الإفتتاحية
تنتج المجتمعات المأزومة دوما خطابا مأزوما تستعيض به عن المعارك الفعلية والتحديات الواقعية لكل مجتمع بمعارك وهمية تغذيها خطابات طهورية
منذ 25 جويلية 2021 تاريخ تفعيل الفصل 80 من الدستور وما تلا ذلك الحدث من تطورات سياسية ودستورية وقانونية، ظلّ الرئيس قيس سعيد الفاعل الوحيد
في كل الحقبات السابقة قلّما يتقبّل الرأي العام السياسي تعيين أو تكليف رؤساء الحكومة بسلبية ، إذ كان السائد إبداء بعض الملحوظات العاّمة ثمّ إنتظار بدايات
الموقف من «التدابير الاستثنائية» بصدد تشكيل خارطة سياسية جديدة بين داعم لها دون تحفظ إلى معارض لها بإطلاق وبينهما تلوينات مختلفة قوامها -
لا أحد ينكر أنّ مطلب تعيين النساء في مناصب صنع القرار وفق قاعدتي تكافؤ الفرص والتناصف كان على رأس المطالب التي
وأخيرا عيّن قيس سعيد رئيس الجمهورية رئيسة للحكومة في شخص السيدة نجلاء بودن بعد أن ظلّ المنصب شاغرا لأكثر من شهرين كاملين.
من يوم إلى آخر تتضح الصورة تدريجيا: التدابير الاستثنائية المعلنة يوم 25 جويلية وما تلاها من تنظيم مؤقت للسلط العمومية يوم 23 سبتمبر إنما هما لحظتان
تعيش البلاد اليوم على وقع «لحظتين» سياسيتين، الاولى هي الخامس والعشرين من جويلية تاريخ تفعيل الفصل 80 من دستور 2014،
تماشيا مع ما عزم عليه منذ 25 جويلية 2021 ، أصدر رئيس الجمهورية قيس سعيد، يوم 22 سبتمبر 2021 االأمر الرئاسي عدد 117 الّذي تضمن ما أسماه بالأمرالمتعلّق «بتدابير استثنائية».
في 22 من سبتمبر الجاري دخلت البلاد في مرحلة الاحكام الانتقالية التي عززت موقع رئيس الجمهورية في منظومة الحكم