العنف المسلّط على النساء.. تعرض 700 امرأة على الأقل إلى العنف بكافة أشكاله

تعدّدت الدراسات حول وضعيّة المرأة وطنيّا وجهويّا والممارسات العنيفة التي تتعرض اليها، ولازالت نسبة العنف المسلّط عليها مرتفعة على مر السنوات وذلك

من خلال القراءة السوسيولوجيّة في العنف ضد النساء المنجزة من قبل جمعيّة «صوت حواء» التي كشفت عن تباين في الوعي بين النساء بحقوقهنّ ووسائل حمايتهنّ.
أنجزت جمعيّة «صوت حواء» بسيدي بوزيد دراسة حول ظاهرة العنف المسلّط على المرأة بالجهة وقد امتدّت بين سنتي 2020 و2021، أعلنت عن فحواها يوم الخميس 17 مارس، بمقر الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري في إطار مشروع «مركزهنّ» وذلك بالشراكة مع المندوبيّة الجهويّة للمرأة والأسرة وكبار السن. وقد شملت الدراسة 700 امرأة من مختلف معتمديات ولاية سيدي بوزيد.

كشفت رئيسة جمعيّة حواء»، جنات الكداشي، في تصريح لها لـ«المغرب» عن معطيات الدراسة السوسيولوجيّة في العنف ضد النساء والتي أشرفت عليها الأستاذة الجامعيّة في علم الاجتماع، صبرين الجلاصي، حيث اعتمدت الدراسة على أسئلة ومقابلات فرديّة مع النساء اللاتي تعرّضن للعنف. وتختلف المستويات التعليميّة بين صفوف النساء المستجوبات، إذ تتمثّل نسبة 25% لغير المتعلّمات و25% تعليم جامعي و29% ثانوي و17%للاعدادي و4%للإبتدائي، وعلى هذا المنوال، أشارت الكدّاشي إلى أنّ التعرّض للعنف يشمل كافة النساء من مختلف المستويات التعليميّة ولا يقتصر على غير المتعلّمات. وفي المقابل، كشفت الدراسة عن ان نسبة المعنّفات من قبل الرجال المتعلّمين تتمثّل تقريبا ب 67%. وتشمل ظاهرة العنف كافة مظاهره العنف اللفظي والجسدي والمعنوي والجنسي.

ويعتبر الفضاء الداخلي المتمثّل في المنزل، أكبر منتج لظاهرة العنف المسلط على المرأة، ويسلط العنف بشكل أساسي داخل الأسرة على النساء المتزوّجات. وهو عنف أسري يبرّره فكر مجتمعي يقوم على اعتبار العنف وسيلة للتربية والتأديب.

ولعلّ حادثة مقتل رفقة الشارني في ماي 2021، تعكس خطورة العنف المسلّط داخل الأسرة وخاصّة من قبل الأزواج. وإن كان الفضاء الأسري يعتبر مؤسّسة التنشئة الإجتماعيّة الأولى، حسب علم الاجتماع، فإنّ الفضاء المدرسي يليه في التنشئة، وما يتم إنشاءه من عنف في الأسرة يمتدّ بدوره إلى المنشآت التربويّة، فحسب الدراسة، 7% من النساء المستجوبات المتعلّمات تعرّضن للعنف سواء من قبل الأساتذة أو الزملاء، غالبا من العنف اللفظي والجنسي.

رغم مبادرات جمعيّة «صوت حواء» لتعريف نساء الجهة بالقانون الذي يحميهنّ، إلاّ أن نسبة اللاتي لا يعرفن بوجوده مرتفعة، إذ قدّرت ب 58% تقابلها 42% من النساء اللواتي لهنّ دراية بالقانون..
وشدّدت كدّاشي على توصيات الجمعيّة المرتكزة على مضمون الدراسة والتي تمثّلت في تكثيف الندوات والحملات التحسيسيّة المتعلّقة بظاهرة العنف المسلّط على المرأة وعلى حقوقها بصفة عامة. ودعت إلى تشريك الشباب في التوعية بمخاطر العنف وانعكاساته وتوعية النساء بأهميّة التنشئة الإجتماعيّة على

المبادئ السويّة، حتى لا يمتد الفكر الذكوري المرتكز على اللامساواة.

وأشارت رئيسة الجمعيّة إلى أهميّة التأثير السلبي الناتج عن نقص الاخصّائيّين النفسيين والقانونيّين بالجهة للإحاطة وتأطير النساء المتعنّفات.

وقد عرفت فترة بداية انتشار وباء فيروس كورونا وخاصّة فترة الحجر الصحي ارتفاعا في منسوب العنف المسلّط على المرأة، فقد أكّدت، جنّات الكداشي، أنّ مركز الإنصات عرف عددا كبيرا من الوافدات المسلّط عليهنّ العنف.
وحسب الإحصائيّات التي شملت المندوبيّة الجهويّة للمرأة والأسرة وكبار السن ومراكز الامن ومركز الإنصات، فإنّ حالات العنف المادي قدّرت ب 984 حالة والعنف الجنسي 440 حالةوالمعنوي 227 حالة، بينما العنف القتصادي قدّر ب 102 حالة، حسب الإشعارات التي رصدتها كافة المصالح سنة 2020.

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115