الأسئلة السياسية للانتخابات البلدية..

انطلق العدّ التنازلي للانتخابات البلدية منذ يوم أول أمس بعد تصويت النواب على القانون الانتخابي وبعد تأكد الجميع ،بداية بالهيئة العليا المستقلة للانتخابات ، بأنّ الانتخابات البلدية مجموعة أو مفصولة عن الجهوية ستقع في نهاية النصف الأول من شهر نوفمبر القادم..

بعد كل هذا تأتي اللحظة السياسية الصرفة للتعامل مع هذا الموعد الهام محليا ووطنيا لكل التونسيين..

الأحزاب السياسية الفاعلة مسكونة بهواجس مختلفة..

• قيادات النهضة تخشى من انتصار «ساحق» يجعلها من جديد قبلة لكل الاستهدافات خاصة وأنّ الرياح الدولية لا تجري بما تشتهيه قيادات السفن الإسلامية.. وفي الحقيقة لا تعتقد حركة النهضة انه بإمكانها تحقيق نسبة مئوية أرفع بكثير من تلك التي حصلت عليها في الانتخابات التشريعية لـ2014 (%27) ولكن كل خشيتها من انهيار حليفها نداء تونس ممّا سينزع عنها هذه المظلة التي تستظل بها الآن وتجعلها بعيدة ،إلى حدّ ما ،عن الطلق المدفعي الكثيف لخصومها وأعدائها.. وفي الحقيقة الاختيار الاستراتيجي لحركة النهضة منذ صائفة 2014 هو الاكتفاء بالمرتبة الثانية حتى يتم إدماج الحركة في النسيج التونسي سياسيا وثقافيا واجتماعيا بصفة كلية وهذا يتطلب ، حسب نفس هذه القيادات،حضورا هاما دون أن يكون محوريا في الحياة السياسية الوطنية ..

• القيادة الحالية لنداء تونس الملتفة مؤقتا حول نجل رئيس الجمهورية تلعب لا فقط مستقبلها السياسي بل حياتها السياسية فلو حققت نتيجة إجمالية معقولة لا تقل عن خمس الناخبين ستكون قد أنقذت الأساسي وبإمكانها أن تقول بعد ذلك انه رغم كل الأزمات التي مرت بها فهي مازالت تشكل حزبا محوريا في البلاد..

أما لو جاءت الثالثة في الترتيب أي لو تفوقت عليها الحركة الإسلامية وحزب أو تحالف آخر فستكون النهاية النهائية لنداء تونس وسوف نرى هجرة كثيفة لإطارات ووجاهات هذا الحزب نحو الفائز (؟) الجديد..

• حزب مشروع تونس والتحالف الذي يسعى لبعثه أساسا مع الاتحاد الوطني الحرّ وبعض المستقلين وشق من شقوق نداء تونس يلعب بدوره ورقة هامّة مع هذه الانتخابات..
الانتصار بالنسبة لحزب المشروع لا يعني بالضرورة الحصول على المرتبة الأولى أو الثانية ..

الانتصار بالنسبة لمحسن مرزوق ورفاقه هو الحصول على المرتبة الثالثة وتجاوز سقف %10 من الأصوات.. فلو حصل هذا ستكون الانتخابات البلدية منصة الانطلاق......

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115