اليوم اجتماع مشترك بين مكتبها التنفيذي وكتلتها البرلمانية: النهضة تستعد لجلسة الغد مع متابعة الانزعاج الكبير لحليفيها في الحكم

لم تجد حركة النهضة ما يشغلها في تركيبة حكومة يوسف الشاهد، رغم تحفظها الكبير على بعض الأسماء المستقلة، وإنما وجدته في حليفيها حركة نداء تونس وحزب آفاق تونس اللذين عبرا عن انزعاجهما وقلقهما من التركيبة، انشغال ناقشته الحركة في اجتماع مكتبها التنفيذي

أول أمس والذي تمّ خلاله تأييد ما تقرر في الدورة الاستثنائية لمجلسها مجلس الشورى التي انعقدت في اليوم الموالي لتاريخ الإعلان عن الفريق الحكومي.

بعد انعقاد مجلسها للشورى ثمّ مكتبها التنفيذي، ينتظر أن تعقد حركة النهضة اجتماعا مشتركا بين أعضاء مكتبها التنفيذي وكتلتها البرلمانية بمجلس نواب الشعب اليوم الخميس من أجل رسم الخطوط النهائية لجلسة منح الثقة لحكومة الشاهد المقررة غدا الجمعة 26 أوت الجاري وتنسيق التدخلات، علما وأن نواب الكتلة كانوا قد شاركوا في الاجتماعين السابقين، الشورى والتنفيذي.

متابعة التفاعلات وقلق النداء وآفاق تونس
حسم مجلس الشورى للحركة موقفه بتزكية الفريق الحكومي وبذلك فإن كل مؤسسات الحركة مدعوة للالتزام بهذا القرار ومنها كتلة برلمانية مهما كانت مواقفهم، فالمهم لديها هو الانسجام في المواقف وترك الخلافات والاختلافات في بيتها الداخلي فقط، وفق مصادر من الحركة التي أوضحت أيضا أن اجتماع المكتب التنفيذي قد خصص في جانب منه للحديث عن وضعية حليفيها في الحكم، النداء وآفاق، وقلقهما من التركيبة المقترحة لحكومة الوحدة الوطنية، اهتمام يندرج في إطار سعي الحركة إلى ضمان نجاح مبادرة رئيس الجمهورية. وبينت ذات المصادر أن الحركة قد رحبت بقرار رئيس الحكومة المكلف بتوسيع دائرة المشاركة في هذه الحكومة وضمّ عدد من أحزاب المعارضة، وكذلك بدعم من المنضمات الوطنية، 3 منظمات كبرى، الفلاحة والأعراف والعمال، كي لا تكون حكومة محاصصة حزبية.
عضو المكتب التنفيذي للنهضة بدر الدين عبد الكافي أكد لـ«المغرب» أن اجتماع المكتب التنفيذي هو اجتماع دوري ويتابع التفاعلات في إطار موضوع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، مشددا على أن المكتب التنفيذي ملزم بما انتهى إليه مجلس الشورى المنعقد مؤخرا وما جاء في البيان الصادر عنه والذي يعدّ مقارنة بالأحزاب الموجودة متزنا ويعبّر صراحة عن موقف الحركة المساند لحكومة الشاهد والتي عبرت عنه أيضا منذ الإعلان عن المبادرة، كما تمّت أيضا تزكية الفريق الذي تمّ اختياره في الحكومة المنتظرة ويتولى المكتب التنفيذي متابعة التفاعلات الموجودة والاستعداد رفقة الكتلة لجلسة منح الثقة.

النهضة تدفع نحو الإسراع بتشكيل الحكومة
بالنسبة إلى الاختلافات في وجهات النظر، قال بدر الدين عبد الكافي إن الحركة كانت لها بعض الملاحظات سيتم تقديمها إلى رئيس الحكومة المكلف فقط ورغم ذلك لم يتم التطرق لهذه المسألة بل تمّ تأكيد المشاركة في الحكومة وتثبيت الفريق المختار من الحركة ومساندة الحكومة، مشيرا إلى أن قضية الاختلافات في وجهات النظر هي مسألة طبيعية ودائما هناك رؤى ومقاربات مختلفة ولكن الحركة واعية بحساسية المرحلة وتدفع نحو الإسراع بتشكيل الحكومة واعتبار أن ضمّ هذه الحكومة لطيف واسع من الساحة السياسية هو مكسب للبلاد والتأكيد على ضرورة تغليب المصلحة الوطنية والقضايا التي تجمع كل القوى والحاجة إلى تقديم الحلول الضرورية وتجاوز المرحلة الصعبة. هذا وبين محدثنا أن الحركة عندما تعطي ثقتها للحكومة تعطيها كاملة ومنحها الوقت الكافي لإثبات نفسها وأداء مهامها على أكمل وجه مع التأكيد في ذات الوقت على الإسراع في العمل وسيتولى البرلمان مراقبة أدائها ومدى التزامها بتعهداتها وخاصة الأولويات الموجودة في وثيقة قرطاج.

يوم فقط يفصلنا عن جلسة تزكية حكومة يوسف الشاهد، يوم ستكشف خلاله مواقف بقية الأحزاب، المساندة من عدمها، علما وأن حركة النهضة عبرت عن مساندتها الكاملة للحكومة، ونفس الشيء بالنسبة لنداء تونس رغم الخلافات التي مازالت قائمة بين نواب كتلتها، وكذلك حركة مشروع تونس التي ستساند هي الأخرى الحكومة لكن بشروط، في حين أن الجبهة الشعبية لن تمنحها الثقة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115