اتحاد الشغل وإحياء ذكرى 1 ماي: العودة إلى الأزمة السياسية.. والاستعداد لخلط الأوراق

يبدو ان تسارع نسق التحركات الداخلية صلب اتحاد الشغل مرتبط بما تعده المنظمة للاعلان عنه يوم غرة ماي القادم.

وهو موقفها من الازمة السياسية وتحديد من يتحمل وزر تأزم الاوضاع وسقوط مبادرة الحوار الوطني. خطوة يراد منها ان تمهد للقادم.
20 يوما هي المدة التي تفصل بين تاريخ اليوم وما اعلن عنه رئيس الجمهورية في 9 من افريل الجاري بخصوص موقفه من الحوار الوطني، الذي رفضه بشكل صريح معتبرا انه لا يمكن الحوار مع الفاسدين وغير الوطنين.
طوال هذه الفترة لم يصدر عن الاتحاد العام التونسي للشغل اي موقف من تراجع رئاسة الجمهورية عن اتفاقها معه وتعهدها بإطلاق الحوار الوطني بسرعة. ذلك هو مضمون الاتفاق الذي صيغ في اخر لقاء جمع بين رئيس الجمهورية والأمين العام للاتحاد.
لقاء اعلن الطبوبي عن مضمونه وهو التزام الرئاسة بالمبادرة التي تقدمت بها المنظمة منذ نوفمبر 2020 وتعهده بتنزيلها بسرعة بعد ان تم الاتفاق على نقاط الخلاف بين تصور الرئاسة ومضمون المبادرة. مقابل لعب الاتحاد لدور في ازاحة العوائق مع بقية الاطراف والقصد هنا البرلمان وحركة النهضة اساسا.
اتفاق لم يصمد اكثر من اسبوعين قبل ان يسقطه الرئيس بتصريحه في ذكرى احياء عيد الشهداء ولاحقا في كل مناسبة يطل فيها ليوجه كلمة تبين انه طوى صفحة مبادرة الاتحاد بشكل نهائي، ومرد ذلك قراءته الخاصة للمشهد ولتوازناته.
تراجع تقبله الاتحاد باستياء كلي وإعادة تقييم لطبيعة علاقته بالرئاسة واي حدود لها. وانطلق في الاستعداد للمرحلة القادمة، وهي التي سيعلن عنها في خطاب غرة ماي الذي سيلقيه الامين العام للمنظمة نورالدين الطبوبي.
خطاب يبدو انه سيكشف عن «الحقائق الاربع»، ويعود الى تفاصيل المبادرة التي تقدم بها الاتحاد وكيفة تفاعل الرئيس مع المنظمة ومقترحاتها، وهنا سيكشف الاتحاد عن انه اتخذ مسافة من الرئاسة، دون القطع معها. وانه يحملها كما يحمل باقي المؤسسات مسؤولية الازمة وضرورة المشاركة في الحل .
خطاب لن يعلن بشكل صريح ما إذا كانت المنظمة ستخصصه فقط للرئاسة ودورها في الازمة السياسية واصل الخلاف بين مؤسسات الحكم، ولكن يشار في الدردشات والتصريحات غير الرسمية الى انه سيتضمن توصيفا للمشهد وتحديدا للمسؤوليات. وهي عناصر تراها المنظمة ضرورية للدفع بالأزمة وأطرافها الى الحل. والحل هنا يبدو انه قد يكون مبادرة جديدة يتقدم بها الاتحاد لأطراف الازمة وللقوى الوطنية من احزاب ومنظمات شريكة.
مبادرة لن يعلن عنها في خطاب غرة ماي ولكن سيقع تنزيل ارضيتها وتصورها العام في الخطاب الذي سيعلن فيه الاتحاد عن نزوله بثقله في المشهد السياسي لحل الازمة التي دامت لأشهر، وتفاقمت مع التحوير الوزاري.
عناصر الحل وشروطه لن يقع تقديمها وانما يقع التلميح الى ان ما سيعرضه الاتحاد هو احد الخيارين. اما الحل السياسي وقبول التحكيم والحوار لتجاوز الازمة او القطع والعودة للتونسيين في انتخابات مبكرة. خيارات لم تحسم ملامحها وبنود كل منها. اذن هي تصورات اولية يريد الاتحاد ان يجعلها محل نقاش واسع مع شركائه لبعث جبهة موحدة تضغط على الفاعلين للتحرك في اتجاه انقاذ البلاد مما ينتظرها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115