عاصفة استقالات كبرى تضرب حركة نداء تونس: بن عروس، صفاقس 2 ، بنزرت وغيرها تتمرّد على «نجل الرئيس»

حالة من الارتباك دبت في صفوف حركة نداء تونس، بعد أن باتت الاستقالات من الحزب

هي الخبز اليومي لقادته، الذين باتوا تحت نيران «إخوتهم» إن تعلق الأمر بالانتقادات الموجهة بالأساس لنجل الرئيس والتلميح الى مسؤوليته عن «دمار» الحزب.

يتجنب جل قادة نداء تونس اليوم التعليق على انباء الاستقالات المتتالية المعلن عنه خلال الساعات 36 الفارطة، استقالة جماعية لاعضاء تنسيقية الحركة بصفاقس المدينة، ساعات معدودات استقالة جماعية لتنسيقية بن عروس ساعات اخرى استقالة المنسق الجهوي لبنزرت والقائمة تمتد.
استقالات باتت كبقعة الزيت تتمدد لتشجع منسقين جهويين آخرين وربما تنسيقيات بأكملها على الاستقالة من الحزب والالتحاق بالشاهد، فوفق نص الاستقالة الصادر عن الافراد او المجموعات فان الشاهد هو سبب هذه الاستقالات، فهم «غاضبون» من قرار تجميد عضويته في الحزب. قرار صدر عن الهيئة السياسية لنداء تونس، بهدف وقف النزيف لكن يبدو انه سرّع به.

إشترك في النسخة الرقمية للمغرب

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

نزيف الاستقالات هو ما باتت حركة نداء تونس تعيشه منذ اسابيع، استقالة لـ8 نواب من الكتلة والحزب، لاحقا استقالة ابتسام الجبابلي من الكتلة ، ويبدو انها لن تكون الاخيرة فمصادر مطلعة على الكواليس تشير الى ان موجة الاستقالات ستتواصل خلال الايام القادمة.

ويبدو ان الأسباب متشابهة، فمن استقال من الحزب، نشر بيانا له اعلن فيه عن اسبابه، التي من بينها ما ذكر في بيان تنسيقية بن عروس، التي جاء فيها ان الاستقالة سببها «ما أصبحت عليه حالة الحزب في هذه الفترة من سوء ادارة للأزمات داخله وكثرة الهزات التي وصل لها الحزب نتيجة لغياب الحكمة في القرارات التي مست ابناءه كتجميد عضوية رئيس الحكومة يوسف الشاهد بالمكتب التنفيذي وبسبب عدم تواصل الحزب مع القواعد واحتكار القرار مركزيا».

اسباب هي ذاتها ولكن بصياغة مختلفة قدمها المستقيلون في جهة صفاقس 2 التي جاء فيها ان اسباب الاستقالة هي «تغييب وتهميش مناضلي الحزب ومكاتبه المحلية والمكتب الجهوي في اتخاذ القرارات خلال الانتخابات البلدية» و«حياد الحزب عن المشروع الوطني».
موجة يبدو ان النداء توقعها سابقا، وبحث عن تفاديها ببيانه الذي عقب استقالة 8 نواب دفعة واحدة من الحزب والكتلة والتحاقهم بكتلة الائتلاف الوطني المساندة للشاهد، نواب من بينهم وجاهات معروفة في جهاتها ولها تاثيرها.

تأثير بات يبرز مع الأيام فاستقالة تنسيقيات صفاقس المدينة ولاحقا بن عروس ومن يتبعها من تنسيقيات محلية، لن تكون الاخيرة، فالنقاشات محتدة اليوم في اكثر من جهة بشان تحديد مصير هياكل النداء ومع من تصطف في الازمة المحتدمة بين الشاهد والمدير التنفيذي لحزبه.
نقاشات تدار اليوم في نابل وباجة وبنزرت وسوسة والمنستير، لتحدد هذه التنسيقيات وقادتها الفاعلين الصف الذين سيلتحقون به، لكن يبدو ان هذا سيستمر حتى مع قرب موعد خروج الرئيس لاعلان موقفه من الازمة في حزبه. والمتوقع ان يكون بداية الاسبوع القادم.

ايام لا يتجاوز عددها عدد اصابع اليد الواحدة يبدو انها لن تكون كافية لمنع الاستقالات القادمة خاصة في صفوف من اعلنوا صراحة عن دعمهم للشاهد الذي يعتبرونه «خيارا» افضل من نجل الرئيس.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115