رئيس الجمهورية في زيارة الى قطر تبدأ اليوم: ملفات عديدة على طاولة البحث أهمها تدعيم التعاون المتبادل

يبدأ اليوم السبت رئيس الجمهورية قيس سعيّد زيارة رسمية لمدة ثلاثة أيام إلى دولة قطر حسب بيان صدر عن رئاسة الجمهورية بدعوة من أمير دولة قطر

الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وذلك بعد زيارة سبق أن أداها أمير قطر الى بلادنا خلال شهر فيفري الماضي. وتأتي الزيارة في ظل ظرف شديد الحساسية تشهده المنطقة والعالم العربي وسط تغيرات جيوسياسية واستراتيجية هامة لذلك فإنها تكتسي دلالات عديدة دبلوماسية واقتصادية وغيرها. وهي مناسبة لمزيد التأكيد على إرادة الطرفين التونسي والقطري لتوثيق التعاون في مجالات مختلفة وفق تصورات متجددة.

تواجه تونس اليوم انقسامات سياسية حادة وأزمات اقتصادية واجتماعية متعددة الأشكال وهي تحاول عبر النوافذ والقنوات الدبلوماسية أن تعيد بناء العلاقات الخارجية مع الدول الصديقة والشقيقة بشكل بعيد عن التجاذبات السياسية . فهي الحريصة على ثوابت دبلوماسيتها العريقة، وقد وقفت مواقف محايدة في عديد الأزمات في المنطقة وكانت -دائما- تحثّ على اتباع سياسة التحاور والتواصل والتقارب. ولئن أثرت جائحة كورونا على عديد الزيارات الرئاسية الرسمية التي كانت مبرمجة للخارج، الا انه يبدو انه يوجد حرص على إتمام زيارة قطر بكل ما تمثله من أبعاد هامة لكلا البلدين.

تحديات عديدة وبرامح مطروحة
أهم تحد يواجه تونس اليوم الوضع الاقتصادي المعقد والضغوطات الاجتماعية المتزايدة وارتفاع معدل البطالة، وهذا ما يحتم اليوم على رئيس الجمهورية الدفع أكثر نحو علاقات دبلوماسية متوازنة تكون لها نتائج مباشرة في دفع ما يسمى «بالدبلوماسية الاقتصادية». وقد عكست زيارة أمير قطر الى تونس في فيفري الماضي إرادة من الطرفين لزيادة نسق التشاور والتعاون وتم خلالها ضخ مبلغ قدره 2000 مليار من المليمات في البنك المركزي إضافة الى اطلاق مشاريع هامة مثل تمويل مشروع قرية صحية متكاملة بالقيروان وانتداب 5000 عون أمن للمشاركة في تأمين دورة كأس العالم بقطر ومضاعفة انتداب الإطارات التونسية من 25 ألفا إلى 50 ألفا. إضافة الى إحداث لجنة قطرية لمتابعة انتداب العملة من تونس واحداث أسواق للإنتاج الفلاحي والتوزيع بالوسط و الجنوب التونسيين.

يشار الى انه تم خلال مكالمة هاتفية جمعت رئيس الجمهورية وأمير دولة قطر التأكيد على استعداد الدوحة الكامل لتمويل منصة الإنتاج بسيدي بوزيد المساهمة في إحداث مدينة الأغالبة الطبية. وخلال جائحة كورونا قامت دولة قطر بإرسال مساعدات طبية عاجلة إلى تونس دعما لجهود الحكومة التونسية في محاربة تفشي فيروس كورونا. كما استجابت الدوحة لطلب رئيس الجمهورية بإنشاء المستشفى الميداني بالجنوب التونسي وجاء في بلاغ للرئاسة التونسية أن أمير قطر قد عبر عن شعوره بأن ما قام به هو من منطلق الواجب من شقيق نحو أشقائه في تونس.

العلاقات الاقتصادية بالأرقام
ووفق آخر الأرقام فان قطر تعد أول دولة عربية مستثمرة في تونس باستثمارات إجمالية في مختلف القطاعات وصلت عام 2018 الى 159 مليون دولار أي ما يعادل 420 مليون دينار بعد ان كانت في عام 2017 في حدود 27 مليون دولار أي ما يعادل 70 مليون دينار فقط لتتضاعف بأكثر من 5.8 مرة محققة نسبة نمو وصلت الى 488.9 % على أساس سنوي، وهي بالتالي ثاني شريك استراتيجي لتونس اقتصاديا في العالم بحجم استثمارات مباشرة بلغت 16 %.
وسجل حجم المبادلات التجارية بين قطر وتونس، خلال سنة 2018 نمواً مهما بنسبة 34.52 % مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2017 حيث جرى تبادل أكثر من 12.7 ألف طن من السلع. وتأتي في مقدمة السلع التي تستوردها الدوحة من تونس التمور وزيت الزيتون والغلال والخضر والحوامض والمنتجات البحرية ومواد البناء والمعدّات الكهربائية والكوابل والألومنيوم. فيما تصدّر قطر إلى تونس المواد الأولية البلاستيكية وزيت البترول والألومنيوم والألواح والصفائح وغيرها .

مشاريع مستقبلية
ويبدو ان من اهم أهداف هذه الزيارة شروع الدوحة عبر صندوق قطر للتنمية في تنفيذ عدة مشاريع هامة اقتصادية وسياحية وصحية منها مشروع بناء مستشفى الأطفال بمدينة منوبة ، اضافة الى مشاريع مهمة في مجال البنية التحتية وبناء مساكن للعائلات المعوزة في عديد الجهات بالبلاد والتمكين الاقتصادي ضمن خطة التمويل المقدرة بحوالي 250 مليون دولار. ويلاحظ وجود تركيز على الجانب الفلاحي لما له من نتائج مهمة خصوصا على المناطق الداخلية.
يشار الى ان العلاقات بين البلدين شهدت نسقا هاما من تبادل الزيارات سواء في عهد الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي او مع الرئيس الحالي قيس سعيد . وقد عقدت في مارس 2019 أعمال الدورة السابعة للجنة العليا المشتركة التونسية القطرية برئاسة يوسف الشاهد آنذاك، ورئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بدولة قطر. وكانت الحصيلة توقيع عشر اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية واتفاقية تعاون.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115