حرب الإبادة في غزة: المنعرج ؟ !

لا أحد كان يتوقع ان تستمرّ هذه الحرب المدمرة والمجنونة على غزة

إلى هذا الحدّ ولكن يبدو أن سلطات الكيان المحتل تريدها حرب إبادة شاملة باعتبارها الطريق الوحيد للقضاء على المقاومة المسلحة كلّفها ذلك ما كلّفها خاصة وأنها تلقت، مرّة أخرى ، ضوءا أخضر من واشنطن بعد أن اعتقد البعض ان إدارة بايدن قد تفرض هدنة مطولة على حكومة نتانياهو.

تريد السلطات السياسية للاحتلال شن عملية عسكرية مدمرة على مدينة رفح الحدودية بدعوى القضاء على كتائب القسام هنالك وان هذه العملية ستكون هي المحددة في مستقبل الحرب.

يعتقد الكيان المحتل أن توسيع عملياته العسكرية وعدم تسقيفها زمنيا هو الضامن لكسر شوكة المقاومة، لكن ظهر خلاف بين الحكومة ممثلة في رئيسها والجيش الصهيوني بشأن العملية العسكرية الواسعة التي يريدها ناتنياهو في رفح لأن الجيش يخشى من استفزاز السلطة المصرية بحرب على حدودها مباشرة مع احتمال خرق المجال الجوي او الاراضي المصرية وما قد ينجر عن ذلك من ردّة فعل محتلمة للقاهرة أدناها وقف التنسيق العسكري والاستخباراتي وهذا ما يفسّر التردد النسبي للقيادات العسكرية الصهيونية لكن لا يبدو ان هذا الحذر قد يحد من رغبة نتانياهو في تحقيق نصر طالما حلم به منذ اكثر من اربعة لأشهر عساه يكون منقذا له من الملاحقات القضائية باعتباره قد يصبح بطلا قوميا هذا بالطبع لو تمكن من كسر شوكة المقاومة بصفة نهائية.

لا يشك عاقل واحد في أن المقاومة الفلسطينية المسلحة قد تلقت ضربات بعضها مؤلم دون شك ولكنها مازالت الى حدّ اليوم قادرة على إيلام العدو والدليل ذلك الكمين الكبير الذي نفذته سرايا القدس جنوب شرق خان يونس حيث مازالت المعارك محتدمة ولا يبدو أن الاحتلال قادر على حسم عسكري لهذه المعركة خلال الاسابيع وحتى الاشهر القادمة ..

العنصر الوحيد الذي يلعب لفائدة الاحتلال هو تواصل الدعم الامريكي رغم كل شيء الا أنه لم يتمكن رغم ذلك من تحقيق أدنى أهدافه العسكرية : القضاء على المقاومة المسلحة وتحرير رهائنه وحتى العملية الأخيرة والتي تمكنت فيها قوات خاصة صهيونية من تحرير رهينتين كانتا محتجزين في شقة برفح.. لا يبدو أن هذا النجاح النسبي قادر على التمدد وتحقيق المزيد من تحرير الرهائن ،بل نعلم جميعا ان عدد الاسرى الاسرائيليين الذين قتلهم جيش الاحتلال في تزايد مستمر.

التاريخ لم يكتب بعد والمقاومة المسلحة مازالت فاعلة وقادرة على الإيلام كما أن التداعيات الاقليمية المتزايدة لهذه الحرب الظالمة قد تلقي بظلالها وتدفع الكيان المحتل قسرا إلى التراجع أو حتى الانسحاب.

لا أحد يمكنه اليوم أن يتوقع مآلات الحرب، لكن حسابات النصر والهزيمة مازالت مفتوحة رغم حرب الإبادة التي يشاهدها العالم على شاشات التلفزات.

معركة رفح – إذا حصلت – قد تكون الحاسمة، وكل ما نرجوه أن يكون ذلك عكس حسابات الاحتلال.

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115