الأحزاب الداعمة لـ25 جويلة والانتخابات الرئاسية: البحث عن مرشح لمنافسة الرئيس على مساره

يبدو ان جلّ الفاعلين في الحقل السياسي التونسي منشغلون بحسم مواقفهم من الاستحقاق الرئاسي القادم

وشكل هذه المشاركة، وذلك ينطبق على الاحزاب الداعمة لمسار 25 جويلية، التي يبدو انها في الطريق الى الاصطفاف في فريقين، فريق يدعم الرئيس اذا ترشح واخر ينافسه على قاعدة اهداف المسار الذي يقوده.

هذا ما كشفته كلمات عبيد البريكي الامين العام لحزب «حركة تونس الى الامام» حينما اشار الى وجود مساع ومفاوضات صلب جزء من الاحزاب الداعمة لمسار 25 جويلية التي تنتسب الى ذات المرجعية السياسية والايديولوجية بهدف التوحد ومناقشة امكانية تقديم مرشح للانتخابات الرئاسية.

مشاورات يقع التكتم عنها والابتعاد بها عن الاعلام بهدف انضاجها و توفير شروط النجاح لها لتحيقق هدفيها، الاول ان تتوحد هذه الاحزاب التي تنتمي الى ما يعرف بـ«الوطد» والقصد الاحزاب اليسارية الماوية التي تقوم على ارضية سياسية وطنية ديمقراطية وفق ادبياتها. والثاني حسم الموقف صلب هذه العائلة السياسية التي يبدو انها في طور الاستعداد لترشيح المنجي الرحوي للرئاسية القادمة.

فوفق ما يتسرب من معطيات عن النقاشات الداخلية صلب هذه المجموعة التي تقدمت وفق البريكي اشواطا في مسار توحيدها، يطرح امر تقديم مرشح موحد للاستحقاق الرئاسي كشرط اساسي وهنا يطرح اسم القيادي المنجي الرحوي كمرشح جدي، ويبدو ان هذا مرجح بشدة، في ظل تواتر خطاب سياسي يقوم على جزئية اساسية وهي ان هذه الاحزاب تدعم المسار السياسي واهدافه ولا تدعم الاشخاص.

وأعلن الامين العام لحركة تونس الى الامام ان حزبه شأنه شأن عدة احزاب اخرى دعم مسار 25 جويلية من مقاربة اسسها ودعم اهداف المسار المتمثلة في السيادة الوطنية وفي حركة التحرر الوطني وتحقيق الاصلاحات الكبرى التي تحتاجها البلاد، ولم يقف البريكي عند هذا الحد من الشرح لماهية الموقف السياسي من 25 جويلية باعتبارها «لحظة سياسية» لعبت الاحزاب الداعمة لها دورا فيها بعض النظر عن وزنها الانتخابي او الحزبي.

دور يذكر البريكي انه جاء لدحض الاعتقاد الذي يسود في اوساط محسوبة على الرئيس وأنصاره مفادها ان هذه المجموعة من الاحزاب غير مؤثرة وان دعمها او نقدها لا يغير من المعادلة الانتخابية او السياسية في البلاد، وذلك ما يحذر منه البريكي بالقول ان السياسة ليست بالكم رغم اقراره ان عائلته السياسية عانت من تبعات تشتتها الذي حال دون ان يكون لها تاثير ووزن سياسي وانتخابي.

أما اليوم وفي ظل تقدم المشاورات المتعلقة بالمشروع السياسي والحزبي الجديد فقد تتغير المعادلة نسبيا بالنسبة لداعمي الرئيس خاصة وان هذه المجموعة التي تعتزم ان تقدم مرشحا لها في الاستحقاق الرئاسي القادم او دعم مرشح يشترط فيه ان يكون متفاعلا ايجابيا مع اهداف 25 جويلية التي يرون أنها جوهر فكرهم السياسي، خاصة مسالة السيادة والتحرر، وان يكون مدركا تماما بان التاريخ تصنعه الشعوب والقيادات لا الافراد.

هذا يقود في النهاية الى ان يكون لمسار 25 جويلية مرشحان وفق هذه المجموعة، اي اننا قد نشهد تنافسا انتخابيا بين الرئيس باعتباره قائد المسار ومرشح من مساره السياسي يبحث عن منافسته لا من منطلق معارضة المسار بل من منطلق ان الرئيس قد انحرف نسبيا عن اهداف المسار وقد تعثرت مساعي التقويم في ظل العزلة التي فرضها الرئيس على نفسه. مما يعنى ان هذه المجموعة الداعمة قد تعتمد خطابا سياسيا لا ينتقد المسار بقدر ما ينتقد القائمين عليه وعدم قدرتهم على الذهاب به الى اقصاه وتحقيق اهدافه وعدم تقديم منجزات للتونسين

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115