الاتحاد العام التونسي للشغل : رفض صفقة «الاستاذ» و«الشيخ» وتحذير صريح لهما

بشكل صريح ومباشر أعلن الامين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي ان منظمته لن تقبل بـ«الصفقة» بين الرئاسة وحركة النهضة،

وانه يتمسك بحل الازمة بالحوار لا بالتسويات السياسية تحت الطاولة، وعليه فانه يضع امام الرئاسة والبرلمان بالأساس احد الخيارين الحوار او الانتخابات المبكرة فاذا وقع رفض كليهما سيضطر للنزول الى الشارع.
في كلمة مقتضبة على هامش افتتاح المقر الجديد للاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير وجّه الامين العام للمنظمة نور الدين الطبوبي تحذيره إلى كل من رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان بان الاتحاد لن يصمت على «الصفقة» بينهما.
وشدد الطبوبي على ان منظمته «لا تجرّ الى مربعات ترفضها» وانها ليست «وسيطا» بل شريكا في البلاد ولها من القوة ما يجعلها رقما مهما في المعادلة السياسية، اضافة الى كلمات ومفردات محددة اراد بها الرجل ان يبلغ رسالته إلى كل من قيس سعيد وراشد الغنوشي.
أولى الرسائل: ان الازمات تحل بحوار يجمع المتداخلين فيها لا بجلسة بين اثنين يقع التوافق بينهما على صفقة لتجاوز وضع وصفه بـ«المقرف»، وهو الوصف الذي يبدو انه يتمدد ليشمل الصفقة المرتقبة بين القصر وباردو، اذ يجمع الطبوبي في سلة هذا الوصف، الانحراف الخطير لمؤسسات الدولة، وانعدام التعامل بينها واعتبار ان لقاء يجمع ممثلي مؤسستين من مؤسسات الدولة «اصبح حدثا استثنائيا» وغيرها من التلميحات التي تلتقى لتشكل الصورة.
والصورة هنا بوضوح، وهي ان الاتحاد الذي يرفض ان يكون وسيطا بين رجلين او مؤسستين، يرفض ايضا ان يقع اقصاء البقية وجعل الحل منحصرا في يدي رجلين فليس من اجل هذا ضحت الاجيال وفق قوله لذلك فهو يرفض بشكل صريح الصفقة ويحذر الطرفين من ردة فعله.
رفض يرافقه تقديم الخيار الاول وهو خيار الحكم، وهنا يذكر الاتحاد بانه فسر كيف يكون الحكم وكيف نصل اليه في ظل الازمة، بسلوك مسار وحيد هو الحوار وهنا ننتقل من حل يتمثل في توافق الرئيس وزعيم حركة النهضة الى توافق وطني اوسع، هذا التوافق يقدم برنامج حكم واليات.
الخيار الثاني هو الانتخابات المبكرة اذ يشدد الطبوبي على انها الخيار الوحيد الذي قد يقبل به الاتحاد اذا تم رفض الحوار، وهنا تشدد المنظمة على وجود حصار لها من الرئاسة ومن البرلمان وتعلن انها باتت في حل من اي تحالف او تقارب خاصة مع الرئيس.
حصار يعلن به الاتحاد انه بات لاعبا في المشهد، وهذا يتجلى في قول امينه العام «نحن شركاء» ومن يغفل عن هذا يذكره الاتحاد بان المنظمة هي الاعرق في البلاد وهي كذلك الاقوى وبمقدروها ان تحرك الشارع متى ارادت وتحشده ضد الرجلين.
هذا ما اعلن امس في كلمة الطبوبي، اما بقية التصريح فهو من عناصر الخطاب الذي التزم الاتحاد بتكراره منذ فترة. والحدث اليوم هو الموقف الصريح والواضح من «صفقة» القصر وباردو التي يرفضها الاتحاد بشكل معلن ويحذر منها.
اي ان المنظمة اعتبرت كلمات الرئيس اول امس لزهير المغزاوي الامين العام لحركة الشعب بمثابة اقرار بالصفقة ومحاولة للتكتم عنها الى حين استكمال عملية اخراجها المشهدية، لذلك فقد خيرت ان تحذر الجميع من مغبة المضي في طريق يعارض الاتحاد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115