إضرابات.. احتجاجات..غضب..صعوبات اقتصادية..غلاء الأسعار..فقدان ونقص المواد الاستهلاكية.. الأزمات في تصاعد والتوترات الاجتماعية لن تنتهي

يبدو أن المتاعب والمصائب لن تنتهي في البلاد وسيكون شهر سبتمبر الجاري ساخنا جدا بل وأكثر من الأشهر التي سبقته على جميع المستويات،

وتنتظر حكومة بودن أيام عصيبة بين البحث عن حلول لإنقاذ البلاد وتمويل ميزانية الدولة وتوفير المواد الاستهلاكية الأساسية «المفقودة» لاسيما مادة السكر التي أثر فقدانها على عمل عدة مصانع تعتزم التوقف عن الإنتاج إلى حين توفر هذه المادة في السوق على غرار مصانع الياغورت والبسكويت والشكلاطة والعصائر..كما تجد الحكومة نفسها في مواجهة عسيرة مع المحتكرين والمضاربين وأيضا التحركات الاحتجاجية والاضربات العامة والتي عادت عجلتها للدوران وباتت المطالب القديمة تطرح من جديد...أوضاع في صورة تواصلها مع عدم القدرة على امتصاص غضب المحتجين تنذر بالانفجار الاجتماعي الوشيك.
لا أحد ينكر بأن القادم سيكون الأسوأ والأصعب خاصة أمام تواصل الخلافات والتجاذبات والصراعات السياسية وقد يزيد الوضع تعقيدا بعد حادثة وفاة محسن الزياني مساء أول أمس بطلق ناري من دورية ديوانية، بجهة الباساج، وذلك أثناء التصدي لعملية حجز بضائع يشتبه في أنّها معدّة للتهريب، وفي انتظار نتائج الجلسات بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل فإن العديد من القطاعات والأحزاب تلوح بتنظيم تحركات وطنية ووقفات احتجاجية وإضرابات عامة، ومن القطاعات التي تستعد إلى تنظيم وقفة احتجاجية مع التلويح بحجب أعداد الثلاثي الأول عن الإدارة، نذكر الجامعة العامة للتعليم الثانوي.
تحركات احتجاجية مرتقبة
قرّرت الجامعة العامة للتعليم الثانوي تنفيذ وقفة احتجاجية بساعة واحدة يوم 15 سبتمبر الجاري في كافة المؤسسات التربوية العمومية، ملوحة بحجب أعداد الثلاثي الأول عن الإدارة إذا لم تفتح وزارة التربية مفاوضات معها أو في حال فشل المفاوضات. ويأتي قرار جامعة الثانوي تنفيذ هذه الوقفة احتجاجا على إحالة أساتذة من المدرسة الإعدادية بالحاجب في ولاية صفاقس على مجلس التأديب وتنديدا بما وصفته ضربا للعمل النقابي، منتقدة ممارسة وزارة التربية في حق المديرين والنظار المقاطعين للدورة التكوينية، وطالبت الجامعة بمضاعفة المنحة الخصوصية ومضاعفة القيمة المالية للترقيات ومضاعفة منحة العودة المدرسية وتعميمها على النظار والمدرسين والقطع النهائي مع جميع أشكال التشغيل الهش عبر تسوية الوضعية المهنية للأساتذة النواب وانتدابهم عبر دفعات.
اليوم فنيو الملاحة في إضراب
في انتظار وقفة جامعة التعليم الثانوي والتحرك المرتقب لنقابة قوات الأمن الداخلي ردا على تصريحات وزير الداخلية، من المنتظر أن ينفذ فنيو الملاحة الجوية لديوان الطيران المدني إضرابا كامل اليوم الجمعة 9 سبتمبر الجاري إثر فشل الجلسة الصلحية المنعقدة عشية أمس بين وزارة النقل والطرف النقابي، وفق ما أعلنته الجامعة العامة للنقل. وأضافت في بلاغ لها أن الجلسة الصلحية فشلت «بعد تغيب ممثل رئاسة الحكومة وانسحاب وزير النقل من الجلسة وعدم استعداد الإدارة لحلحلة المطالب التي تعهدت بها في الجلسة الصلحية بتاريخ 23 أوت الماضي».وتتمثل أبرز مطالب النقابة الأساسية لأعوان وفنيي الملاحة الجوية في تفعيل نقاط محضر الاتفاق بتاريخ 22 سبتمبر 2021 وسد الشغورات العاجلة وسن قانون الإطار، ودلائل التكوين وبرامج التكوين للمحافظة على الكفاءات، وتسوية ملف المساكن الإدارية.
المطالبة بالبديل
المعطلون عن العمل من أصحاب الشهائد العليا ممن بطالتهم بدورهم غاضبون ومازالت تحركاتهم الاحتجاجية متواصلة، حيث نفذوا يوم أمس تحرّك احتجاجيا انطلق بوقفة أمام المسرح البلدي بتونس العاصمة. وقد طالبوا بإصدار مرسوم رئاسي استثنائي لفائدة هذه الفئة يأخذ بعين الاعتبار خصوصية العمر والاختصاص إلى جانب فتح باب الحوار مع السلطة للمطالبة بالبديل عن قانون 38، إلى جانب لقاء رئيس الجمهورية.
يوم غضب للدستوري الحر
التوترات الاجتماعية والتحركات الاحتجاجية ستتصاعد وتيرة في الأيام القادمة لتواصل نفس المسببات، تحركات لن تقتصر على القطاعات بل ستشمل أحزابا، حيث يستعد الحزب الدستوري الحر لتنظيم يوم غضب في مختلف جهات البلاد تنديدا بغلاء الأسعار وتهديد قوت التونسيين يوم 17 ديسمبر الجاري، وقد أكدت رئيسة الحزب عبير موسي أنّ حزبها سيؤطر التحركات الاجتماعية، داعية إلى عدم الانخراط في أعمال العنف وتخريب المنشآت العمومية والخاصة والاستعداد لحركة الكفاح الوطني وثورة التنوير من أجل تحرير البلاد. هذا وحذرت جبهة الخلاص الوطني في بيان لها من «مغبة انتهاج منحى العنف من قبل سلطة الأمر الواقع في مواجهة الحراك الشّعبيّ المتصاعد احتجاجا على غلاء المعيشة وتردّي الأوضاع الماديّة لقطاعات واسعة من الشّعب التّونسي.»

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115