بعد ثبوت اقتراف الكيان الصهيوني لجرائم ضد الإنسانية: المنعرج !

على امتداد هذه الأسابيع الستة للحرب الوحشية على قطاع

يأتينا الاحتلال الصهيوني في كل يوم بجريمة جديدة ضد الرضّع وضد الأطفال والنساء والرجال والمسنين.. جريمة التطهير العرقي وجريمة الإبادة الجماعية..جرائم بالجملة مع كم هائل من الأكاذيب والصلف والدعوات العلنية الى القتل والى الإبادة.

نحن أمام جنون دموي بدعم أمريكي قوي وأوروبي بصدد وصلف صهيوني منقطع النظير.

لقد دمرت الآلة الصهيونية عددا مهولا من البنايات وقتلت أكثر من 12.000 شهيد ويبقى العدد الفعلي ارفع من ذلك بكثير ،لكن ورغم اقتحام المستشفيات وتدمير البنايات وقتل المدنيين العزل لم تتمكن دولة الاحتلال بعد أكثر من 40 يوم من الحرب المسعورة أن تحقق أهدافها العسكرية ، بل لقد أظهرت ضعفا استخباراتيا فظيعا كذلك أمام مقاومة أضحت عصية على كل عمليات الاختراق السابقة.

إننا أمام تحول نوعي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لعله التحول الأهم علاوة على التطور الكبير لترسانة أسلحة المقاومة بما في ذلك الأسلحة المطورة محليا ، انه تطور التنظيم والتكتيكات العسكرية والقدرة على حماية المقاومة المسلحة من كل عمليات الاختراق .. قدرة لم تنل منها هذه الأسابيع الستة على قسوتها ودمويتها.

هذا التطور النوعي للمقاومة الفلسطينية منع الكيان المحتل رغم عتاده ورغم تفوقه العسكري في الأجواء ومدرعاته من تحقيق هدفه الأساسي :تقليم أظافر المقاومة قبل الإجهاز عليها.

وأمام تكرر الفشل الاستخباراتي الصهيوني لن تتمكن الآلة الحربية الإسرائيلية من تحقيق نتائج عسكرية ملموسة في وقت قصير لذلك تراها تنسج الأكاذيب حتى تبرر استمرار قصفها العشوائي عساها تجد ضالتها ولو بعد أشهر.

نحن اليوم أمام منعرج فعلي اذ تبين لكل ذي عقل سليم ونزيه زيف الدعاية الصهيونية وأننا أمام جرائم ضد الإنسانية لا يمكن أن تبقى دون ردع وان «حلم» القضاء على المقاومة الفلسطينية المسلحة انما هو من قبيل اضغاث الأحلام .والعالم لن ينسى اليوم وغدا نمن حرضّ وموّل ودعّم الآلة الدموية للاحتلال لاقتراف هذه الجريمة ضد الإنسانية.

يمكننا أن نؤكد منذ اليوم أن المقاومة الفلسطينية قد انتصرت رغم الثمن الباهظ الذي دفعه وسيدفعه الشعب الفلسطيني في غزة أساسا ولكن أيضا في الضفة وفي القدس.

وانتصار المقاومة (أي عدم قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها العسكرية) لا يعني نهاية المأساة الآن او اقتراب الحل السلمي أيضا اذ لا نعتقد أن اسرائيل ستقر بهذا الوضع الجديد الذي تراه مهددا لكيانها ،لن يقبل أيضا داعموها وأساسا أمريكا أن يكون للمقاومة دور سياسي وامني في المستقبل.

الأيام والأسابيع والأشهر القادمة ستكون صعبة للغاية لان الاحتلال لن يقرّ بهزيمته بكل يسر ،لكن المنعرج قد حصل ..كمنعرج سيغير كل التوازنات في المنطقة بشكل غير مسبوق، والعنوان الجديد هو ان دولة إسرائيل لن تضمن الحد الأدنى من الأمن لمواطنيها دون دفع ثمن سياسي واستراتيجي كبير وكبير جدا .ثمن قد يعصف بوحدتها الهشة ووجودها في حد ذاته.

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115