خاص: الباروميتر السياسي – لشهر ماي 2016 :انخفاض طفيف في تشاؤم التونسيين

ارتفاع نسبة الرضا الكبير على آداء رئيس الجمهورية
ناجي جلول يحلق من جديد فوق الجميع
في آخر باروميتر سياسي قبيل شهر رمضان أنجز ثلثاه قبل الحوار التلفزي لرئيس الجمهورية وثلثه الأخير بعده يتضح أن معنويات التونسيين تحسنت بصفة طفيفة رغم صبغتها السلبية إجمالا كما نلاحظ في منسوب الرضا الكبير على أداء رئيس الجمهورية.


أما على مستوى مؤشري الثقة والمستقبل بالنسبة للشخصيات السياسية فقد تفوق مرة أخرى ناجي جلول وزير التربية على كل منافسيه وبفارق كبير للغاية...

مازال أغلب التونسيين يعتبرون أن البلاد تسير في الطريق الخطإ رغم انخفاض هذه النسبة من 63,7 % في شهر أفريل إلى 62,2 % في شهر ماي.. ويعود هذا الانخفاض بالأساس إلى ناخبي نداء تونس الذين انخفضت نسبة تشاؤمهم بأكثر من ست نقاط في حين لم تنخفض هذه النسبة إلا بنقطتين عند القاعدة الانتخابية النهضوية...

نسبة التشاؤم مرتفعة بالأساس في ولايات تونس الكبرى (تونس وأريانة وبن عروس ومنوبة) والشمال الشرقي (بنزرت وزغوان ونابل) وصفاقس والجنوب الغربي (قفصة وتوزر وقبلي) وهي في حوالي الثلثين في كل هذه الجهات ويبقى الجنوب الشرقي (قابس ومدنين وتطاوين) المنطقة الأقل تشاؤما (50,6 % فقط) تليها ولايات الشمال الغربي (باجة وسليانة والكاف وجندوبة) بــ 52,8 % ونلاحظ أيضا انخفاضا ملموسا في منسوب التشاؤم في ولايات الوسط الشرقي (سوسة والمنستير والمهدية).

والواضح هنا أن التباين الهام في نسب التفاؤل بين مختلف جهات الجمهورية لا يخضع لمحددات اقتصادية واجتماعية مباشرة بل إلى تنوعات ذهنية وانثروبولوجية معقدة تعطي تلونا خاصا لمختلف جهات البلاد...

عندما ندرس المتغيّر الجيلي في نسب التشاؤم نجد أن الفئة العمرية الأكثر تفاؤلا هي فئة الكهول الأربعينيين (من 41 إلى 50 سنة) وهي الفئة العمرية الوحيدة التي تكاد تتعادل فيها نسبتا التشاؤم والتفاؤل، أما الفئات الأكثر تشاؤما فنجدها في طرفي السلم العمري... فئات الشباب وخاصة من هم في بداية حياتهم العملية (31 - 35 سنة) وكذلك فئة ما فوق ستين سنة.. ولهذه المفارقة تفسير أولي مفادها أن الكهول النشيطين (36 - 59 سنة) هم الذين يعتقدون بأن لديهم تأثيرا إيجابيا إلى حد ما على حياتهم اليومية وعلى الحياة العامة أيضا بينما يفقد هذه الثقة النسبية من غادر الحياة العملية أو من لم يدخلها بعد...

والطريف أننا لا نجد في المتغيرين الجنسي والاجتماعي فوارق تذكر.. فالرجال أكثر تشاؤما من النساء بثلاث نقاط فقط بينما نجد أن الطبقة المرفهة وكذا الطبقة الوسطى العليا هما الأكثر تشاؤما مقارنة بالطبقة الوسطى السفلى وبالطبقة الشعبية ولكن وفي كل الحالات يبقى الفارق دون أربع نقاط...

الثقة مرتفعة نسبيا في رأس السلطة التنفيذية
يبقى منسوب الرضا على الأداء مرتفعا في رأس السلطة التنفيذية رغم غلبة التشاؤم على النفوس.. والملاحظ أن رئيس الجمهورية هو المستفيد الأبرز عندما نقارن بين منسوبي الثقة الكبيرة إذ نجد أن الفارق بين صاحب قرطاج وصاحب القصبة هو في مستوى عشر نقاط كاملة... وما يمكن أن نضيفه هو الاستحسان الذي وجده حوار رئيس الدولة ودعوته إلى حكومة وحدة وطنية فالفرق يصل إلى مستوى ثماني نقاط بين العينة المستجوبة قبل الحوار (اثنتان تقريبا) والثلث المستجوب بعده...

ولكن رغم هذا يبقى خمس التونسيين غير راضين بالمرة على أداء رئيس الجمهورية بينما تنزل هذه النسبة إلى 16 % بالنسبة لرئيس الحكومة.

ناجي جلول في الصدارة مرة أخرى
مازال ناجي جلول هو الشخصية السياسية التي تتمتع بأهم منسوب من الثقة الكبيرة... وهو لم يكتف بالمحافظة على الصدارة بل عمّق الفارق بينه وبين ملاحقيه المباشرين الباجي قائد السبسي وعبد الفتاح مورو بسبع نقاط كاملة...

الحبيب الصيد مازال محافظا على المركز الرابع بـــ 36 نقطة متأخرا بـــ 12 نقطة على وزير التربية ويختم خماسي الطليعة مرة المهدي جمعة ولكن يتأخر بعشرين نقطة عن صاحب المركز الأول...

أما في بقية المراكز فلا جديد يذكر سوى احتلال محسن مرزوق وسليم الرياحي والهاشمي الحامدي وحافظ قائد السبسي وفوزي اللومي المراتب الخمس الأخيرة...

وعندما نرى مؤشر الثقة الكبيرة عند القاعدة الانتخابية الندائية نرى التفوق الساحق لناجي جلول (60 نقطة) متقدما على محمد الناصر بـــ 28 نقطة كاملة ويبقى سعيد العايدي في الثلاثي الأول متقدما بدوره بصفة واضحة على رضا بلحاج (14 نقطة) ومحسن مرزوق (12 نقطة) وفوزي اللومي بــ 6 نقاط.. أما حافظ قائد السبسي فقد غاب عن المراكز الستة الأولى.
في الخماسي النهضوي لا جديد يذكر سوى التقدم المعتاد لعبد الفتاح مورو والتنافس على المراكز الباقية بين سمير ديلو وحمادي الجبالي وراشد الغنوشي وعلي العريض...

أما مؤشر مستقبل الشخصيات السياسية والذي لا نحتسب فيه الباجي قائد السبسي باعتباره قد أعلن منذ مدة عن عدم الترشح لولاية ثانية فنجد تقريبا نفس الترتيب مع فارق طفيف وهو تقدم المهدي جمعة على الحبيب الصيد ثم خروج محمد عبو من الخماسي الأول ودخول سمير ديلو إليه وهكذا يكون الترتيب: ناجي جلول فعبد الفتاح مورو ثم المهدي جمعة فالحبيب الصيد وسمير ديلو: نهضويان وندائي ومستقلان قد نجد بعضهم في الانتخابات الرئاسية القادمة...

وعندما نتفحّص هذا المؤشر بالنسبة للقاعدة الانتخابية لنداء تونس نرى أن الأمور مستقرة بنسبة كبيرة فالناجي جلول متقدم على الجميع وبفارق كبير والمرتبة الثانية تعود مرة أخرى لسعيد العايدي ثم محمّد النّاصر بينما يتنازع على المرتبة الرابعة محسن مرزوق ورضا بلحاج (الوافد الجديد في هذا الباروميتر) وفي مؤخرة القافلة نجد حافظ قائد السبسي وفوزي اللومي.
أما الخماسي النهضوي فلا جديد يذكر فيه: مورو دائما في الطليعة يتبعه سمير ديلو وعلي العريض حافظ على المرتبة الخامسة ولكن هذه المرة صعد راشد الغنوشي إلى المركز الثاني تاركا مكانه القديم لحمادي الجبالي...

ولعبة الكراسي الموسيقية مازالت متواصلة والرهانات الانتخابية الجدية مازالت بعيدة على أذهان عامة التونسيين... ولكن الأمر مختلف ولاشك بالنسبة للسياسيين الطامحين للترشح لأعلى المناصب.. وتوجهات الرأي العام كما يعبّر عنها هذا الباروميتر الشهري قد تؤسس لأحلام وتسفّه أخرى... ولكن يبقى القول الفصل دائما للصندوق ولإرادة الناخبين...

يتبع
في حلقة قادمة
نظرة التونسي وتقييمه للأوضاع
ثقة التونسي في المؤسسات والهياكل والأحزاب

الجذاذة التقنية للدراسة
العينة: عينة ممثلة للسكان في الوسط الحضري والريفي، مكونة من 1052 تونسي تتراوح أعمارهم بين 18 سنة وأكثر.
تم تصميم العينة وفق طريقة الحصص (Quotas)حسب الفئة العمرية، الولاية، الوسط الحضري أو الريفي.
طريقة جمع البيانات: بالهاتف
CATI (Computer Assisted Telephone Interviewing, Call-Center)
نسبة الخطأ القصوى 3,0 : %
تاريخ الدراسة: من 31 ماي 2016 إلى 03 جوان2016
تونس – استطلاع للرأي ماي 2016

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115