أحداث بن قردان: بداية النهاية للحلم «الداعشي» الارهابي بتونس

تواصل قوات الجيش والأمن التونسي مطاردة «فلول» الارهابيين في مدينة بن قردان ومحيطها، بعد ان تمكنت يوم الاثنين الفارط من القضاء على اكثر من 40 ارهابيا شاركوا في محاولة فاشلة للسيطرة على المدينة ويستمر القضاء والقبض على من فرّ من مواجهات اليوم الاول، بعد فشل حلمهم الارهابي .

لليوم الثالث تتواصل العملية الامنية في مدينة بن قردان الحدودية، بعد ان هاجمت مجموعة ارهابية ثكنة للجيش ومجمع امني بها يوم الاثنين الفارط. كما تتواصل النجاحات الامنية في القضاء على ارهابيين لترتفع الحصيلة الاولية الى 46 شخصا. وعدد القتلى من الارهابيين المرشح للارتفاع يضاف اليه ايقاف 12 ارهابيا هم قيد التحقيق لدى الفرق المختصة بمكافحة الارهاب.

نجاح وحدات الجيش والأمن الوطني، رغم تقديم شهداء منها في العمليات، في صدّ الهجوم الاول للمجموعات الارهابية قبل ان يقع الانتقال من ردّ الفعل الى عملية امنية لاتزال قائمة، مثلّ ضربة قاصمة لتنظيم «داعش» الارهابي الذي يرجّح ان يكون خلف الهجمات الفاشلة.

حيث ان التنظيم الارهابي الذي دفع بأتباعه الى تنفيذ هجمات على مدينة بن قردان للسيطرة عليها وإعلانها «امارة»، وجنّد العشرات لتنفيذها، بات اليوم يحاول اخراج افراده من المدينة وتقليل خسائره.
فالعملية الارهابية التي بحث من خلالها التنظيم الارهابي عن استظهار قوته والسيطرة على المدينة وان لساعات، جرت بما لم يستعد له الارهابيون وهو ما تبينه المؤشرات والتحقيقات الاولية.

فبفشل محاولة الهجوم في بدايته وجد الارهابيون انفسهم دون مخطط مسبق مما دفعهم لمحاولة الفرار من المدينة او الاختباء، وهو ما تبينه التطورات في اليومين الفارطين، حيث القي القبض في الساعات 48 الماضية على 5 ارهابيين اثناء هربهم واختبائهم. كما تستمر ملاحقة عدد اخر في محيط المدينة، في ظلّ معطيات اعلامية عن شهود عيان بوجود مصابين في صفوف التكفيريين و التخلي عن اسلحتهم لصرف الشبهة عنهم.

هذا الانباء التي تؤكّد فشل المخطط الارهابي دفعت بأحد المنتسبين للتنظيم الارهابي من التونسيين في سوريا الى نشر شريط مسجّل وضعت عليه علامة التنظيم وجّه فيه تهديدات للتونسيين بان مجموعته الارهابية لم تهزم في بن قردان وأنها لا تخاف الموت.
محاولة نفي الهزيمة وإعلان القوة تكشف ان المخطط الارهابي انتقل من مرحلة استعراض القوة على التراب التونسي الى محاولة الحفاظ على تماسك المجموعة الارهابية بعد الضربة الاخيرة التي تلقتها وكلفتها مقتل وفرار اتباعها اضافة للكشف عن 4 مخازن للأسلحة تابعة لها، اخرها يوم امس.

ثقل الخسائر المادية والبشرية التي مني بها الإرهابيون تضاف اليها «الضربة النفسية» التي تتمثل في فشل مخطط ارهابي وضع منذ فترة زمنية هامة وجنّد من اجله عناصر التنظيم الارهابي في المدينة واستقطب لتنفيذها اخرين من ليبيا.
فشل مخطط الارهابيين في مدينة بن قردان، وخصوصا مراهنتهم على دعم حاضنة شعبية، ستكون له انعكاسات هامة عليهم، فالتنظيم الارهابي الذي نجح في الانتشار تحت سطوة الخوف اراد ان يكّرر خطته للسيطرة على مدن عراقية وسورية في هجومه على مدينة بن قردان لكنه فشل في المراحل الاولى.

وفي تجربة التنظيم الارهابي بالعراق وسوريا كانت هزائمه متتابعة فبعد سنة من السيطرة على المدن هناك تتالت خسائر التنظيم وفقد ورقته الابرز وهي «الخوف» كما فقد ابرز اتباعه في العملية الاخيرة مما يعني ان «حلم» السيطرة على منطقة في التراب التونسي قد ولّى ولن يبحث التنظيم الارهابي في الاشهر القادمة عن تكرار هجمات لن يكون بمقدوره تحمل تكلفتها، خصوصا وانه بات يعاني من صعوبات عديدة في ليبيا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115