الاحزاب
تخفي أحزاب الائتلاف الحاكم انشغالها برسم سياستها إزاء نصيبها من الحقائب الوزارية في حكومة الوحدة الوطنية خلف تصريحات تريد أن تقدمها كمنشغلة بالانتهاء من المرحلة الأولى في المشاورات المتعلقة بضبط الخطوط العريضة لبرنامج الحكومة وهيكلتها. لكن الواقع مختلف
هباء كانت كلمات رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، فحركته التي انهت منذ أسبوع مؤتمرها العاشر الذي حمل لواء التجديد والتطور شهدت انتكاسة بتصريح لقياديين منها رفضا أن يقال عن حركتهم أنها انفصلت عن
انقضى الأسبوع الأول على انتهاء أشغال المؤتمر العاشر لحركة النهضة ولا تزال ملامح مكتبها التنفيذي في «علم الغيب» وفي عقل رئيس الحركة راشد الغنوشي المنشغل في إعداد قائمة مرشحيه لتولى مناصب تنفيذية في الحركة بعد
لا جديد في حركة نداء تونس فعليا، فالأحداث والتطورات سبق أن عاشها الحزب ولكن بتفاصيل مختلفة، فإلغاء لقاءات واجتماعات والحديث عن الاقتراب من حل الأزمة ، وعودة من انسحب كلها أحداث متكررة.
ألغت حركة نداء تونس
لا يقترب واقع حركة نداء تونس من أسطورة سيزيف وعودته للصفر كلّما بلغ القمة، إنما يقترب من فيلم «كوميدي» يتناول ما يصطلح عليه علميا بحلقة الزمن. فالحركة تمرّ في كل أزماتها بمواقف مختلفة، لكنها تفضي كلها لذات الخاتمة، أزمة جديدة يعيش فيها الحزب في تكرار للأحداث
يبدو ان الجدل القديم داخل حركة نداء تونس والمتمثل في قيادة الحزب الى حين انعقاد مؤتمره الإنتخابي سيعود الى السطح. فالهيئة السياسية الموسعة للنداء لم تطرح المسالة واكتفت بقبول استقالة بلحاج وهو ما سيفتح امكانية عودة النداء الى ازمة الزعامة خاصة
بعد موجة الاستقالات التي شهدها منذ فترة ليست بالبعيدة، استقالة 4 من قياداته، إلى جانب استقالة أمينه العام السابق ماهر بن ضياء مارس الفارط، يحاول الاتحاد الوطني الحرّ إعادة ترتيب بيته الداخلي وترميم جراحه عبر تجديد تركيبة مكتبه السياسي وتعويض الاستقالات
يبدو أن حركة النهضة اختارت اعتماد سياسة التدرج في اتجاهها نحو التجديد والتطور، وذلك من خلال المحافظة على تركيبة هياكلها وطريقة الانتخاب، مقابل بعض التغييرات على مستوى القانون الأساسي. السياسة الجديدة للحركة تبقى رهينة تطبيق اللوائح المصادق
وحدها الصورة التي جمعت راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، وكلّ من عبد الحميد الجلاصي وعبد اللطيف المكي، عضوي مجلس الشورى، تختزل صراع يومين في مؤتمر حركة النهضة العاشر، الذي كان يومه الختامي مربكا للجميع، فساعاته 24 تقلبت وبات جليا أنها تعج بالأجنحة والتيارات.
تم الاثنين 23 ماي 2016 خلال اختتام المؤتمر العاشر لحركة النهضة تجديد انتخاب راشد الغنوشي رئيسا للحركة.