عدة رسائل إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد وإلى حكومة نجلاء بودن، تجمع نقابي تحدث خلاله الطبوبي عن عدة ملفات حارقة وعالقة ليرفع من جديد خطوطه الحمراء أمام التفويت في المؤسسات العمومية رغم تطمينات الرئيس في هذا الشأن، كما وجه الأمين العام وبصفة مباشرة ولأول مرة دعوة إلى الرئيس للنظر في تأجيل الانتخابات التشريعية المقررة يوم 17 ديسمبر المقبل، ليشدد على أن العمل البشري قابل للتقييم والموفق الطبوبي فإن العبرة ليست بالشعارات بل بالممارسة، والاتحاد يأخذ معلوماته من تصريحات مديرة صندوق النقد الدولي والتي مفادها أن برنامج الحكومة التونسية في البرنامج الإصلاحي الذي تقدمت به فيه تفويت في المؤسسات العمومية، قائلا «عندما يتكلم وزير الاقتصاد والتنمية وأنا لا أسميه وزيرا للاقتصاد بل وزيرا جاء للتدمير بأفكار ليبرالية متوحشة لم تعرفها البلاد في تاريخها وعندما تصرح وزيرة المالية وتتحدث عن المؤسسات الإستراتيجية..مؤسساتنا تحتاج إلى الإصلاح مع الإبقاء على العنوان الرئيسي أي عموميتها..يتحدثون عن التسريح وإعادة الهيكلة الاجتماعية وليس لهم منهج سياسي ورؤية واضحة من أجل الإصلاح..ما هكذا تسير الدولة ولا بدّ من وجود إرادة ونظرة شمولية للإصلاح».
إصلاح المؤسسات العمومية حالة بحالة
«الاتحاد أنظف من النظافة ومن له ملف فليقدمه إلى القضاء»، وهو مستعد لإصلاح المؤسسات العمومية حالة بحالة على أساس المحافظة على ديمومتها وعموميتها، حسب تأكيد الطبوبي الذي أبرز أن الاتحاد قد فضّل خلال المدة الأخيرة عدم انتهاج سياسة سكب الزيت على النار واختار سياسة التهدئة والتقليل من الحضور الإعلامي تجنّبا للمناكفات والتجاذبات، لكنه أكّد على أن دعم المؤسسات العمومية يجب أن يقترن مع الترفيع في الاستثمار العمومي وتعيين المسؤولين عن تسييرها على أساس برامج للأهداف، قائلا «آخر تنبيه أرفعه هو أن الاتحاد لن يدخل في الصراعات السياسية وانه ليس حزبا سياسيا كما يدعي البعض ولن ينافس في الانتخابات الرئاسية او في الانتخابات التشريعية..الأوضاع السياسية والتجاذبات قد ألقت بظلالها على الأوضاع الاجتماعية كذلك على الاتحاد..».
الاتحاد ليس عجلة خامسة
وأضاف الطبوبي في التجمع العمالي أن الاتحاد يطالب بالعدالة الجبائية وهو ليس عجلة خامسة، واعتبر أنه لا يمكن تجزئة الحريات العامة عن حقوق الإنسان من ذلك حرية التعبير والعمل النقابي والتنظم والتظاهر في كل المجالات الأساسية، قائلا « قدرنا ألا نعيش في مناخ تكميم الأفواه وليس مقدرا على التونسيين العيش تحت الدكتاتورية والقمع بل لهم أن يرسموا من خلال ممارستهم حقوقهم في بلادهم واقعا يستجيب لتطلعاتهم ..». هذا وتحدث الطبوبي عن أزمة التعليم الأساسي وشدد على ضرورة إيجاد حلول لها في الساعات القادمة وسيجري عدة اتصالات مع كافة الأطراف من أجل التوصل إلى اتفاق بين الجامعة ووزارة التربية من أجل وضع حدا لهذه الأزمة مع ضمان كرامة المربين ويمكن من عودة التلاميذ والمدرسين إلى مؤسساتهم التربوية.
وقفة تأمل
كما أكد أن للاتحاد رؤية سياسية، مشيرا إلى أن البلاد مقبلة على انتخابات تشريعية لم يتكلم عنها الاتحاد منذ مدة، داعيا إلى النظر في تأجيل الانتخابات التشريعية حتى تكون تركيبة مجلس النواب الجديد تعبيرا عن إرادة الناخبين. وتوجّه الطبوبي بدعوة إلى رئيس الجمهورية قيس سعيّد للقيام بقراءة موضوعية والتأني والتعقل والقيام بمراجعات ووقفة تأمل حقيقية من أجل توفير متطلبات نجاح المحطة الانتخابية التشريعية، معتبرا، أن أي عمل إنساني لا يخلو من نقائص وعدم تقدم أي مترشح بأكثر من دائرة انتخابية دليل على وجود عدة هنات في القانون الانتخابي الحالي. وشدد على ضرورة أن يكون الإطار التشريعي المنظم للانتخابات ضامنا لحق الترشح ويسمح بالمنافسة على أساس البرامج، مبيّنا، أن مواقف المنظمة العمالية نابعة من استقلالية قرارها وهي أبعد ما تكون عن تبني موقف لأي طرف سياسي سواء في الحكم أو المعارضة، والحيلة في ترك الحيل والفرصة أمامنا لإنقاذ البلاد ورسم الخيارات بإمكانياتنا وقدراتنا، والمسؤول الحكيم هو الذي يقوم بخطوة إلى الوراء من أجل المراجعة وهذا ليس بضعف. راجعة وان القرآن فقط لا يغير.
الطبوبي أمام تجمع عمالي في مقر وكالة التبغ والوقيد: «قدرنا أن لا نعيش في مناخ تكميم الأفواه..وندعو الرئيس إلى التأني والقيام بمراجعات لإنجاح العرس الانتخابي»
- بقلم دنيا حفصة
- 10:52 11/11/2022
- 660 عدد المشاهدات
وجه الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل يوم أمس خلال إشرافه على التجمع العمالي النقابي أمام مقر الوكالة الوطنية للتبغ والوقيد الذي كان تحت شعار «لا للتفويت في القطاع العام»،