سنة تقريبا بعد انتشارها: جائحة كورونا تتسبب في أسوإ أزمة مرّ بها التعليم والتعلم في تونس وفي العالـم

«تسببت جائحة كورونا في أسوإ أزمة يمر بها التعليم والتعلّم خلال قرن من الزمن» وفق تقرير للبنك الدولي، والحال في تونس ليس افضل وسيعمق الخوف من ارتفاع

عدد المنقطعين عن الدراسة سنويا وارتفاع عدد المهددين بالأمية...

كان الخوف من وجود قرابة 400 الف طفل مهددين بالوقوع في الامية الوازع الاكبر وراء التشبث بالعودة المدرسية وتمكين الاطفال من مواصلة تحصيلهم العلمي بالرغم من الانتشار الكبير لجائحة كورونا، لكن المعطيات اليوم بعد قرابة سنة من جائحة كوفيد 19 ، وعلى اثر الحجر الصحي وغلق بعض المؤسسات التربوية من حين الى اخر فضلا عن اضراب الإداريين والقيمين طيلة شهرين سيجعل ذلك صعب التحقيق.

لعل معضلة اضراب القيمين والإداريين التى تسببت في ارتفاع نسبة الغيابات في صفوف التلاميذ حتى انها وصلت الى اكثر من 50 بالمائة في بعض المعاهد تحل خلال اجتماع لجنة خمسة زائد خمسة لكن اثرها لن يمحى وسيكون من بين العوامل التى سيكون لها اثر على التحصيل العلمي للتلاميذ ووفق ما افادت به نقابات التعليم في تصريحاتها لـ«المغرب» فان البرنامج المخفف بنسبة 20 % تختلف نسبة التقدم فيه من مؤسسة الى اخرى أي ان عددا كبيرا من المؤسسات لم تتمكن من استكماله خاصة مع اعتماد نظام الافواج.

من جهة اخرى فان البرنامج المقترح لانطلاق التلفزة التربوية لم يفعل أي حد اليوم بالرغم من الحديث عنه منذ بداية انتشار فيروس كورونا في السنة الماضية مع العلم ان هذا المشروع ياخذ بعين الاعتبار تداعيات الظرف الاستثنائي لكورونا على التعليم. كما لم تتقدم فكرة التحصيل العلمي عن بعد بسبب مسالة عدم تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ الذين لا يمتلك قسم كبير منهم جهازا ذكيا أو انترنات بسعة تدفق كبيرة تمكنهم من متابعة الدروس عن بعد.

حيث يقول البنك الدولي ان الجائحة تلحق الأضرار بحياة الأطفال الصغار والطلاب والشباب، ويفاقم الاضطراب الذي اعترى المجتمعات والاقتصاديات بسبب الجائحة من أزمة التعليم العالمية القائمة بالفعل، ويؤثر على التعليم بشكل غير مسبوق لكن حتى قبل جائحة كورونا، كان العالم يواجه أزمة في التعلّم ويضاف إلى هذه الصدمة العالمية التي تعرضت لها منظومات التعليم، التأثير السلبي للانكماش الاقتصادي العالمي غير المسبوق على دخل الأسر، والذي يزيد من مخاطر التسرب من المدارس، كما يؤدي إلى تقلص الموازنات الحكومية وتراجع الإنفاق على التعليم العام. ويشكل إغلاق المدارس لفترات طويلة، إلى جانب هذا التراجع في النشاط الاقتصادي صدمة مزدوجة وغير مسبوقة للتعليم.

في السياق ذاته قال معز الشرفي رئيس جمعية الدفاع عن حقوق الطفل في تصريح لاذاعة «موزاييك» امس إنّ فترة الحجر الصحي الفارطة تسببت في إحباط للأطفال وارتفاع منسوب العنف لديهم بالاضافة إلى فقدانهم للقدرة على التواصل مع محيطهم الاجتماعي وفقدانهم لمهارات التعلم، وذلك نتيجة الضغط النفسي الذي مروا به واستعمالهم المكثف للهواتف الذكية ولشاشة التلفزيون،وحذّر معز الشريف من تواصل منعهم من ارتياد المدارس والمعاهد مما سيتسبب في تسجيل حالات انقطاع مبكرة عن الدراسة.

منظومة التعليم العالي تواجه بدورها وفق نفس التقرير ازمة عميقة وتشير التقارير إلى أن هناك انقطاعاً غير مسبوق في التعليم والتدريب في المجالين المهني والفني ونتيجة لذلك، فقد لا يتمكن هذا الجيل من الطلاب، لاسيما المحرومون منهم ماديا من بلوغ غاياتهم التعليمية أو تحقيق مستويات الدخل المحتمل في المستقبل على الإطلاق، ومن الضروري اتخاذ إجراء فعال وسريع للتصدي لهذه الخسائر المتباينة في التعلّم، وهو أمر مهم للمضي قدما حتى لا تتسع هذه الفجوات حسب التقرير .

في تونس اجبرت جائحة كورونا الطلاب على التعلم عن بعد في السنة الماضية والى تاخير فترة الامتحانات الى الصيف وتأجيل امتحانات السداسي الأول إلى الفترة الحالية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115