Print this page

هل يكون الطبوبي رجل تحديث العمل النقابي؟

يخطئ من يعتقد أننا نعيش هذه الأيام أزمة داخلية عميقة داخل الاتحاد العام التونسي للشغل بحكم «التمرد الناعم « لقطاعين أساسيين فيه : الصحة والتعليم الثانوي أو أننا أمام منازلة كبرى بين النقابة العامة للتعليم الثانوي ووزير التربية ..فهذه كلّها مظاهر

لأزمة أعمق حول هوية التجربة الديمقراطية الناشئة وحجم وطبيعة ومكانة العمل النقابي فيها..

فما يحصل تحت أعيننا اليوم هو صراع الإرادات من أجل تصوير المشهد السياسي والاجتماعي التونسي ، من يحكم في ماذا وما هي حدود حكم أو سلطة كل طرف ؟

ولكن الواضح أن ما يعطي بعدا تراجيديا لهذه الأزمة هو أن ساحات الوغى فيها تشمل جزءا كبيرا من مواطنينا بحكم قرار النقابة العامة للتعليم الثانوي السابق عن اجتماع المكتب التنفيذي الموسع للاتحاد يوم أمس هو تعليق الدروس في كل المعاهد الإعدادية والمدارس الثانوية ابتداء من يوم الاثنين القادم ولأجل غير محدد سلفا..

ما يبدو إلى حدّ مساء يوم أمس هو أنّ المركزية النقابية قد أكدت تحكمها وسيطرتها على هذا «التمرد الناعم» ولكن بطريقة «ناعمة» كذلك أي دون اللجوء إلى لجنة النظام وبمرونة أكثر في تنزيل بيان المكتب التنفيذي ليوم 18 مارس والرافض بصفة قطعية تعليق الدروس بالتأكيد على شرعية هذا المطلب ولكن بطلب تأجيل تنفيذه وبتفويض الهيئة الإدارية للنقابة العامة للتعليم الثانوي التي ستجتمع اليوم لاتخاذ هذا القرار..

هذا بالإضافة إلى لهجة تصعيدية مع الحكومة فيما يتعلق بقانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص باعتباره، بالنسبة للمركزية النقابية، مدخلا للتفويت في المؤسسات العمومية كما شدد المكتب التنفيذي الموسع على ضرورة أن تجد الحكومة بدائل لوزير التربية الحالي..

إلى حدّ كتابة هذه الأسطر لسنا ندري هل ستنصاع النقابة العامة للثانوي إلى المكتب التنفيذي الموسع كما كان الحال مع الجامعة العامة للصحة بعد .....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال