حكومة الوحدة الوطنية: اتحاد الشغل لا يقدم صكا على بياض

لا تخفي رئاسة الجمهورية خوفها من أن يسحب الاتحاد العام التونسي للشغل دعمه لمشاورات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية أو أن يضع شروط يصعب تحقيقها، وهو ما أعرب عنه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في لقاء الأربعاء الفارط مع إشارته الى ان ذلك لن يترك له

غير خيار إعلان فشل المبادرة وتحميل المسؤولية للمتسبب في ذلك.
منذ أن أطلق مبادرته الداعية لتشكيل حكومة وحدة وطنية في 2جوان الفارط، يدرك رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي أن الشرط الأساسي لنجاحها قبول اتحاد الشغل بالمشاركة فيها، وان اقتصرت المشاركة على المشاورات وإعداد البرنامج دون الدخول في الحكومة، كما صرح الأمين العام للاتحاد حسين العباسي.

هذا التأكيد على أن المشاركة لن تمتد لتكون دخولا في الحكومة لطالما كرّره حسين العباسي في اللقاءات التشاورية الأربعة كلما أعلن عن مواصلة الاتحاد دعمه للمبادرة، لكن اللقاء الأخير (الرابع) كان مختلفا فقد انعقد في ظل تعليق عمل لجنة الخبراء التي شكلت منذ اللقاء الثالث بتاريخ 22 جوان الفارط، وذلك بسبب تأخر الاتحاد في تقديم مقترحاته (قدمها يوم الأربعاء الفارط).

تأجيل تقديم الاتحاد لمقترحاته وعقده للقاءات مع عدد من أحزاب المعارضة بالإضافة لبروز أراء صلب المكتب التنفيذي للمنظمة الشغيلة تتحدث عن الانسحاب من المبادرة أن لم يتضمن برنامج الحكومة القادمة حلولا للازمات الاجتماعية، دفع رئيس الجمهورية في لقاء سابق الى التوجه للامين العام للاتحاد بكلام مباشر مفاده أن اتحاد الشغل مطالب بالتعامل «بجدية» مع المشاورات والمبادرة وانه ان قرر سحب دعمه عليه ان يقول ذلك لتعلن الرئاسة عن فشل مبادرتها. ليكون الرد مرة أخرى أن الاتحاد يدعم المبادرة ولكن بشروط «موضوعية» أهمها برنامج الحكومة القادم.

موقف الاتحاد وضحه نور الدين الطبوبي، عضو المكتب التنفيذي، في تصريح لـ«المغرب» قال فيه ان الاتحاد يشارك في المشاورات لإحساسه بالمسؤولية ولكنه لن يدعم مبادرة تقوم على «الشعارات البراقة فقط».
حيث ان الاتحاد الذي يشارك ممثله اليوم مساءا في أشغال لجنة الخبراء المكلفة بصياغة وثيقة تأليفية للبرنامج وأولويات الحكومة القادمة، يضع شرطا لمواصلة مشاركته في المشاورات المتعلقة بالمبادرة وهو وضع معالجة الملف الاجتماعي كأولوية وان لا يقتصر ذلك على الوعود وإنما الممارسة.

هذا الشرط الذي يعبر عنه أكثر في مقترحات يشرحه أكثر نور الدين الطبوبي بان برنامج الحكومة القادمة يجب أن يعنى بمعالجة الملفات و القضايا الاجتماعية الحارقة بجدية عوضا عن «شعارات وكلام إنشائي»، ويعتبر أن موقع الملف الاجتماعي هو من سيحدد ايجابية المشاورات التي بموجبها يحدد الاتحاد هل يستمر في دعمه ام ينسحب، ليعرب عن ذلك صراحة بقوله إن الاتحاد سينسحب من المبادرة إن استشعر أن المبادرة لا تتضمن إلا «شعارات» هم لن يتحملوا مسؤوليتها .
تلويح الاتحاد بسحب دعمه للمبادرة، لا يعني أن اتخذ قراره نهائيا بذلك او ....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115