Print this page

رحل حبيب البلد ...

رحل الكبير الصغيّر أولاد أحمد ، و بقى يغالب المرض ويتحدّى الأوجاع بإنشاد حب الحياة إلى آخر رمقْ...
كان قريبا ،من الجميع ، محبوبا كالربيع،
يحملنا لنعانق الحلم الجميل في الأفقْ..


كان يصدع بصوته المبحوح
و يرسم بقلمه الجارح الجريح ، معاناة شعبه بأبعاد ألوان الشفقْ..
كان ينقل تضاريس حياة البداوة و بساطتها ، و مشاغل الحضر و تشعباته بعبارات أريج الإكليل الجبلي و عطر الياسمين إذا عبقْ..
كان يحاكي العشاق و الصعاليك و الثوار ، و الفرسان ،و الجبال و الصحاري و رفيف النخليل .. إذا نطقْ ...
كان بقلبه مزيج دم وحبر. .
و يسكن برأسه مزيج فلسفة و سحر...
و بأطراف أصابعه الرقيقة أسئلة حائرة ،
و إشارات سافرة ..
و ضربات تدق حينا ،و حينا ترقْ...
كان يحمل نفسا عزيزة تداري الحاجة والخوف ،
و تنبذ التمّلق والزيف،
و تبوح في كلمة ساخرة ، ما هفا له القلب و ما عشقْ.....
رحل الكبير ...و هامته الكبيرة تنتصب في ضمائرنا
. صباحا ، مساءا ، و عند الغسقْ...
و طيفه يلتحف راية البلدْ ،
و الذّاكرة تبطن له شعرا شاع و خلدْ،
و روعة جليس رهيف ..شقي ...لبقْ......

المشاركة في هذا المقال