Print this page

قانون العار

جميل أن ننجز دستورا نتباهى به في المحافل الدولية وأمام الأمم ولكن الأجمل من ذلك أن نستحضر تاريخ النضال وأشكال المقاومة والمعارك التي خضناها في سبيل تحقيق التوافق بل الأجمل من كلّ ذلك أن نستوعب المرتكزات التي قامت عليها فصول الدستور ومواده وأن نعي ما تضمنه

من قيم ومبادئ تعكس تطلعاتنا وجزءا من رؤانا وتصوراتنا للحياة والكون...وهنا مربط الفرس.

معركتنا اليوم هي في التسريع بسدّ الفجوات بين النصوص التشريعية في ما بينها(بين الدستور وقانون العقوبات ...) من جهة،والدستور والخطابات والممارسات والعقليات، من جهة أخرى. فكيف نحقق الانسجام والتناغم بين الخطاب القانوني الدستوري والخطاب الديني على سبيل المثال والحال أنّ أغلب الأئمة لم يحيّنوا معارفهم ولم يستوعبوا روح الدستور ولم يفقهوا معاني الحقوق المدنية والحريات الفردية فاستمروا في ثلب فئات لم يستسيغوا وجودها في الفضاء الاجتماعي المشترك كالمثليين والبهائيين واللادينيين والشيعة والمتحولين إلى المسيحية أو غيرها من الديانات...بل بلغ الأمر حد تجييش الناس وتحريضهم على ممارسة العنف في المساجد .

وكيف يتماهى الإمام مع الروح الثورية التي ميزت دستور 2014 ويتدبر في سبل معالجة ملف مناهضة العنف ضدّ النساء والحال أنّه لا يزال يجتر مقولات مهترئة ويدور في فلك أفق فكري متكلس فأمام شكوى امرأة تعاني الأمرين من عنف زوج لا يعرف إلا ممارسة الضرب يرد مفتي بجريدة الصباح بتاريخ 9 ديسمبر 2016 «أعانك الله على ما تواجهينه من مصائب...أقول لهذا الزوج (وكأنه يصغي) كفاك

استهتارا بحقوق زوجتك عليك...كما أنصح السائلة بمزيد الصبر على هذا الزوج وأن تحاولي إصلاحه...وأن تلتجئي إلى الطلاق إلاّ بعد استنفاد كل الحلول وانسداد الأفق أمامك لما في الطلاق من أضرار.....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال