مجلس شورى النهضة : إعلان عن مرحلة جديدة مع الرئيس.... تنزيل الصفقة

يبدو ان حركة النهضة تتجه بشكل صريح الى استكمال عناصر عرضها السياسي الجديد الذي انطلقت فيه اثر لقاء رئيسها راشد الغنوشي

مع رئيس الجمهورية قيس سعيد ، فقد باتت الحركة تقدم خطابا سياسيا جديدا ينتقد الحكومة التي قد يجد رئيسها هشام المشيشي ما لا يسره في بيان مجلس الشورى المنعقد حاليا.
انطلقت امس السبت اشغال مجلس شورى حركة النهضة في دورته الـ50 التي تاتي بعد اكثر من اسبوع من لقاء رئيس الحركة راشد الغنوشي مع رئيس الجمهورية قيس سيعد، دورة استمع فيها المشاركون الى عرض قدمه رئيس الحركة عن هذا اللقاء.
هذا البند في جدول اعمال الشورى لم يقتصر على عرض مضمون اللقاء او التوافقات الاولية التي جمعت رئيس الحركة برئيس الجمهورية، بل كان لصيقا لبند اضافي يتعلق بتقييم علاقة الحركة بالرئيس .
علاقة باتت الحركة وقياداتها يعلنان عن ضرورة مراجعة ادارتها، والقصد هنا انهاء حالة التناحر بينها وبين الرئيس واعتماد خطاب يساهم في تهدئة المناخات، وذلك بهدف توفير شروط نجاح التوافق القادم. تحت مقولة الحوار مع الرئيس.
توافق يبدو ان محوره سيكون الحكومة. اذ ستناقش الحركة خلال اليومين، السبت والاحد، اداء الحكومة. وهنا يقع التلميح الى الاداء الكارثي لها والى ضعف اداء الوزراء وخاصة وزير الصحة.
ضعف الاداء قد يكون الحجة التي ستقدمها الحركة لترفع صوتها بالانتقاد خلال الايام القادمة، لكن الحقيقة ان الحركة وبواسطة الانتقاد تريد ان تهيئ لنفسها احد المكسبين، اما التوافق مع الرئيس ضمن تصور قد ينهى زمن المشيشي. او تمهيد لتعديلات جوهرية على الحكومة اذا سقط التوافق
فالنهضة اليوم تريد ان تؤمن مكاسبها، لذلك فانها وان كانت تعلن عن نيتها الذهاب الى حوار مع الرئيس وتغيير طبيعة العلاقة بينهما وتخفيف حدة التوتر، تريد ان تهيئ المزاج العام الداخلي والخارجي لتغيرات ستطرأ في العلاقة بين الطرفين، وهي هنا تطمئن الرئيس بانها جدية في مساعى التقارب تعلن عن موقفها الناقدة لحكومة هي ابرز من يدعمها.
نقد سترفع الحركة من درجته تدريجيا، اما الإعلان عن بداية العد لنهاية الحكومة وذلك مرتبط بالتوافق مع الرئيس الذي يبدو انه لن يكون دون التضحية برئيس الحكومة هشام المشيشي وحكومته، وهو ما تعلنه النهضة ضمنيا بقولها انها مع «تسييس القصبة». والقصد هنا ان تصبح الحكومة حكومة سياسية/حزبية.
هذه الحكومة التي تبحث عنها النهضة وتتمسك بها اما في اطار توافق مع الرئيس، وهنا يقع الذهاب الى مسار مختلف لم يقع التهيؤ له بعد، او في الخطة البديلة التي ستفعل إذا فشل التوافق مع الرئيس وهي تحوير وزاري جديد بموجبه يقع الرفع في عدد الوزراء الحزبيين.
ويؤكد سامي الطريقي القيادي في الحركة، ان النهضة تريد «الذهاب الى حكومة سياسية مطلقة». وهنا يكشف عن ان الحكومة السياسية هي الهدف سواء بالمشيشي او دونه وهو ما يقال صراحة «النهضة الى حد الان متمسكة بالمشيشي ولكن كل شيء وارد».
التلميح الى ان كل شيء وارد بمثابة الاعلان الصريح عن ان الحركة قد قررت التخلي عن الحكومة ولكنها تبحث عن الصيغة الامثل لها والتي تعفيها من مسؤولية الفشل الذي تجرها اليه حكومة المشيشي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115