مبادرة حكومة وحدة وطنية تكشف أوراق لعب أحزاب الائتلاف الحاكم: النداء: صراع داخلي على الرئاسة.... النهضة: تأجيل لترتيب البيت الداخلي ... الاتحاد الحر: الانتقام من النداء .... آفاق تونس: غياب الضغوط يحسن التفاوض

يبدو أن مفتاح فهم ما يحدث من تطورات صلب أحزاب الائتلاف الحاكم يمر من فهم ما جدّ في اللقاء الذي جمعها برئيس الجمهورية يوم الخميس الفارط والوقوف عند طلب محدّد وجه إليهم وهو كشف مواقفهم «بوضوح وجدّية» وإدراك أن هناك آجالا مضبوطة.

وهو ما انعكس في النهاية على الصورة العامة لتتضح رؤية الأحزاب وتصوّرها للمبادرة والانتهاء بكشف أوراق لعبها برمتّها، وليكون اللعب بين الأحزاب «بالمكشوف».
الوضوح الذي غاب عن مواقف أحزاب الائتلاف الحاكم من مبادرة حكومة وحدة وطنية طوال الأسبوع الفارط باستثناء إعلانها عن دعم المبادرة بصفة عامة، وهو دعم اتضح انه « هلامي» حينما كشفت تفاصيله في لقاء القصر، فلكل حزب من أحزاب الائتلاف الحاكم الأربعة تصوره الخاص للدعم يصل حد إفراغ المبادرة وجعلها في خانة تحوير وزاري معمّق أو تمديد آجال تنفيذها.

لكن قصر لقاء قصر قرطاج لم يكشف إلا قمة جبل الجليد، فكل حزب وان أوضح موقفه وتصوره، فقد حافظ على أوراق لعبه ومحاولة كسب أكثر ما يمكن من أرباح. لكنها تكشف بالتطورات الداخلية صلب الأحزاب.

إذ أن حركة نداء تونس تبحث عن الظفر برئيس الحكومة وان اختلفت شخصية مرشحها بين تيارات وهياكل الحزب، في الطرف الأخر حركة النهضة تبحث عن ربح وقت لحسم خلافات داخلية في تصور التعاطي مع المبادرة وما تغنمه منها، ليقف الاتحاد الوطني الحر كمدافع عن وجوده عبر ما يمكن أنّ يحققه من المبادرة، فيما ينتظر آفاق تونس اتضاح الرؤية ليحدد متى ينخرط في اللعبة.

حركة نداء تونس أزمة داخلية جديدة
اول الاحزاب التي سارعت باعلان دعمها لمبادرة رئيس الجمهورية ووضع كلّ بيضها في سلة الرئيس والمراهنة على ان زمن الحبيب الصيد انقضى، هي حركة نداء تونس التي باتت تتحرك على انها قاطرة المبادرة وتعقد لقاءات تشاورية لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
خطوة أرادت منها الحركة ان تضمن أن يكون رئيس الحكومة من صفوفها لصيد أكثر من عصفور بحجر واحد، استقرار الحزب وتجاوز الأزمة، والإطاحة بالحبيب الصيد.

لكن هذه المطامح أدت إلى أن تنتقل الأزمة إلى الحزب، فهو قد انقسم الى ثلاث مجموعات تلتقي في العموميات المتعلقة بالمبادرة ولكنها تختلف في اسم المرشح لرئاسة الحكومة. فالمجموعة المقربة من حافظ قائد السبسي المدير التنفيذي للحزب ونجل رئيس الحكومة تنزل بثقلها لدعم ترشيح وزير المالية سليم شاكر وهو ما كان لها في اجتماع الهيئة السياسية الأخير.

اجتماع تم الرّد عليه باجتماع لكتلة الحركة التي اختارت بعد التصويت ترشيح ناجي جلول للمنصب بأغلبية نسبية، وين هذين تقف مجموعة ثالثة تعلن أنها الأقرب لقصر قرطاج تفضل أن يترك الخيار بيد رئيس الجمهورية منذ البداية، لإدراكها أن أوراق اللعب برمتها بيده وان أي خطوات تتخذ لا تعدو أن تكون مناورات.

هذا الخلاف تعكسه تصريحات كل من عبد العزيز القطي المتحدث باسم الحركة وسفيان طوبال رئيس كتلتها فهما وان تمسّكا بحقهما في ان يكون رئيس الحكومة من حركتهما فأنهما حاولا تجنب الرد عن مرشحهم والاكتفاء بالقول انه لم يحسم بعد رغم انهما كانا من المشاركين في لقاء الهيئة السياسية التي دعمت ترشيح سليم شاكر وفي اجتماع الكتلة البرلمانية التي دعمت ترشيح ناجي جلول.
الخلافات بين الندائيين تزول أن تعلق الأمر بنقطتين، الأولى هي ان الحكومة القادمة يجب ان تكون حكومة سياسية برمّتها وان يقع التخلي عن «التكنوقراط» والإداريين باعتبار أن المرحلة «سياسية» وتضمحل في النقطة الثانية المتعلقة بتقليص عدد الوزارات والاتجاه

لتشكيل أقطاب وزارية
النهضة تصدير الأزمة وربح الوقت
وضوح الموقف العام لحركة نداء تونس من مبادرة الرئيس ودعمها المطلق مع البحث عن ترؤس هذه الحكومة يقابله تعاطي مختلف من حركة النهضة التي أعلنت دعمها للمبادرة بعد اقل من 24 ساعة عن إعلانها في بيان وقعه رئيسها راشد الغنوشي اكد فيه على الدعم وعلى ضرورة الاسراع في تنفيذ المبادرة لتجنب ما اسماه «الانتظارية».

لكن هذا الموقف عبر .....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115