ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الأمريكي في لقاء صحفي: نحن نفعل كل ما بوسعنا لدعم تونس في مباحثاتها مع صندوق النقد الدولي حتى تتواصل المجهودات لبناء ديمقراطيتها الحيّة

• إدارة بايدن وضعت خطة للتبرع بـ 55 مليون جرعة من لقاح كوفيد 19 وترفيع ذلك الى 80 مليون جرعة في شهر جوان وتونس في صدارة الدول التي ستتلقى هذه الجرعات

أكدت ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الأمريكي في لقاء افتراضي مضيق مع صحفيين تونسيين امس دعم إدارة بايدن لتونس في بناء ديمقراطيتها الوليدة . وقالت في لقاء افتراضي عقد أمس في مقر السفارة الأمريكية بتونس بحضور سفير الولايات المتحدة دونالد بلوم انها عقدت لقاءات افتراضية مع بعض الوزراء التونسيين وبعض الرائدات النسويات التونسيات وذلك في إطار تأكيد التزام إدارة الرئيس بادين برهنتها على دعم تونس ودعم الجهود الهادفة الى تدعيم الديمقراطية التونسية .
وقالت ان الولايات المتحدة ترى تونس كشريك متميز وان العلاقة بين البلدين تنبني على الالتزام المتبادل بقيم الديمقراطية والرخاء .
كافة الديمقراطيات تواجه تحديات
وقالت شيرمان في حديثها للصحفيين بأن رفع مستوى الديمقراطية وحقوق الانسان نقاط اهتمام مركزية في السياسات الداخلية والخارجية الأمريكية وأضافت: «كل الديمقراطيات تواجه تحديات من وقت الى آخر لكن ديمقراطيتنا قوية لأن مواطنينا يسعون دائما الى جعل أوطاننا أكثر حرية وانصافا وعدلا. وأريد ان أركّز على أهمية وجود وسائل اعلام حرة ومستقرة . ويمكنكم التعويل دائما على الولايات المتحدة حتى في تعاملها مع وسائل الاعلام والصحفيين بكل احترام. وقالت :«عملكم مهم جدا لدفع عجلة الديمقراطية في تونس وفي العالم» .
أما عن دعم الولايات المتحدة لتونس فقد قالت :«في العشرية الأخيرة وفرّت الولايات المتحدة دعما ماليا وتقنيا لتونس لتقوية مؤسساتها الديمقراطية ودعم أولوياتها العلمية ونموها الاقتصادي . ويشمل التمويل توفير مساعدات صحية في أزمة كوفيد 19 . وقالت انه في بداية الأسبوع كان الرئيس بايدن قد وضع خطة ادارته للتبرع بـ 55 مليون جرعة إضافية من لقاح كوفيد 19 وترفيع ذلك الى 80 مليون جرعة في شهر جوان . وقالت: «يسعدنا ان نعلمكم بأن تونس من الدول التي ستتلقى هذه الجرعات عبر التبرع المباشر او عبر آلية كوفاكس». وتابعت :«مند بداية الأسبوع القادم نتطلع الى توقيع اتفاقية بين تونس و منظمة مؤسسة تحدي الألفية (MCC) بقيمة 500 مليون دولار لدعم قطاع النقل والتجارة والتصرف بالموارد المائية . وهذا البرنامج من شأنه خلق موارد شغل وان يدفع قوة الاقتصاد التونسي وكذلك ان يجعل مسألة التغير المناخي أولوية اهتمام في تونس».
وأضافت :«نحن نعمل على دعم الانتقال الطاقي في العالم وفي الولايات المتحدة. ونرى ان التغيرات المناخية وصعود مستوى البحر هي تهديد لنمو تونس الاقتصادي. لذلك تتطلع الولايات المتحدة لمواصلة التعاون والحوار مع الحكومة التونسية ومع منظمات المجتمع المدني التونسية حول كل هذه المسائل والتحديات».
أهمية إحداث المحكمة الدستورية
وفي ردّها على أسئلة الصحفيين في ما يتعلق بأهم نتائج المباحثات الافتراضية التي عقدتها مع رئيس الوزراء هشام المشيشي مساء يوم الجمعة أجابت :«كان لي حديث جيد جدا مع رئيس الحكومة وتحدثنا عن القيم المشتركة التي تجمعنا وعن أهمية بناء ديمقراطية تونس الشابة وعن العمل الذي وقع إنجازه لخلق تطورات كبيرة في مدى زمني قصير . وتحدثنا كذلك عن أهمية مواصلة هذه المجهودات واحداث المحكمة الدستورية والتركيز أكثر على حرية التجمعات وحرية التعبير. كما نواصل مجهوداتنا لبناء مجتمعات مندمجة وأهمية التوصل مع كل الفاعلين السياسيين حتى تتمكن الأطراف المتدخلة في السياسة التونسية من ان ترى ان هناك مناخا جيدا يحثّ على التطور والنمو الاقتصادي». وهذا من شأنه ان يدفع المحادثات مع صندوق النقد الدولي والتعافي الاقتصادي التونسي بحسب قولها. وأردفت بالقول :«كذلك تحدثنا عن المشاكل التي خلقتها أزمة كوفيد حول العالم ونحن عبّرنا عن رغبتنا في القيام بكل ما وسعنا عبر برنامج «ام سي سي» (MCC) وضمانات القروض السياسية لدعم تونس في محادثاتها مع صندوق النقد الدولي حتى تتواصل مجهودات تونس في بناء ديمقراطيتها النشيطة والحية».
وأضافت في الاطار نفسه :«يجب ان تعمل تونس حتى تتجاوز تحدياتها. وكل الديمقراطيات تواجه تحديات وحتى في الولايات المتحدة نواجه تحديات ونحن نعمل على مستوى الحزبيين لتضييق الفروقات وحتى نتمكن من التأكد من ان ديمقراطيتنا تحصنّ نفسها بنفسها . ونؤمن بأن تونس بصدد العمل على أولوياتها ومشاكلها مثل الولايات المتحدة». وأضافت :«اظنكم على قدر من الوعي بالتحديات التي تواجه تونس ومدركون لأهمية القيام بالمجهود اللازم حتى تحقق تونس نموّها الاقتصادي . ونعلم كذلك ان النمو الاقتصادي من شأنه ان يكون هدفا من التطلعات التي يصبو اليها الشعب التونسي» .
الدعم الأمريكي لتونس
أما في ما يتعلق بالسؤال حول كيفية مساعدة الولايات المتحدة لتونس في محادثاتها مع صندوق النقد بشأن القروض أجابت بالقول: «دعمنا لتونس في مباحثاتها مع صندوق النقد الدولي نقوم به عبر سفارتنا ، ونقدم كذلك المساعدة الفنية عبر سبل مختلفة حتى نتمكن من تقديم توصيات للحكومة . ولكن القرار يعود في النهاية الى القيادة السياسية التونسية التي من شأنها ان تحلل المتطلبات التي يطلبها صندوق النقد الدولي بالنسبة الى ضمانات القروض السيادية «. وأضافت:» نحن هنا لتقديم الدعم الفني والتقني ولكن هناك قرارات مهمة وحساسة يجب ان تقوم بها القيادة السياسية التونسية ونحن نسعى للدفع الى الأمام . وعبر برنامج «ام سي سي» كانت الولايات المتحدة قد وفرّت مليارين من الدولارات من الدعم لتونس منذ سنة 2011 ونحن نفعل كل ما بوسعنا لدعم تونس في ضمانات القروض السيادية».
