حركة نداء تونس: رضا بلحاج يعلن عن نواياه

بخطوة إلى الأمام وخطوة إلى الخلف، توجه المشاركون في اجتماع الهيئة السياسية لحركة نداء تونس يوم أمس، فهم يعلمون ان أرضية التوافق التي تجمعهم ليست صلبة لتمنع العودة إلى المربع الأول من الأزمة، لذلك اختاروا ان يسبق أشغال الاجتماع لقاء غير رسمي للتشاور

وتوضيح النقاط، قبل ان يتجهوا لعقد الاجتماع الرسمي وكان ذلك «إعلانا عن النوايا».
في أول اجتماع لها بعد تسمية رضا بلحاج على رأسها، انطلقت أشغال الهيئة السياسية لحركة نداء تونس بمشاركة 22 شخصا، وتسجيل عودة بعض الغاضبين، من أبرزهم بوجمعة الرميلي وفوزي اللومي وتواصل مقاطعة سعيد العيادي وزهرة إدريس والمنصف السلامي لأشغالها.

هذا اللقاء سبقه لقاء تمهيدي، وفق ما أشار إليه بوجمعة الرميلي في تصريح لـ«المغرب» قال فيه إنهم سيجتمعون بشكل غير رسمي في إطار الهيئة السياسية لفتح نقاشات تتعلق بتوضيح عدة ملفات عالقة، ومن بينها دور كل احد في الهيئة ومصير التوافقات.
الرميلي أشار إلى أن اللقاء التمهيدي تضمن تقديم رضا بالحاج لخارطة طريق تسمح بتجاوز الأزمة، دون ان يغفل عن الإشارة إلى ان التطورات الأخيرة في الحزب ومنها ترؤس بلحاج للهيئة هي من خارج «مؤتمر سوسة».

وقال الرميلي ان النقاشات التي جمعت بين 22 من اعضاء الهيئة السياسية كانت ايجابية، مشدّدا على ان النقاشات كانت ذات طابع سياسي حيث لم يقع التطرق للمسائل الإجرائية، كتوزيع المهام وتحديد الصلاحيات مضيفا ان اللقاء كان للبحث عن التوافقات التي من شانها الخروج بالحزب من أزمته، معتبرا ان مسار التوافقات انطلق من اجتماع للهيئة السياسية الذي انتهى بتسمية رضا بلحاج رئيسا لها، واتخاذ قرار بالتشاور مع الغاضبين.

هذه المشاورات التي قال عنها الرميلي انها يجب ان تقدم ما يقنع الغاضبين عمّا شهده الحزب في مؤتمر سوسة، وانه لن يكون كافيا للحزب عودة بلحاج والثلاثي بوجمعة الرميلي وفوزي اللومي وفوزي معاوية.

أما اعن اجتماع أمس، الذي دام اكثر من اربع ساعات، فقد اكّد الرميلي انه خصص لمناقشة تكوين لجان تشرف على الإعداد للمؤتمر وعلى توزيع الانخراطات وعلى الاتصال ببقية الغاضبين، كما تم التوافق على إحداث لجنة تقدم تصورا لكيفية تنظيم العمل الحزبي وتوزيع المهام وتحديد صلاحيات كل عضو في الهيئة بما في ذلك رئيسها.

هذا اللقاء الذي كان مناسبة لاعلان النوايا الطيّبة، وهو ما لم ينفه الرميلي، لا يبدو انه كاف لاقناع الغاضبين،فهم يدركون ان التسوية الجديدة التي اتت ببلحاج رئيسا للحزب بتاويل الفصل 29 من النظام الداخلي الذي يخول للهيئة احداث المهام، لم تتضمن تحديدا لصلاحياته ولا لدوره كما لم يحدد دور المدير التنفيذي وهو حافظ قائد السبسي.

هذه الخشية خفف من حدتها الرميلي الذي اكّد ان ملف الصلاحيات سيقع طرحه في الاجتماع القادم للهيئة، كما سيقع طرح مسألة توزيع الصلاحيات وتحديد كيفية تسيير الحزب.
جس النبض ومعرفة مدى استعداد «الاخر» لتقديم تنازلات او التشبث بموقفه هي السمة الغالبة على لقاء امس الذي انتهى باصدار بيان لم يخرج عن البيانات السابقة كالاشادة بالتوافق والحوار في الحزب والحديث عن تجاوز الازمة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115