مشاهد مرتقبة اليوم في مجلس نواب الشعب: موازنات بين الثقة الممنوحة والثقة المسلوبة !

الجلسة الّتي ستنعقد اليوم بمجلس نواب الشعب هي الثانية من نوعها في مجال التصويت على ثقة نواب الشعب في مواصلة الحكومة لنشاطها، و ذلك في نطاق تطبيق آليات الممارسة الديمقراطية للجمهورية الثانية على ضوء النظام السياسي «المشوّه» الّذي تمّ إقراره في

الدستور الجديد، بدل النظام الرئاسي المطبق طبق الدستور القديم.

لذلك سيعرض السيد الحبيب الصيد طلبه مفّصلا و معلّلا على النواب ،طبق مقتضيات القانون الدّاخلي للمجلس ليتعرّف على ردود فعلهم في النقاش العام قبل أن يتفاعل مع ما جاء في النقاش العام ، في انتظار التصويت على الثقة.

هذه الثقة سبق أن نالها الصيد في 5 فيفري 2015 بأغلبية 166 صوتا و هي أغلبية مريحة مقابل اعتراض 30 نائبا و احتفاظ 8 نواب بأصواتهم

و قد نال الصيد آنذاك الثقة و تعهّد بمكافحة الارهاب و بتطبيق مبادئ الحوكمة الرشيدة و المساءلة ومقاومة الفساد واستغلال النفوذ و تجاوز القانون وذلك بعد أن أكّد على أن شعار حكومته هو العمل مشدّدا على المسؤولية الجماعية في هذا العمل.

لكن لن تكون وقفة رئيس الحكومة اليوم أمام المجلس بنفس الأريحية ، و لن تكون حاملة لنفس الدّلالات و المعاني الّتي كانت حملتها وقفته منذ حوالي عام و نصف،إذ ستكون مواجهته للنواب متّسمة بشيء من المرارة ،يحتاج فيها إلى قدرة على البسط والتبسيط و الإقناع ، في حين كانت وقفته الأولى محفوفة بالأمل والتحدي رغم وعيه بصعوبة المهام الّتي كانت تنتظره ، و الّتي صرّح في أكثر من مناسبة أنه أقدم عليها لقبوله تحمّل مسؤولية خدمة البلاد من أي موقع كان.

قد يُعيد الصيد التمعّن في نصف الكأس الملآنة و قد يمعن في استعراض ما تحقّق و ما سعى إلى تحقيقه ، ليس على أمل نيل ما سبق أن ناله ،و إنّما من باب التطلّع إلى الحصول على أجر واحد فيما أصاب من «اجتهادات» ، بذلها هو و فريق حكومته في ظروف صعبة ، لم يكن قادرا على التحكّم في كل مساراتها الإقتصادية و غير ماسك بكل خيوط تداعيات الحياة الاجتماعية و السياسية المضطربة الّتي تخلّلتها.

لن يقرأ على ملامح الوجوه الّتي ستكون أمامه من المتحزّبين الّذين تبنّت أحزابهم تعيينه على رأس الحكومة، تعابــير توحي بأنها تحمّلت « المسؤولية الجماعية «بعد أن كان يعتقد أنها ستكون درعه في مجابهة المصاعب و التحديات.

ستواجهه وجوه ستكون أغلبها خالية من التعابير ، و بعضها يـنزّ ببعض الشفقة. شفقة لن يُحبّذها من....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115