انطلاق حملة الانتخابات التشريعية : استعار التنافس بين أنصار 25 جويلية

انطلقت حملة الانتخابات التشريعية ورغم بدايتها المحتشمة نسبيا الا انها حملت في طياتها ما ينبئ بتسارع وتيرة التنافس الانتخابي بين اكثر من 1050 مترشح ومترشحة،

خاصة اذا تعلق الامر بالمترشحين المنتسبين لمسار 25 جويلية والذين باتوا في صراع مفتوح فيما بينهم.
منذ بداية مسار الانتخابات التشريعية برز بشكل جلي ان المشهد السياسي في البلاد يهيئ لعملية فرز جديد تتم صلب مسار 25 جويلية، ومع تقدم المسار اتضح ان التنافس الانتخابي لن يقتصر على من يمثلون الشعب وإرادته بل كذلك على من يمثلون مشروع مسار 25 جويلية.
مسار جعل لنفسه انصارا عديدين هم اليوم محل تنافس، بين ثلاثة تيارات بارزة صلبه، الاحزاب التي دعمت الرئيس طوال فترة الاستثناء ولاتزال كذلك الى حد اليوم تدعمه وتامل في ان يحقق لها الدعم قاعدة شعبية وانتخابية هامة تساعدها على الفوز، ولكنها تتنافس للفوز بهذه القاعدة الانتخابية مع اطراف عدة لا فقط فيما بينها.

فالاحزاب الداعمة للمسار ابرزها طرفان حركة الشعب وتونس الى الامام وقد تقدم كلا الحزبين بمترشحين لم يكشف بعد عن عددهم ولا عن الدوائر الانتخابية التي تقررت المنافسة فيها لا فقط ضد مترشحين مستقلين بل ضد تيارات ومجموعات سياسية تقدم نفسها هي الاخرى على انها من عناصر مسار 25 جويلية وداعمة للرئيس. اي ان التنافس الانتخابي سيتجاوز ذلك ليكون منافسات ثانوية ورئيسية تتضمن صراعا بين الاحزاب والمجموعات غير المهيكلة في تنظيم سياسي تقليدي على غرار مجموعة الانتصار للشعب او حراك 25 جويلية وكلتا المجموعتين تتقدمان على انهما امتداد شعبي لمسار 25 جويلية وتعبير جدي عنه.

هذا التقسيم صلب جسم انصار مشروع الرئيس السياسي سواء من التحقوا به قبل 25 جويلية 2021 او بعده واصطفوا خلفه وخلف خياراته السياسية لم يكن وليد الحملة الانتخابية بل قبلها باسابيع اذ بات التنازع الداخلي صلب هذا الخليط غير المتجانس من الانصار قائما على هدف وحيد وهو اي مجموعة هي الامتداد الطبيعي لمشروع الرئيس ومسار 25 جويلية.اي اي مجموعة ستنجح في اقناع الرئيس والتونسيين بانها المنتسب الاصلي لمشروع سياسي جل عناصره لازالت غامضة وما اتضح منه برزت تناقضاته الحادة.

تنافس ادى الى تنازع وصدام في مرحلة جمع التزكيات التي كشفت عن مدى تناغم انصار 25 جويلية والى اي حد قد وصل الصراع صلبهم اذ بلغ مرحلة التجريح والشتم والتخوين الصريح لبعضهم البعض، سواء أكانوا احزابا او مجموعات او افراد.

العائلات الثلاث التي تتقدم على انها امتداد لمسار 25 جويلية ومناصرة للرئيس، المشروعيين او المتطوعين وهؤلاء اليوم يتقدمون الى الانتخابات التشريعية في اطار تحالف غير رسمي ، ينافسون بشكل مباشر احزابا سياسية داعمة بدورها لمسار 25 جويلية وللرئيس والتي تصارع اليوم على واجهات عدة، انتخابية وسياسية اذ ان معركها ليست فقط حول الفوز في الانتخابات وقياس مدى شعبيتها بل معركة وجودها واذا خسرت سينتهي دورها.

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115