Print this page

متى سيقتنعون ؟ ومتى ستدركن ؟

ومتى سيفهمون أنّ المرأة اليوم لم تعد تشبه امرأة الأمس ولا تلك المرأة التي كان الشعراء يتغنّون بها ويصفونها «بنؤوم الضحى».. وإذا تحرّكت فهي تمشي «لهاثا» متى يرفعون ويرفعن عن عقولهم وعقولهنّ حجاب الوهم بأنّ أفضل النساء من عاشت في «قصر مرصود»؟...

متى يرفعون عن أعينهم حجاب الرفض بأنّ ما نعيشه هو أفضل العصور؟ وعلينا أن نعطيه حقّة كاملا ولا نسقط عليه أشباح الماضي؟
هل يعلمون أنّ العبودية أبطلت؟ وأنّ المرأة هي الكائن الوحيد الذي ظلّ يعاني أساليب من الاستعباد وأصنافا من الاسترقاق حرام نقدها أو المطالبة بتغييرها ..

المرأة اليوم تعيش عهدا زنيما.. عهدا جمع بين المتناقضات: بين مقومات الحداثة والاستسلام إلى قيود التراث التي تتحكّم في العقول.. فالمرأة اليوم كادحة وعاملة.. مطالبة بأن تخرج ليلا لتنتج وفي أكثر الأحيان تنهض باكرا للحقول والمعامل وقد تترك زوجا نائما أو أبا أو ابنا أو أخا متلذّذا بدفء الغطاء.. لكن ليس لهذه المرأة أن تتأوّه أو تئنّ، وليس لها أن تشكو.. بل ليس لها أن تطالب بحقّ اكتسبته، وعليها أن تندرج وهي العاملة ضمن منظومة قديمة رسمتها مقاربة فقهية كانت لا ترى في المرأة سوى ذلك الكائن الكسول والمتخاذل والمستعدّ للنكاح في كلّ حين، لأنّ وظيفتها الأساسية هي الإنجاب والإكثار من النسل.. أمّا العاملة فهي ذلك الشيء المقتنى ويسمَّى « بالأمة» أي العبدة.. هي مال ولا شيء غير المال.

فالغريب أن تجمع المرأة اليوم بين الكدّ والإنجاب وعليها إلى جانب ذلك أن تجمع بين الخضوع والذلّ.....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال