومة التونسية بالتحرّك الدبلوماسي الفوري تعبيرا عن الموقف الشعبي والرسمي التونسي الرافض لهذا القرار، من خلال تحريك الدبلوماسية البرلمانية انتصارا للحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وتصدّيا للقرار الأمريكي. وتجدر الإشارة إلى أن البرلمان العربي سيعقد يوم الاثنين القادم أولى جلساته الطارئة، على خلفية التطورات بالقدس المحتلة.
ومباشرة بعد انتهاء الجلسة التحق نواب الشعب من مختلف الكتل البرلمانية بساحة باردو وبحضور رئيس المجلس محمد الناصر بالوقفة احتجاجية للتنديد والإحتجاج ضدّ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، رافعين عدة شعارات من بينها ‘القدس لنا ولا لغيرنا’’.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115