حركة نداء تونس والحبيب الصيد: نواب يتهمون الصيد بالانقلاب عليهم ونادمون على تعيينه

يبدو ان علاقة رئيس الحكومة الحبيب الصيد بحركة نداء تونس ستغادر منطقة التوتر، فالرجل الاول في الحكومة لطالما أغضب الحزب الاول في الانتخابات طوال سنة ونيف، لكن هذه المرة الغضب بلغ حد اعتبار عدد من نواب النداء ان الرجل واجهة للحكم وان حاشيته تسير الدولة لا هو

ولوحوا بتصعيد الموقف هذه المرة، وهو تصعيد يخفف من حدته رئيس الهيئة السياسية رضا بلحاج ويؤكد ان دعمهم للصيد سيستمر.
جاء قرار تعيين رئيس الحكومة الحبيب الصيد لمنير العريبي واليا على قفصة كقطرة ماء افاضت كاس حركة نداء تونس علىالرجل، فبعد هزات عديدة نجح الصيد في التقليل من تداعياتها على علاقته بالحزب الاول في الانتخابات التشريعية جاء قراره ليعيد العلاقة بينه وبين الحزب الى التوتر من جديد.

الصيد الذي طالما اتهمه الندائيون قبل وبعد ازمتهم الداخلية، بانه يتجاوزهم وهم من عينوه رئيسا للحكومة، وانه ينتصر لحزب الادارة في قراراته، تجاوز يوم الاثنين الماضي قادة حركة نداء تونس، صبيحة انعقاد اشغال الهيئة السياسية، ولم يستشرهم في قرار تعيين الوالي الجديد، وهو ما اعتبره بعض النواب تجاوزا للخطوط الحمراء. التي رسمت من قبل في حركة نداء تونس بعد ازمته، من بينها استشارة الحزب في كل القرارات الهامة، اعطاء الاولوية في التعيينات الهامة لمرشحي الحزب.
هذا التجاوز الذي قال عنه سفيان طوبال، الامين العام الوطني المكلف بالتعبئة والهياكل، انه كان مفهوما حينما كان الحزب يمر بازمته، في اشارة الي عدم استشارة الحبيب الصيد لهم في التحوير الوزاري الاخير وفي التعيينات السابقة له، لكنه اليوم بات غير مقبول خصوصا وان نداء تونس قد وجه ورقة صفراء لرئيس الحكومة مباشرة بعد تجاوز ازمته الداخلية.

تلك الازمة التي اعتبر طوبال ان الصيد ساهم في مفاقمتها بإقدامه على اجراء التحوير الوزاري مع اشغال مؤتمر سوسة 9 و10 جانفي 2016، وهو امر لم ينساه الندائيون وهو رفض الصيد تلبية دعوتين وجهتا له في جانفي الفارط للاجتماع بالقيادات الندائية الجديدة التي افرزها المؤتمر.

كل هذا اضافة لتجاهل التشاور مع النداء بخصوص السياسة العامة للبلاد كانت سبب غضب نواب نداء تونس على الصيد وفق ما المح اليه سفيان طوبال، الذي شدد هو ومجموعة من النواب، من بينهم محمد بن صوف، على ان الصيد لم يعد رجل المرحلة، بل اعتبروه قد فشل في تنفيد المطلوب منه.

فوفق تصريحاتهم، لم يقع ترجيح كفة الحبيب الصيد على كمال بن نصر، الا لمراهنة الندائيين على ان لديه خبرة في الملف الامني والملف الاقتصادي اضافة الى انه من الشخصيات التي تعتبر قريبة من الحزب، لكن هذا الرهان اعتبره طوبال و بن صوف قد فشل، وسردا تفاصيل الازمات التي عاشتها حركتهم مع الصيد.

هذه التفاصيل المتعلقة بالماضي يعتبرها النائبيان مراكمات ستحدد علاقتهم المستقبلية مع الصيد، حيث ناقش المجتمعون في الهيئة السياسية للحزب هذا الامر، في ظل شبه اجماع على ان الصيد اخطأ في تجاوز الحزب، لكن مع الاختلاف في اوجه رد الفعل ضده.
فطوبال الذي شدد على ان نواب الحزب سيتمسكون بمقاطعة اجتماع تنسيقية الاحزاب يوم غد ان شارك فيها الحبيب الصيد، فهم يرفضون حضوره مثلما رفضوا حضوره لاشغال الايام البرلمانية التي اجلت الاسبوع الفارط، ويتمسكون بالتصعيد معه لانه تجاوز كل المحظورات، وهناك ندم في الحزب على تعيين الصيد ».

فالصيد من وجهة نظر جزء من نواب حركة نداء تونس، عجز عن حل الملفات الشائكة وتجاهل مقترحاتهم، وبات اسيرا للمحيطين به وخصوصا مدير ديوانه الطيب اليوسفي ، الذي قال سفيان طوبال انه بات الحاكم الفعلي في الحكومة، وان الصيد بات « صورة »، وهذا ما اعتبره النائب عن حركة نداء تونس استمرارا في نهج الانقلاب على نداء تونس.

سفيان طوبال يعتبر ان « حزب الادارة » انقلب على نتائج الانتخابات وتجاوز الحزب الفائز فيها وبات هو من يحكم البلاد، مضيفا ان النداء ،بقية احزاب الائتلاف الحاكم قد اتفقت في اجتماع التنسيقية الفارط على توجيه تحدير للصيد بشان تواصل تجاهلهم اضافة لمطالبته باعادة النظر في قائمة المحيطين به.

هذا الغضب الذي دفع بسفيان طوبال الى اعتبار الصيد قد فشل في مهامه والتشديد علي ان النداء سيتبع سياسة تصعيدية وسيناقش مع حلفائه كل الامكانيات، يعبر عن راي يجد له معارضة في الحزب، حيث ان رضا بلحاج، رئيس الهيئة السياسية للنداء اعتبر ان ملف الصيد سينظر فيه وان الحزب ورغم غضب ابنائه من الصيد فانه سيدعم حكومته ولن يتبع سياسة تصعيدية.

قول رئيس الهيئة السياسية بان العلاقة وان توترت لن تبلغ مرحلة الصدام، جاء بعد ان اعرب الرجل في مكالمة هاتفية للصيد ومدير ديوانه الطيب اليوسفي عن «غضب الحزب » من تجاهل الصيد له وعدم استشارته قبل تعيين الوالي الجديد.

علاقة الصيد بحركة نداء تونس تسوء يوما بعد يوم، فرئيس الحكومة المدعوم من الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية نجح في اغاضة الندائيين في اكثر من مناسبة لكنه هذه المرة يبدو انه « داس على لغم » لن يتجاوز تداعيته الا بتقديم تنازلات للنداء الذي بات يطالب برؤوس المحطين به.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115