الأزمة السياسية وعودة الحديث عن الحوار : اتحاد الشغل يمهد إلى رحيل حكومة المشيشي

يبدو انّ اتحاد الشغل قد اتخذ قراراه في علاقة بمضمون الاصلاحات الاقتصادية وبات ينظر إلى حكومة المشيشي بعين السخط ويعلن عن ان ايامها

باتت معدودة مع التلميح الى ان الحوار الوطني المنتظر سيكون إيذانا بنهايتها. وبهذا تكون الحكومة قد تكبدت اشدّ خسارة لها منذ اندلاع الازمة السياسية التي تقترب من ختم شهرها الرابع.
مع بداية الاسبوع الراهن خرج الاتحاد العام التونسي للشغل ليعلن عن ان عمر حكومة المشيشي قصير، وفق تعبير سامي الطاهري الناطق الرسمي باسم المنظمة والأمين العام المساعد. وذلك في معرض حديثه عن حضور الامين العام للمنظمة نور الدين الطبوبي في اللقاء الاخير لبيت الحكمة. اذ يعتبر الطاهري أن حضور الأمين العام للمنظمة في اجتماع بيت الحكمة لا يعنى ان الاتحاد يقبل بمضمون الاصلاحات التي تعهدت بها الحكومة لصندوق النقد الدولي في سياق المفاوضات التي خاضها وفد ترأسه وزير المالية مع ممثلين عن الصندوق في واشنطن.

فقد شارك الأمين العام وفق سامي الطاهري في «إجتماع تشاوري» في اشارة الى الاجتماع الاخير لبيت الحكمة، مع التشديد على ان الاتحاد لا يقبل بالتمشي الذي تنتهجه الحكومة، التي شدد على ان زمنها بات محدودا و أنها لن تعمر طويلا. وأدلته على ذلك عديدة من بينها اهتراء حزامها السياسي الذي يلمح الى انه في طور الانفضاض عن رئيسها هشام المشيشي.
كلمات القاها الطاهري في اجتماع نقابي يوم الاثنين الفارط بسوسة، قبل ان ينشر على حسابه الخاص بشبكة التواصل الاجتماعي فايسبوك في ذات اليوم تدوينة جاء فيها ان الحوار من دون الرئاسة «فتنة» وان الدعوات لعقد حوار بمن حضر بمثابة «تآمر» ويخفي نيّة غير بريئة. تطوران كشف ان اتحاد الشغل لازال مراهنا على عقد حوار وطني باشراف الرئاسة وانه بات ينظر لرحيل الحكومة على انه مسألة وقت. اذ ان رضا الاتحاد عن الحكومة انعدم وهو ما يكشفه تصريح الطاهري لـ«المغرب» اكد فيه ان المعطيات التي بلغتهم من واشنطن تفيد بان الوفد الحكومي ترك انطباعا سيئا لدى ادارة صندوق النقد الدولي.

فالوفد وفق الطاهري انتقل الى واشنطن ليطلب المال دون ان تكون لديه تصورات فعلية للإصلاح وتجاوز الازمة التي قال انها استفحلت نتيجة السياسات الحكومة المتعثرة وخاصة سياسات وزير المالية الحالي على الكعبي التي يعتبرها سامي الطاهري «تعمق الازمة عوضا عن حلها».
ازمة يقول الطاهري ان الخروج منها ممكن وأول الخطوات حوار وطني يشارك فيه الجميع ويكون باشراف الرئاسة، وهنا اعاد الطاهري ان الاتحاد يرفض الدعوات الصادرة عن قيادات حركة النهضة لتجاوز رئاسة الجمهورية وعقد حوار بمن حضر.

حوار يقول الطاهري انه لا يمكن ان يقع دون الرئاسة كما ان بنوده اتسعت لتشمل مصير حكومة المشيشي التي بات ينظر الها الاتحاد على انها العقبة الممكن تجاوزها لعقد حوار وطني يشرف عليه الرئيس ويشارك فيه البرلمان وكتله. حكومة يقول الطاهري انه يجب تجاوزها ان باتت تمثل عقبة امام الحل، وان الاسلم ان يقع تغييرها بدل الاستمرار في الازمة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115