معضلة المرتزقة في ليبيا
وفي ردها على سؤال «المغرب» حول معضلة خروج المرتزقة من ليبيا والذي شكل عائقا أمام تركيز الحل السياسي وتفعيل كل مبادرات التسوية السياسية في ليبيا أجابت بالقول :«نحن متفقون على أنه على المقاتلين الأجانب مغادرة ليبيا وأنا سعيدة لأن مؤتمر برلين وقع فيه الحديث عن هذه المسألة . خلال المحادثات التي جمعت وزيري الخارجية الأمريكي ونظيره الروسي وكذلك المباحثات مع مسؤول تركي، تركزت جميعها حول أهمية مغادرة المقاتلين الأجانب في ليبيا وسنواصل العمل على هكذا مسائل . كما تحدثنا عنها في مؤتمر برلين والجميع متفق على هذه المسألة ولكن يبقى السؤال كيف يمكن تطبيق هذه التفاهمات وتجسيدها . انا سعيدة لان مؤتمر برلين وقع الحديث فيه عن هذه المشاكل رغم اننا لم نصل الى حل نهائي».
وفي ردها عن سؤال الصحفيين حول رؤيتها للدور الذي تلعبه تونس في الملف الليبي أجابت:«نحن مهتمون كثيرا بالوضع الليبي ونعلم أهميته بالنسبة لتونس وخلال مؤتمر برلين تحدث وزير الخارجية بلينكن مع وزير الخارجية التونسي في هذا الخصوص. وكان المؤتمر مناسبة للتعبير عن اتفاق الجميع على دعم الانتخابات في ليبيا في آخر السنة والحصول على الدعم لتحقيق وإنجاز قرارات مجلس الأمن الذي يقضي بإنهاء اطلاق النار» . كذلك هناك مسائل التهدئة العسكرية التي لم يقع حلها بالكامل ولكن وقع الحديث بها بشكل مثمر وكذلك ترحيل المقاتلين الأجانب وهو أمر مهم حتى نتأكد من نزاهة الانتخابات التي ستقع في ديسمبر وهي مهمة لمستقبل ليبيا. وأضافت:«سنفعل كل ما وسعنا لضمان مستقبل زاهر للشعب الليبي ولضمان علاقات جيدة ومميزة لتونس مع ليبيا على مستوى التجارة او التنمية الاقتصادية».
القضية الفلسطينية... الاستيطان وحل الدولتين
وفي ما يتعلق بسؤال «المغرب» حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وعما اذا كانت الولايات المتحدة لازالت تدعم حل الدولتين في ظل تواصل الاستيطان الإسرائيلي أجابت بالقول : «ان الولايات المتحدة تدعم حل الدولتين ونعتقد انه من المهم ان يكون للفلسطينيين حق في الدولة وفي العيش الكريم وهذا كذلك من حق إسرائيل» . وأردفت بالقول :«نحن نعمل مع شركائنا في المنطقة حتى نضمن مواصلة وقف اطلاق النار ونتأكد من مجهودات إعادة البناء في غزة وان يكون هناك سبيل للمضي قدما. وتابعت:«لا نظن ان الظرف الحالي ملائم للبت في النقاش حول حل الدولتين لكن هناك الكثير من العمل للقيام به في هذا الشأن» .
يشار الى ان ويندي شيرمان تسلمت مهامها بمنصب نائبة وزير الخارجية في 14 افريل الماضي وكانت قبل توليها هذا المنصب تعمل كأستاذة للممارسة القيادة العامة ومديرة لمركز القيادة العامة في كلية هارفارد كيندي . كما كانت زميلة أولى في مركز بلفر للعلوم والشؤون الدولية وكذلك مستشارة أولى في مجموعة أولبرايت ستونبريج. كما شغلت منصب وكيل وزير الخارجية للشؤون السياسية في الفترة من سنة 2011 الى سنة 2015 حيث سافرت الى 54 دولة وقادت فريق التفاوض الأمريكي الذي توصل الى اتفاق بشأن خطة العمل المشتركة للاتفاق النووي الإيراني .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115