خطاب رئيس الجمهورية من قبلي : المؤامرات.. استهداف الدولة.. اللجوء إلى الجيش

محاولات لإسقاط الدولة من الداخل، هذا ما يشدد عليه رئيس الجمهورية قيس سعيد وبات يكرره في مناسبات عدة منذ نوفمبر الفارط. محاولات تتمدد لتشمل

أحداث العنف والمعارك بين «عرشين / قبلتين» في الجنوب التونسي والتي اعتبر الرئيس أنها تندرج في مخطط إسقاط الدولة.

«الحرب» هي ما تقدمه وتتحدث عنه الصور والفيديو اللذين نشرتهما صفحة رئاسة الجمهورية لزيارة الرئيس قيس سعيد امس الى منطقة عين السخونة في الجنوب التونسي، السبب المباشر في اندلاع اشتباكات بين متساكنين من معتمدية دوز من ولاية قبلي ومعتمدية بني خداش من مدنين.
صور تضاف اليها الاشارة الصريحة في بيان الرئاسة الى ان قيس سعيد القائد الاعلى للقوات المسلحة انتقل امس الى الجنوب التونسي وتحديدا الى منطقتي بئر سلكان والعين السخونة من ولاية قبلي مرفوقا بكل من رئيس أركان جيش البر وآمر الحرس الوطني ليكون بلاغ الرئاسة مشابها للبلاغات التي تصدر عن «دوائر الاعلام الحربي».

معجم وصور تمهدان لمضمون الزيارة التي يشار الى انها حصلت على خلفية المواجهات الدامية بين مجموعتين من المواطنين من منطقتي بني خداش من ولاية مدنين ودوز من ولاية قبلي، وحدد سبب الخلاف بكونه حول قطعة أرض تقع بين المنطقتين، ونجم عن الاشتباكات وفاة شاب وإصابة 70 مواطنا آخرين.

احداث فرضت اجتماع رئيس الجمهورية مع عدد من ممثلي السلط الجهوية والمحلية الذين دعاهم إلى تغليب صوت الحكمة وعدم الانجرار وراء» زرع الفتنة بين أبناء الجهة الواحدة»، وذكرهم أن «رئيس الجمهورية هو رمز الدولة والضامن لوحدتها.. وتونس تتسع للجميع» هنا اعلن الرئيس عن وجود محاولات لاستهداف الدولة، محاولات خفية لضرب الدولة من الداخل.

الانتقال بالموجهات بين مجموعتين من المواطنين واعتبار أنها تندرج ضمن محاولات بث الفتنة واستهداف الدولة لم يتبع ذلك كشف تفاصيل مما جعل الرئيس يصنف احداثا ظاهرها قبلي وعشائري يتعلق بملكية الارض لتصبح عنصرا من عناصر خطة اسقاط الدولة من الداخل.
ومنذ أن تسلم منصبه جعل الرئيس قيس سعيد «المؤامرات» جزءا لا يتجزأ من خطابه، مؤامرات تشمل كل شيء واتضح خلال الاسابيع الاخيرة انها تتمدد لتشمل احداث العنف في البرلمان والمواجهات بين مجموعتين من التونسيين اشار الى ان ما جد بينهما نتيجة لإشكالات لم تعالج في الماضي، في اشارة الى الاشكاليات العقارية.

مؤامرة يتوعد الرئيس بانه سيكشفها ويكشف تفاصيلها فهي معلومة لديه، لكن هذا ظل وعد لم يتحقق رغم مرور سنة وأسابيع على تقلده للمنصب واقترابنا من ختم سنة على خطابه في 17 ديسمبر 2019 الذي اعلن فيه لأول مرة عن المؤامرات والغرف المظلمة والخيانة.
مرّ حول بأكمله ومازال الرئيس يعد بكشف المؤامرات التي تستهدف التونسيين ولقمة عيشهم والتي تطورت لتستهدف دولتهم التي يراد اسقاطها من قبل تحالف يضم «مجرمين» و«خونة» و«جهات اجنبية» اجتمعت في غرف مظلمة للتآمر على الشعب والدولة. يتوعدها الرئيس بالحساب.

توعد يقترن بتشديده على امتلاكه كافة التفاصيل وعلمه بكل الخفايا، وهو ما يمتاز به خطابه السياسي خلال هذه السنة، الا في مناسبات قليلة لم يتطرق للمؤامرة، على غرار امس تحت خيمة «عسكرية» شهدت خطابه على جمع من العسكريين والقيادات الامنية. قال لهم ان تونس مرت عليها «ساعات وأيام مؤلمة» وانه يشكرهم لدورهم ويعلمهم انهم سيتدخلون متى كان الوضع يتطلب تدخلهم، جيشا وقوات أمنية.

ايام من بينها احداث العنف في الجنوب التي يقول الرئيس عنها ايضا لا تخفى وجود البعد السياسي عنها في اشارة الى تدخل الاحزاب او السياسيين لإثارتها، ليصبح كل شيء مترابطا يتجه الى «المؤامرة» التي يعلمها الرئيس وحده ولا يبدو انه سيكشف عنها في القريب العاجل.

فالرئيس وبخطابه عن المؤامرات يقوم من وجهة نظره بتوفير مناخات للفرز وحشد الانصار في ظل تسجيله لخسائر وتراجعات امام الخصوم الذين بات واضحا ان الرئيس يعنيهم في حديثه عن المؤامرات التي شهدت تطورا وبات امام قيادات عسكرية وبصفته قائدا اعلى للقوات المسلحة مما يوحي بان الرئيس يهيئ لحربه الكبرى التي يوحى خطابه امس انه يتجه اليها بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115