النفايات الناتجة عن الأنشطة الطبيّة.. إطلاق حملة «بيدك تختار» للتوعية بالانعكاسات الخطيرة وكيفيّة حسن التصرّف فيها..

عبّرت وزارتا البيئة والصحة عن اهتمامهما بالنفايات الطبيّة وانعكاساتها الخطيرة على المحيط وذلك على خلفيّة جائحة كورونا وذلك عبر إطلاق حملة «بيدك تختار» لتوجيه المواطنين نحو التصرّف الرّشيد في النفايات السامة.

نظّمت وزارة البيئة ندوة صحفيّة، حول إنطلاق حملة تحسيسية للتصرف الرشيد في نفايات الأنشطة الصحية الناجمة عن فيروس كوفيد 19 خاصة منها وسائل الوقاية الفردية والجماعية بما في ذلك الكمامات ووسائل التعقيم مع إلقاء الضوء على مخاطر نفايات الوسائل العلاجيّة، وحضر الندوة وزارة الصحة والوكالة الوطنية للتصرف في النفايات والوكالة الألمانية للتعاون الفني، التي تتشارك في إطلاق الحملة التحسيسيّة «بيدك تختار».

حملة تحسيسيّة موجّهة للمواطنين من أجل التوعية بمخاطر النفايات الناتجة عن أنشطة طبيّة ذات مخاطر عالية وتشجيعهم على حسن التصرّف فيها خاصّة وأنّها تختلف عن النفايات العادية والمنزليّة، وذلك من خلال الاعتماد على ومضات توعوية في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وتوزيع مطويات ونشر معلقات في الشوارع وفي بعض وسائل النقل. وتكمن ضرورة هذه الحملة خاصّة مع الوضع البيئي بعد جائحة فيروس كورونا، والذي يتّسم بانتشار أدوات طبيّة مستعملة ملقاة في الشوارع دون رقابة، وفي بعض الأحيان دون وعي من المواطنين.

وفي تصريح إعلامي لوزيرة البيئة، ليلى شيخاوي، خلال الندوة، ألقت الضوء على كميّة الفضلات الصحيّة الخطيرة، والتي تمثّلت في 18 ألف طن في السنة أي ما يعادل 234 شاحنة وقد أكّدت على تضاعف العدد ثلاث مرات، بعد ان كانت تقدّر بـ 6 آلاف طن مقارنة بالسنوات التي تسبق انتشار الوباء. ارتفاع يعود بالأساس إلى الحالة الوبائيّة لفيروس كورونا وما سبّبه من استعمال كثيف للأدوات الصحيّة على غرار الكمامات والقفازات والتحاليل لتقصّي الفيروس، كما كانت ناجمة عن ارتفاع أعداد مراكز الحجر الصحي وارتفاع أعداد الأسرة بالمصحات والمستشفيات.كما أشارت بأنّ الوزارة تعمل على إعداد منظومة رقميّة وطنيّة لمتابعة النفايات الطبيّة وتوجيه عمليّة المراقبة.

منذ بداية الجائحة، تمّ تخصيص بروتوكول صحي يتعلّق بالإجراءات الوقائيّة في إطار مجابهة فيروس كوفيدـ19، جاء عبر منشور عدد 25 لسنة 2020 والمؤرّخ في 11 نوفمير 2020، ويتضمّن كيفيّة التعامل مع نفايات الأنشطة الصحيّة التي تتمثّل في وضع أكياس النفايات المتأتية من أماكن مراقبة الحالة الصحية للوافدين والتعهد بالحالات التي تظهر عليها علامات الإصابة أو المشتبه في إصابتها بكوفيد 19 في أكياس مختلفة وإحكام إغلاقها ونقلها إلى مكان تجميع النفايات بالمعبر ورفع النفايات يوميّا وتعهد مكان تجميعها بالمعبر بالتنظيف والتطهير اليومي.

وأوضح مدير إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط، سمير الورغمي، متحدّثا عن عمليّة رفع النفايات الصحيّة والتي تتمّ عبر وضعها في مصبات مراقبة بعد المعالجة الحراريّة للنفايات لإبادة الفيروسات من خلال استعمال البخار ورحيها لتحويلها إلى نفايات عادية قابلة للرمي في المصبات. وعملت كل من وزارتي الصحة والبيئة على هذا البروتوكول بالشراكة مع عدد من الشركات الخاصة التي تنشط في مجال رفع النفايات الصحية الخطرة. كما أضاف الورغمي، أنّ تونس تخلّت على معالجة النفايات بالحرق منذ سنة 2007 لتجنّب انبعاث الغازات السامة.

وضع وبائي عالمي تسبّب في عديد من الانعكاسات السلبيّة على البيئة، والذي اقتضى ضرورة استعمال الأدوات الصحيّة بشكل مرتفع، وفي هذا الصدد، حذّرت منظّمة الصحة العالميّة سابقا من المخاطر الناجمة عن نفايات الأنشطة الطبيّة وشدّدت على ضرورة وضع استراتيجيّة لكيفيّة التصرّف في النفايات السامة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115