في ظل تنامي ظاهرة الغيابات عن الجهات: لماذا يتم تهميش الدور التمثيلي لنواب الشعب؟

مع تزايد حدة الأزمة الاجتماعية والاقتصادية في مختلف الجهات، يتساءل البعض عن أسباب غياب نواب الشعب عن جهاتهم من أجل إيجاد الحلول اللازمة لهم من خلال إيصال أصواتهم إلى السلطة الأصلية أي مجلس نواب الشعب والمسؤولين. فعلى غرار الدور التشريعي والرقابي لنواب الشعب

فإن الدور التمثيلي بات اليوم مهمّا جدا، ولا يقتصر على الحملات الانتخابية فقط.

الدور التمثيلي لنواب الشعب لا يقل أهمية عن الأدوار الأخرى المتمثلة في الدور الرقابي والتشريعي، إلا أن نواب الشعب يجدون صعوبة بالغة في الوصول إلى جهاتهم والإطلاع على أوضاعها نظرا لما يعتبرونه الاستنزاف دائما للأدوار الأخرى. صعوبات عديدة جعلت نواب الشعب غائبين تماما عن جهاتهم من أجل إيصال مشاغل الناخبين ومشاكلهم إلى مجلس نواب الشعب.

البرلمان لا تصله المعلومات!!
من المؤكد أن دور النائب اليوم لا يقتصر فقط على الدور التشريعي و الرقابي، والاكتفاء بالجلوس في مقاعد اللجان والجلسة العامة، فالعمل داخل جهات يعد من اوكد المسؤوليات التي يتحملها النائب خصوصا في ظل الاحتجاجات والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية في مختلف الجهات الجمهورية. لكن السؤال المطروح هل يتحمل النائب مسؤولية هذا أم لا. وفي هذا الإطار، أوضحت النائبة عن حركة نداء تونس عن دائرة سليانة سناء الصالحي لـ»المغرب» أن نواب الشعب يواجهون عديد الصعوبات في سبيل الاضطلاع بهذا الدور، لعل أهمها مشكل التواصل مع السلطة المحلية والجهوية أيضا. وبينت أن هذه الصعوبات التي لا يلاحظها المواطنون، يقابلها أهالي الجهات بصبّ غضبهم على النائب ويتهمونه بالتقصير في التعامل مع مشاغل جهته، دون دراية بان البرلماني لا تصله المعلومة أحيانا.

تهميش للفصل 118
تسبّب غياب النائب عن جهته، في عدم إيصال المشاكل والاخلالات في الجهات إلى السلطة الأصلية لمجلس نواب الشعب والتي كانت من المفروض أن تكون منبعا للحوار وحل الإشكاليات، خصوصا وأن هناك فصلا كاملا في النظام الداخلي لمجلس نواب الشعب، أي الفصل 118 يتيح الفرصة لنواب الشعب عقب انتهاء الجلسة العامة بطرح إشكاليات جهاتهم للنقاش. وينص الفصل 11على أنّه «إذا رغب أحد النواب التحدث في أمر هام ومستعجل، فعليه أن يقدم ذلك في صيغة مكتوبة تبين موضوع الطلب، و على الرئيس أن يأذن له بالكلام في آخر الجلسة». لكن في المقابل، فإن هذا الفصل حسب نواب الشعب لا معنى له لأنه أولا لا يبث على التلفاز، أضف إلى ذلك أن أغلب النواب يغادرون الجلسة العامة فور انتهائها، وبالتالي فإنّ ما يطرح يبقى حبرا على ورق.

قطيعة بين النائب والإدارة
من جهة أخرى، تتعدد أسباب غياب النواب عن الجهات، أهمها أيضا القطيعة التامة بين النواب والإطارات العليا في الجهات، حيث قالت الصالحي أنه في عديد الأحيان لا يكلف مسؤول محلي او جهوي نفسه عناء الاتصال بالنائب وإعلامه بمختلف الإشكاليات في الجهة، مشيرة إلى أن هناك ضعفا في التواصل مع الإدارات المركزية و الوزارات. لقد بدا من الواضح أن نائب الشعب باتت صلاحياته تقتصر داخل أسوار قصر باردو، حيث بين.....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115